أخبار الجامعات

باعت مجوهراتها من أجل الجامعة المصرية.. من هي الأميرة فاطمة إسماعيل؟

صوت المصريين - The voice of Egyptians

«هذه من آثار حضرة صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل».. عبارة مكتوبة على باب كلية الآداب جامعة القاهرة؛ تخليدا لدور العظيم للأميرة فاطمة في إنشاء مقر دائم لجامعة القاهرة، فضلاً عن دعمها  لمواجهة خطر توقف مشروع الجامعة بعد تعرضها  لمشاكل مالية كبيرة، وقبل توضيح دور الأميرة فاطمة تفصيلا في التبرع بمجوهراتها ووقف الأراضي لدعم ميزانية الجامعة والتبرع بقطعة الأرض لبنائها؛ لتستمر الجامعة في القيام بدورها التنويري لتكون قبلة العلم للمصريين والعرب والأجانب منذ أكثر من مائة وعشرة عاماً حتى اليوم ،سنقوم بتوضيح قصة إنشاء جامعة القاهرة.

بتاريخ ٢٢ ديسمبر ١٩٠٨م تم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية، وبدأت الدراسة على هيئة محاضرات تُلقى في قاعات متفرقة كان يُعلن عنها في الصحف؛ نظرًا لعدم وجود مقر دائم للجامعة حتى قامت إدارة الجامعة بتأجير مقر للدراسة، وهو قصر أحمد خيري باشا، والذي تشغله الجامعة الأمريكية بالتحرير حاليآ.

مدخل كلية الاداب عليه عبارة هذه من آثار حضرة صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل

 

كان إيجار هذا المقر يُكلف الجامعة مبلغًا كبيرًا وقتها، وهو ٤٠٠ جنيه سنويًا، وكانت الجامعة في حاجة لهذا المبلغ لإنفاقها في الإرساليات والتعليم، فضلا عن مالك القصر التاجر اليوناني “جناكليس” والذي اشتراه من ورثة احمد خيري باشا، رفض مد عقد الإيجار للجامعة حتى تدخل الأمير أحمد فؤاد الذي طلب من جناكليس مد عقد الإيجار لأربع سنوات أخرى في مقابل عدم تجديد العقد مرة أخرى.

وحين عرفت الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل عن طريق طبيبها الدكتور محمد علوي باشا

بوجود صعوبات مالية تواجه استمرار الجامعة في القيام بدورها الهام، وعليه قررت الأميرة فاطمة التبرع بستة أفدنة لإنشاء مباني الجامعة الأهلية، بخلاف أنها أوقفت ٦٦١ فدانا من أجود الأراضي بالدقهلية ليدخل إيرادهما الذي وصل لمبلغ أربعة آلاف سنويا في ميزانية الجامعة، بالإضافة إلى تحملها سائر تكاليف البناء وكانت تقدر وقتها بمبلغ ٢٦ ألف جنيه.

 

حيث قامت الأميرة بإهداء الجامعة بعض جواهرها النفيسة؛ بغرض بيعها لبناء المقر الجديد للجامعة، والتي تم حصرها كالتالي:

  • عقد من الزمرد يتكون من ١٨ قطعة حول كل قطعة أحجار من الماس البرلنت،أهداها السلطان عبد العزيز للخديو إسماعيل والد الأميرة.
  • أسورة من الماس البرلنت في وسطها حجر وزنة ٢٠ قيراطا.
  • ريشة من الماس البرلنت على شكل قلب يخترقه سهم.
  • عقد ذهبي تتدلى منه ثلاثة أحجار من الماس وزن الكبير  ٢٠قيراطا والصغيران وزن كل منهما ١٢قيراطا.
  • خاتم مركب عليه فص هرمي من الماس.

 

وأوكلت إدارة الجامعة الدكتور محمد علوي باشا بعملية بيع المجوهرات، والذي قام ببيعها خارج البلاد للحصول على مبلغ كبير للجامعة، وبالفعل حصلت الجامعة على مبلغ ٧٠ ألف جنية حصيلة بيع المجوهرات.

ولم يقف دعم الأميرة فاطمة عند هذا الحد، بل تحملت نفقات حفل وضع حجر أساس الجامعة والذي كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وخاصة أن الخديو عباس حلمي الثاني أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح.

وأقيم حفل وضع حجر الأساس للجامعة في يوم الاثنين الموافق ٣١ مارس١٩١٤ في الخامسة من مساء اليوم في الأرض التي تبرعت بها  الأميرة للجامعة في بولاق الدكرور لتكون مقرًا دائما للجامعة المصرية، بحضور الخديو عباس حلمي الثاني وكبار رجال الدولة من الأمراء والأعيان.

 

وقام الخديوي بتوقيع محضر وضع حجر الأساس بجانب توقيع الأميرة فاطمة، كما وقع كل من الأمير أحمد فؤاد رئيس شرف الجامعة ورئيس وأعضاء مجلس إدارتها.

وكتب الشاعر أحمد شوقي قصيدة خصيصاً لهذا الحدث الهام، والذي تم إلقائها في حفل وضع حجر الأساس للجامعة.

وتم بناء الجزء الأول لمباني الجامعة، حيث تم  البدء بكلية الآداب التي دون على مدخلها:«هذه من آثار حضرة صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل»، ثم كلية الحقوق، ثم باقي مباني كليات الجامعة .

ومنذ تأسيس الجامعة عام ١٩٠٨م، أطلق عليها العديد من المُسميات أولها الجامعة المصرية، ثم تغير اسمها إلى جامعة فؤاد الأول عام١٩٤٠م، وأخيرا تم تعديل اسمها إلى الاسم الحالي جامعة القاهرة عام ١٩٥٣م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى