هاآرتس : ادعاء إسرائيل باعتزام أبناء هنية تنفيذ هجوم «غير مقبول»
فنّدت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، اليوم الخميس، ادعاء إسرائيل بأن أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، كانوا بطريقهم لتنفيذ ما وصفته بـ”نشاط إرهابي”، مشيرة إلى أن تلك المزاعم “غير مقبولة”.
* ادعاءات غير مقبولة
وقال جاكي خوري، مسئول الشئون الفلسطينية في صحيفة ” هاآرتس “، إن ادعاء إسرائيل بأن أبناء هنية كانوا بطريقهم لتنفيذ نشاط إرهابي “لا يقبله حتى معارضو حماس، خاصة وأن أطفالهم كانوا معهم”.
واعتبر خوري الصحفي ب هاآرتس خلال مقال تحليلي، أن “اغتيال أبناء إسماعيل هنية الثلاثة في الوعي الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص عمل انتقامي وإحباط من جانب إسرائيل، وليس اغتيالا عسكريا مؤثرا يتسلل إلى صفوف التنظيم ويتسبب بصدمة وفقدان للتوازن”.
وأضاف: “من غير المتوقع أن يؤدي الانتقام الذي حققته إسرائيل إلى تحقيق أي هدف آخر حددته”، مشيراً إلى أنه “لم يتم تصنيف أبناء هنية كشخصيات غامضة يؤدي الهجوم عليهم إلى اختراق استخباراتي عميق للمنظمة، ولم يؤد الاغتيال إلا إلى تعزيز حماس وسط الجمهور الفلسطيني”.
* تقويض صفقة المحتجزين
من جانب آخر، قال خوري: “ربما تكون إسرائيل قد حصلت على انتقام مؤقت آخر، لكنها ابتعدت أكثر عن أهدافها، وفي مقدمتها إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الـ133 في غزة”.
وأوضح مصدر إسرائيلي لـ”هاآرتس” أن عملية الاغتيال قد تقوض أي صفقة من هذا القبيل. وذلك فيما عبر مصدر إسرائيلي آخر عن قلقه من أن تعرقل حماس صفقة المحتجزين التي يجرى التفاوض عليها مع إسرائيل.
من جانبه، وصف مصدر في حماس عملية الاغتيال بـ”خطوة حمقاء تقوي حماس علانية بدلاً من إضعافها”.
وأضاف المصدر أن “هذا الاغتيال يثبت أن أبناء رئيس (المكتب السياسي للحركة) لا يزالون في غزة، وأن هنية نفسه يدفع ثمناً شخصياً. وهذا يثبت أن هناك في إسرائيل مجموعة من المنتقمين وليس رجال دولة”.
* ضربة لم تصرح الحكومة بها
في السياق ذاته، نوهت “هاآرتس” بأن جيش الاحتلال لم يطلع الحكومة الإسرائيلية قبل الغارة الجوية التي استهدفت أبناء هنية، مشيرة إلى أن وكالات الأمن الإسرائيلية لم تحصل على تصريح لشنها.
وبحسب “هاآرتس”، لم يتم إخطار قائد القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال بالضربة، التي أذن بها عقيد.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسئولو جهاز الأمن العام (الشاباك) إنه من الشائع اتخاذ قرارات تتعلق بالعمليات بدون إذن الحكومة منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي.
لكن مسئولين عسكريين آخرين يزعمون أن هناك اختلافاً بين ضربة توجه ضد مقاتلين متوسطي المستوى وضربة ضد أفراد عائلة أحد كبار قادة حماس، الذي يشارك بشكل مباشر في مفاوضات بشأن صفقة لتبادل الأسرى.
وأشارت “هاآرتس” إلى أن هنية لديه 13 ابن وابنة، بعضهم يعيش في غزة، والبعض الآخر في تركيا وقطر.