دير القديس سمعان .. تحفة تاريخية منحوت داخل صخور جبل المقطم في القاهرة الفاطمية
كنيسة القديس سمعان الخراز أو دير سمعان خراز بالمقطم هي كنيسة قبطية مصرية محفورة داخل جبل المقطم بالقاهرة، تضم ست كنائس أرثوذكسية هي (كنيسة الأنبا شنودة، كنيسة الأنبا برام بن زرع سرياني، كنيسة الملاك وماري وحنا، كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، كنيسة مارى مرقص، كاتدرائية العذراء والقديس سمعان وهي أكبر كنيسة في مصر حيث تستوعب 20 ألف شخص، وبها 76 صورة محفورة.
بمجرد أن تطأ قدميك جبل المقطم، ستدرك تلك التُحفة الفنية التاريخية، ستُدرك عظمة المهندس المصري، الذي أبدع تلك المعجزة المعمارية في قلب ذلك الجبل الأصم، ليُصبح أحد أهم معالم منطقة مصر القديمة المبهرة، لتجد جمال الطبيعة فى صخور الجبل العاتية لتتناغم مع الفن المعماري المميز الذى بنى به الدير، وأصبح محط زيارات عالمى من قبل أعداد كبيرة من السياح حول العالم.
دير القديس سمعان الخراز بالمقطم، دير محفور داخل الجبل، يضم ست كنائس، هم: كنيسة الانبا شنوده، كنيسة الأنبا برام بن زرع سريانى، كنيسة للملاك ومارى وحنا، كنيسة الانبا بولا والانبا انطونيوس، كنيسة مارى مرقص، كاتدرائية العذراء والقديس سمعان، وهى أكبر كنيسة في مصر، حيث تحمل 20 الف شخص، كما تحتوي علي 76 صورة محفورة، وتدور حول هذا الدير العديد من الأساطير المتوارثة من قديم الزمن، يحكيها خدام الدير ورواده.
سمي دير القديس سمعان الخراز بالمقطم، بذلك الإسم نسبة إلى سمعان الخراز، والذى يعرف بسمعان الدباغ، وعاش في القرن العاشر في مصر أيام حكم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وفي عهد بطريرك الأقباط أبرام السرياني، 975 – 979 ميلادية، والذى كان يعمل في صناعة وتصليح الأحذية، وكان يشهد له بالأخلاق الحسنة.
في عام 1969 صُدر قرار من محافظ القاهرة بنقل جامعي قمامة القاهرة إلى منطقة نائية على إحدى جبل المقطم، ليقطنوا بها بعد أن امتد العمران إلى مناطقهم، وأحاط بها العمران في القاهرة نفسها، وبدأ جامعي القمامة، والذين تشكل أغلبهم من المسيحيين في إقامة مساكنهم بطرق بدائية، كانت عبارة عن عشش من الصاج تسمى بلغتهم العامية زرائب، والعشة الواحدة زريبة، وسميت زريبة نسبه إلى المكان الذي تقيم فيه الحمير والخنازير والحيوانات الأخرى كالجداء والماشية وبعض الطيور كالبط والدجاج.
يمتاز دير القديس سمعان الخراز بالمقطم بالطابع المعماري المبهر، والذي تم نحته فى قلب جبل المقطم، ليصبح علامة بارزة محط أنظار العديد من السياح والمصريين من حول العالم، لزيارته والتمتع بجماله، وقد وقع الاختيار على مغارة تم اكتشافها عام 1974، وجرى تكليف مهندس معماري وضع تصميم لها، وبُني بشكل تدريجي بسواعد أبناء “حى الزبالين”، وقد كلفهم ذلك نقل أكثر من مليونين ونصف المليون حجر لبنائه، واستمر العمل حتى وصل الدير لشكله الحالي “جوهرة معمارية” في قلب الجبل على مساحة 1000 متر تقريبا.
كنائس الدير
كنيسة الانبا ابرام بن زرعة السريانى البطريرك 62
سميت هذه الكنيسة باسم القديس الانبا ابرام بن زرعة السريانى البطريرك 62 للكرسى المرقسى, تخليدا لمعجزة نقل الجبل التى تمت فى عهده، وهو الذى ادخل للكنيسة صوم الثلاثة ايام التى صامتها الكنيسة قبل نقل الجبل، لتنسيق صوم الميلاد المجيد، ليصبح 43 يوما بدلا من 40 يوما, وادخل ايضا صوم نينوى فى الكنيسة القبيطية، وقاوم عادة اقتناء السرارى التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت.
تم اكتشاف هذا المكان اثناء القيام باعمال البحث عن المغارات الموجودة بالدير عام 1992 وكان مملوءا ومغطا بالردم تماما وغير ظاهر، وتم تجهيزه وتوسيعه قليلاً، واقمت صلاة اول قداس الهى بهذه الكنيسة عام 1993 وهى اصغر كنيسة بالدير.
كاتدرائية السيدة العذراء والقديس سمعان الخراز
سميت هذه الكنيسة باسم السيدة العذراء والقديس سمعان الخراز، وذلك تخليدا لمعجزة نقل جبل المقطم فى 27 نوفمبر عام 979 ميلادية، والتى استخدم فيها القديس سمعان الخراز لاتمام هذه المعجزة الخارقة، وذلك فى عهد البابا ابرام بن زرعة السريانى البطريرك 62، والذى ظهرت له السيدة العذراء عندما وقعت عليه غيبة بعد صوم وصلاة ثلاثة ايام بكنيسة السيدة العذراء المعلقة بمصر القديمة، لتعلن له عن الشخص الذى بواسطته سيتم نقل الجبل القديس سمعان الخراز.
شيدت كاتدرائية السيدة العذراء والقديس سمعان الخراز على مرحلتين، الأولي كانت عبارة عن مغارة صغيرة لا يزيد ارتفاع سقفها عن ارضيتها الا بمتر واحد، وكان يتردد عليها بأستمرار الخدام للقيام باجتماعات صلاة وطلب عمل يد الله فى الخدمة، واثناء ذلك تم رفع الردم من ارضيتها وتسويتها واعداد مذبح الكنيسة واقامة القداسات الالهية والاجتماعات من عام 1986، وهى اول كنيسة بالدير وكان الحاضرون يجلسون على الارض المفترشة بالحصر وبعض الكراسى القليلة على الجانبين، والثانية اكمل الله العمل بها واعدها اعدادا مباركا، وجهزت بمقاعد ثابتة وقوية على هيئة مدرجات ربع دائرية، وذلك يوم 27 نوفمبر 1994 لتسع اعداد غفيرة، وهى اكبر كنيسة بالدير.
ويوجد امام المذبح من الجانب الايمن للكنيسة مقصورة تضم رفات القديس سمعان الخراز، والذى تم اكتشاف جسده عام 1991، وتم احضاره من كنيسة السيدة العذراء بباليون الدرج بمصر القديمة فى 11 يوليو 1992، وذلك بوثيقة كنسية من الأنبا متأوس اسقف مصر القديمة انذاك، وتحت اشراف البابا اشنودة الثالث، وتتميز هذه الكنيسة ايضا بوجود بروز واضح بالسقف امام الهيكل لصورة السيدة العذراء وهى تحمل طفلها، وذلك بدون صنع انسان بل تم تنقيحها عام 1994، لزوم تنعيم طبيعة الحجر.
كنيسة مار مرقس و قاعة القديس سمعان الخراز
تم اكتشاف هذا المكان عام 1974، وكان مملوءا بالحجارة الضخمة حتى سقف المغارة التى تضم بداخلها الان كنيسة القديس مار مرقس، وقاعة القديس سمعان الخراز، ولم يكن سوى مدخل واحد شديد الانحدار يصعب الدخول منه، وهو حاليا الشباك الزجاجى الكبير المطل على المنطقة، وفى عام 1991 وبعد صلوات استمرت سبع سنوات طلبا لارشاد الله عن كيفية دخول المغارة، بدأ العمل بشق سرداب من ناحية المدخل الحالى بعد ازلة 140 الف طن من الاحجار الضخمة ليصبح المكان بعد ذلك معدا لتشييد القاعة و الكنيسة.
فى الطابق الاسفل تم تشييد الكنيسة على اسم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وذلك فى عام 1992، وتزين قبة الكنيسة من الخارج ثلاث لوحات فنية رائعة مكونة من قطع الفسيفساء، وهى تمثل احداث هامة من الكتاب المقدس، الصلب والقيامة والصعود، اما الطابق الاعلي، فيسمى قاعة القديس سمعان الخراز، والتى اعدت لتسع 2000 شخص وتتميز هذه القاعة بعدة لوحات رائعة النحت ومعبرة عن احداث روحية فى الكتاب المقدس، اكثرها تميزا هى صورة للسيد المسيح فاتحا ذراعيه منتظرا كل من يقبل اليه.
كنيسة الانبا بولا اول السواح
سميت هذه الكنيسة بأسم الانبا بولا اول السواح، لما له من حياة روحية عميقة مع الله، منها الاختلاء بالجبال وسكنى المغاير، والوحدة التى قادها فى خلوة مع الله امتدت الى سبعين عاما، لم يرى فيها وجه انسان حتى شهد له انه انسان لا يستحق العالم وطأة قدميه، وقد تم اكتشاف هذا المكان عام 1986، اذ حدث اثناء العمل فوق المكان ان سقطت صخرة كبيرة ادت الى اكتشاف فتحة بالارض كشفت عن مدخل المكان الذى اعد فيما بعد ليكون كنيسة الانبا بولا اول السواح، وتتميز بوجود ثلاثة خوارس على نظام الكنيسة الاولى، واقيمت صلاة اول قداس الهى فيها عام 1991.