خبراء: الإعلام التقليدي فقد هيمنته.. والسوشيال ميديا أصبحت تتحكم في المحتوي والتسويق
الحلقة النقاشية «مستقبل المبيعات والتسويق في العصر الرقمي» نظمها مركز إيدج للابتكار
نظم مركز إيدج للابتكار التابع لشركة راية للمباني الذكية، إحدى شركات راية القابضة للاستثمارات المالية حلقة نقاشية بعنوان «مستقبل المبيعات والتسويق في العصر الرقمي» حيث سلطت الضوء على الاتجاهات الرئيسية في مجال المبيعات والتسويق المتطور وانعكاسه على مشاريع ريادة الأعمال، والتركيز على الاستراتيجيات والتقنيات التي تحدد التسويق في عصر الرقمنة المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
شارك في الحلقة النقاشية، د. حامد شامة، أستاذ التسويق، ورئيس البحث الأكاديمي المُمَوَل من BP بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، خالد البرماوي، الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، محمود مصطفى، الخبير في مجال الاتصالات المؤسسية، ورائد أعمال، راندا معتز، مؤسسة ذا كوبي رايتر | The Copywriter وأدارها ، تامر إمام الكاتب الصحفي ومؤسس موقع follow ICT.
وافتتح الحلقة النقاشية أحمد إبراهيم الرئيس التنفيذي لشركة راية للمباني الذكية مؤكدًا أن هذا اللقاء يأتي في إطار خطة مركز إيدج للابتكار لإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه مجال المبيعات والتسويق الرقمي، وكذلك الفرص المتاحة، وإفساح المجال لتلاقي أصحاب الخبرات المختلفة، حيث أصبح التسويق اليوم مرتبطا بشكل أكبر بالعالم الرقمي، وهو ما جعل أساسيات نجاحه تتطلب توجهات جديدة واستغلالا أمثل لما توفره التكنولوجيا الرقمية الحديثة.
ومن جانبه استعرض الكاتب الصحفي تامر إمام الذي أدار الحلقة النقاشية محاور الحلقة وأبرزها الاتجاهات الرئيسية للتسويق الالكتروني مثل التسويق القائم على البيانات واستراتيجيات عملية للازدهار في هذا المجال المتغير ومناقشة مفهوم التحول الرقمي وكيف يعيد تشكيل صناعات بأكملها وتحليل المنافسة المتطورة في المجال الرقمي وبناء هوية علامة تجارية متميزة والاعتبارات الأخلاقية في التسويق الرقمي
استهل الكاتب الصحفي خالد البرماوي المتخصص في الإعلام الرقمي حديثه مؤكداً أن التسويق والتحكم في المحتوى عبر السوشيال ميديا والتطبيقات التكنولوجية الحديثة بات محوراً أساسياً من وسائل التواصل مع الجمهور المستهدف بعد أن فقد الإعلام التقليدي الهيمنة بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي حدث في السنوات الماضية.
وأكد البرماوي أن الشركات الكبرى تعتمد في الوقت الحالي في التسويق علي منصاتها علي وسائل التواصل الاجتماعي بسبب قدرتها علي الوصول إلى الجمهور المستهدف بتكلفة أقل وأسرع من الإعلام التقليدي مشيرا إلي أن الإعلام المصري لم يتمكن من استيعاب التكنولوجيا الحديثة بعد.
أكد البرماوي أن مصر واحدة من أكثر الدول نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأن متوسط قضاء المصريين على مواقع الإنترنت يصل 7 ساعات، منهم ثلاث ساعات على الشبكات الاجتماعية مشيرا إلى أن الجمهور الجديد المُنضم إلى الإنترنت يعبر عن ثقافات جديدة، وطبقات مختلفة تنضم إلى عالم الانترنت، وتحتاج إلى محتوى جديد يناسب ثقافتها، مطالبا العاملين بالإعلام، برسم خريطة تحدد جمهورهم أكثر، مثل استهداف ربات البيوت في توقيت استخدامهم.
من جانبه أكد الدكتور حامد شامة أستاذ التسويق أن وسائل الإعلام الرقمية غيرت بشكل كبير الطريقة التي تعمل بها الشركات وتتواصل، مما أدى إلى تأثير عميق على وصولها بشكل أسرع للجمهور المستهدف.
وأكد شامة أن التحول الرقمي أحدث ثورة في الشركات الكبرى، وخلق نماذج أعمال ووظائف جديدة وزيادة وصول المستهلك إلى المنتجات والخدمات من خلال المنصات الرقمية، حيث يمكن للشركات الوصول إلى جمهور أوسع خارج أسواقها المحلية. وقال شامة إن الشركات الكبرى والناشئة أيضا توقفت عن طرق التسويق والإعلان التقليدية مثل الطباعة والراديو والتلفزيون، وتم استبدالها بالإعلانات الرقمية.
حيث توفر الوسائط الرقمية للشركات القدرة على استهداف جمهور محدد وتخصيص الرسائل التسويقية مشيرا إلى أن استراتيجيات التسويق أكثر كفاءة وفعالية رغم قلة التكلفة المالية لذلك أصبحت الشركات تخصص مواردها بشكل أكثر فعالية، مما أدي إلى زيادة العائد على الاستثمار والنمو الاقتصادي العام.
وأوضحت راندا معتز، مؤسسة ذا كوبي رايتر | The Copywriter : أن أي شركة جديدة في بداية تأسيسها تحتاج فريق عمل للتسويق والمبيعات ذو خبرة واسعة في هذا المجال المتجدد دائمًا، والذي شهد تغييرات كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضافت : “نتوقع حدوث المزيد في المستقبل القريب، فعلى سبيل المثال في الحملات التسويقية المنتشرة في الوقت الراهن شاهدنا استخدام فيديوهات “الريلز ” عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من المنشورات المصاحبة بالتعليقات “الكابشن”، من هنا خُلق ما يسمى بوظيفة reals content creators ، وهو الشخص الذي يجمع بين وظيفتي الـ script writer و video Editor ، وهو بدوره يقوم بتحسين صورة العلامة التجارية سواء منتج أو شخص، والتوعية به للجمهور المستهدف، هذا الأمر سّهل التعامل في مجال التسويق وسوف يخلق المزيد من الوظائف الأخرى”.
وفي نفس السياق أضاف محمود مصطفى، الرائد في مجال الاتصالات المؤسسية: من وجهة نظري، أن المحتوى الذي يتم تقديمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويلقى انتشارا وقبولا واسعًا بين رواد السوشيال ميديا هو المحتوى الذي يميل إلى فكرة الواقعية بعيدًا عن التزييف، أما بالحديث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق والمبيعات، فبالطبع هناك تغيرات سريعة في هذا المجال ليس في مصر بل على مستوى العالم، لذلك فإن المؤسسة الناجحة لابد أن تمتلك قدر كبير من المرونة في التعامل مع تلك المتغيرات وتطوير أدواتها بما يتواكب مع التكنولوجيا الحديثة”.