منوعات

مظاهرات جامعة كولومبيا الأمريكية مع غزة.. مشاهد متجددة لاحتجاجات 1968 ضد العنصرية والحرب في فيتنام

صوت المصريين - The voice of Egyptians

أعادت الموجة الحالية من الاحتجاجات الطلابية التي انطلقت من جامعة كولومبيا الأمريكية تضامنا مع غزة التذكير بما شهدته الجامعة من مظاهرات عام 1968.

مع استمرار الحرب في غزة، تصاعدت حدة الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب وانطلقت من جامعة كولومبيا بنيويورك، موجة جديدة من المظاهرات التي تطالب إدارة الجامعة بسحب الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل .

 

واستدعت الجامعة قوات الشرطة التي اعتقلت القوات أكثر من 100 شخص وقامت بتفكيك مخيم احتجاجي، مما أدى إلى تدفق المزيد من الطلاب إلى الحديقة الجنوبية للجامعة حيث لوحوا بالأعلام الفلسطينية، وعزفوا الموسيقى الفلسطينية.

كما اعتقلت الشرطة نحو 50 طالبا في جامعة ييل في حين شهدت جامعات مثل ميشيجان وكاليفورنيا ومعهد ماساتشوستس مظاهرات حاشدة جاءت كلها تضامنا مع طلاب جامعة كولومبيا.

هذه المشاهد في جامعة كولومبيا بدت وكأنها تكرارا لما حدث قبل 55 عاما في الجامعة نفسها التي شهدت مظاهرات حاشدة احتجاجا على العنصرية والحرب في فيتنام وفقا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

ففي 23 أبريل/نيسان 1968، بدأت مظاهرات طلاب كولومبيا الذين أرادوا الضغط على إدارة الجامعة لإنهاء ارتباطها بمركز يشارك في أبحاث الأسلحة بوزارة الدفاع (البنتاغون) كما طالبوا بوقف بناء صالة ألعاب رياضية منفصلة في حديقة مورنينجسايد القريبة، والتي كانت تحمل شبهة عنصرية.

وفي ذلك الوقت كان الكثيرون يتعافون من اغتيال القس مارتن لوثر كينغ جونيور قبل أسابيع وكان الطلاب السود “ينزعجون بشكل متزايد من العنصرية المستمرة على نطاق واسع في المجتمع الأمريكي وخاصة في مورنينجسايد” وفقا لما ذكرته مجلة “بارنارد” الطلابية التي قالت إن الإحباط من الحرب في فيتنام ومشاركة كولومبيا في البرامج العسكرية كان يتزايد على مدار أشهر.

الاحتجاج الذي قاده جزئيا طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي وجمعية الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي بدأ بطابع “كرنفالي”، حيث عزفت فرقة طلابية الموسيقى وتطايرت البالونات مع إغلاق الجامعة.

وفي لقاء عقد في نيويورك عام 2008، قال المشاركون في الاحتجاج الطلابي إن الكثير مما حدث كان “دون أي خطة حقيقية”.

ومع مرور الوقت، تصاعدت التوترات واحتج الطلاب على دور الولايات المتحدة في فيتنام والسياسات الجامعية التي اعتبروها عنصرية كما استولوا على خمسة مبان، في حين انقطعت خطوط المياه والكهرباء والهاتف عن المباني.

في وقت مبكر من صباح يوم 30 أبريل/نيسان 1968، تدفق حوالي 1000 ضابط من شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي بعد استدعاء من رئيسها غرايسون إل كيرك.

وذكرت مجلة “برنارد” أن عملية الإخلاء كانت سلمية في أحد المباني، لكن الشرطة استخدمت القوة ضد الحشود في مبان أخرى مما أدى إلى إصابة أكثر من 100 شخص في حين أظهرت الصور الطلاب بوجوه دامية.

وقالت “برنارد” إن رجال شرطة الخيالة “طاردوا الطلاب الفارين إلى برودواي وأسفل شارع 116، وقاموا بضربهم بالهراوات”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الطلاب تعرضوا للضرب بالقبضات الحديدية، والركل، والإلقاء على الأرض ثم دهسهم بالأقدام من قبل عناصر الشرطة.

واعتقلت الشرطة أكثر من 700 شخص في ذلك اليوم، معظمهم بتهم التعدي الإجرامي والسلوك غير المنضبط وأعرب الآلاف من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن استيائهم من استخدام “القوة المفرطة”.

واعتبر رئيس الجامعة، أن الاستعانة بالشرطة كان “القرار الأكثر إيلاما الذي اتخذته على الإطلاق”، لكن الاستسلام لمطالب العفو عن الطلاب “كان من شأنه أن يوجه ضربة شبه قاتلة، للجامعة وللتعليم العالي الأمريكي بأكمله”.

ورغم أن حرب فيتنام استمرت لعدة سنوات إلا أن جامعة كولومبيا تخلت عن خططها لإنشاء صالة الألعاب الرياضية وقطعت علاقاتها مع مركز الأبحاث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى