سفارات وجاليات
بسبب التوترات والنزاعات.. مصر تتواصل مع رعاياها في إثيوبيا وجيبوتي والصومال
السفيرة سها جندي: حريصون على التواصل مع جميع أبنائنا للاطمئنان عليهم ولن نستثني أحدا وأبناؤنا في مناطق التوترات والنزاعات لهم أولوية
صوت المصريين - The voice of Egyptians
عقدت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاء مهما مع أعضاء ورموز الجاليات المصرية في منطقة القرن الإفريقي بدول الصومال وجيبوتي وإثيوبيا، للاطمئنان على الأوضاع بالمنطقة، والتأكيد على أن الدولة المصرية حريصة على متابعة أوضاع جميع أبنائها في كل بقاع الأرض، خاصة في المناطق التي تشهد توترات ونزاعات، مؤكدة أن هؤلاء الأبناء دائماً لهم أولوية.
جاء ذلك ضمن مبادرة “ساعة مع الوزيرة”، عبر الفيديو كونفرانس، وأكدت وزيرة الهجرة أن جميع المصريين بالخارج يمثلون نفس القدر من الأهمية بالنسبة لوزارة الهجرة، دون النظر إلى عدد وحجم الجالية، لذلك تحرص وزارة الهجرة على التواصل المباشر والفوري مع الجاليات المصرية في هذه المناطق، للاطمئنان على أوضاعهم في ظل الظرف الراهن، ومعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم والعمل على تلبيتها بالشكل المناسب، وسط تأكيدات أن القارة الإفريقية لها أولوية قصوى، وأن الاهتمام والدعم المصري لقارتنا الأم لا بد أن يستمر ، وهو ما تحرص عليه القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي.
كما أشارت الوزيرة في بداية حديثها إلى استراتيجية وزارة الهجرة التي تستهدف التواصل مع كافة شرائح المصريين بالخارج، وفي إطارها يتم التواصل المباشر مع الجاليات المصرية بالخارج، والتي تسعى من خلالها لحل أي مشكلات أو تحديات تواجه المصريين بالخارج؛ حيث تمثل مبادرة ساعة مع الوزيرة واحدة من ركائز هذه الاستراتيجية، لافتة إلى أنه تم تنفيذ نحو 65 اجتماعًا افتراضيًا في إطار المبادرة، والهدف هو التواصل المستمر والفاعل والوصول لأكبر عدد من الجاليات في كل دول العالم.
وحرصت وزيرة الهجرة، على استعراض مجموعة المحفزات التي عملت عليها وزارة الهجرة خلال الفترة الماضية لصالح مواطنينا بالخارج، مؤكدة حق المصريين بالخارج للحصول على الكثير من المحفزات، والسعي الدائم لتحقيق أكبر كم منها بما يخدم مصالحهم، مشيرة إلى قانون إعفاء سيارات المصريين بالخارج من كافة الجمارك والرسوم، وحرص الدولة المصرية على استفادة مواطنيها بالخارج من هذا القانون، وتجسد ذلك في الاستجابة لما طالب به المصريون بالخارج على مدار 25 عاما، مضيفة أنها نجحت بالتعاون مع الجهات المعنية في مد العمل بالقانون للمرة الثالثة ولمدة 3 أشهر جديدة حتى يتمكن جميع المصريين بالخارج من الاستفادة من القانون، وجاء ذلك استجابة لمطالب المصريين بالخارج خلال الفترة الماضية، موضحة أن هذا يؤكد أن وزارة الهجرة هي الانعكاس الحقيقي لكل مصري بالخارج، وتعمل بكل جدية لتنفيذ مطالبه وتطلعاته وانها سعيدة بأن عدد من المصريين في منطقة القرن الأفريقي بالفعل قد استفادوا من القانون حيث تم تذليل عدد من المشاكل التي كانوا يعانونها وعلى رأسها السماح للجاليات في الدول التي لا تسمح للمصريين بفتح حسابات ويتم تحويل مرتباتهم بالدولار أو العملة الصعبة مباشرة إلى مصر، أن يتم ربط الوديعة من الحساب الذي يتم تحويل المرتب عليه في مصر، بعد الحصول علي ورقة موثقة من السفارة تشهد بذلك، كذلك إمكانية شراء السيارات من المناطق الاقتصادية الحرة في مصر أو من أي دولة أخرى، طالما كانت عجلة قيادة السيارة المشتراة على اليسار.
كما استعرضت وزيرة الهجرة، جانبًا من المحفزات التي عملت عليها وزارة الهجرة للمصريين بالخارج، منذ توليها حقيبة الوزارة في أغسطس 2022، وفي مقدمتها شركة المصريين بالخارج للاستثمار، وآليات التحويلات بطرق غير مباشرة، من بينها شهادات الادخار البنكية بالعملة الصعبة بعوائد هي الأعلى في العالم، ووثيقة المعاش بالدولار “معاشك بكره بالدولار”، والاستفادة من تخفيضات تذاكر الطيران، وتوفير وحدات وأراضي سكنية بتخفيض ٢٥٪ بالدولار، بالإضافة إلى مبادرة التسوية التجنيدية والتي تعد نموذج ونتيجة للتعاون المثمر بين وزارات الهجرة والخارجية والدفاع، لتسوية الحالة التجنيدية للمصريين بالخارج، من سن 19 إلى 30 سنة، والتي أحدثت أثرًا كبيرا لدى الشباب الذين استفادوا بها وجارٍ المطالبة بإعادة فتحها وبرامج التأمينات الاجتماعية مع هيئة التأمينات والمعاشات والتي يمكن المشاركة بها حتي للعمالة غير النظامية، وغيرها الكثير من الآليات البديلة لخدمة المصريين في الخارج بالعملة الصعبة والتي استحدثت وفقاً لاحتياجات المصريين.
وتابعت وزيرة الهجرة، أنه جار التنسيق مع وزارة الإسكان لطرح مرحلة جديدة من الوحدات السكنية الجديدة والأراضي ضمن مشروعات “بيت الوطن”، وتخصيص قطع ووحدات متميزة للمصريين بالخارج، لافتة إلى جهود الوزارة بالتعاون مع وزارة الاتصالات لإصدار وإطلاق أول تطبيق إلكتروني للمصريين بالخارج، يجمع كل هذه الخدمات والمزايا التي تقدم لهم من مختلف الجهات وإضافة كل جديد يخدم المصريين إليه، والمتوقع الانتهاء منه خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، قال الدكتور محمد جاد سفير مصر في إثيوبيا، إننا نلاحظ ونلمس جهدا غير مسبوق لوزارة الهجرة خلال هذه الفترة الماضية منذ تولي السفيرة سها جندي حقيبة الوزارة، ونقدر اهتمامها الشديد بالجالية المصرية في القرن الإفريقي وسط التحديات الكبيرة التي تشهدها الجاليات المصرية في عدد من الدول هناك، موضحا أن الجالية المصرية بإثيوبيا بها عدد كبير يعمل بالاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية، ولأعضاء الجالية دور بارز ومحوري فيما يتعلق بالعمل المجتمعي والقوافل الطبية، معتبرا أن هذه هي المرة الأولى التي ينعقد فيها مثل هذا اللقاء خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، مشيدا بدور الكنيسة المصرية في الحفاظ علي روابط إيجابية بأثيوبيا وما تقدمه من مساعدات إنسانية وقوافل طبية لها دور متميز في تحسين الحالة الطبية للمواطنين هناك.
وأعرب السفير محمد الباز، سفير مصر في الصومال، عن عميق شكره للسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، لحرصها على التواصل المستمر والدائم مع المصريين بالخارج، لتقديم كافة الخدمات للجالية المصرية في كل دول العالم، مشيرا إلى أن البعثة التعليمية والأزهرية يبرز دورها ومكانتها بين الجالية المصرية في الصومال، ولها أيضا دوراً محوري وهام ومؤثر في المجتمع الصومالي رغم الظروف الصعبة التي يعملون في إطارها.
وبدوره؛ أعرب السفير خالد الشاذلي، سفير مصر في جيبوتي عن شكره وتقديره لجهود السيدة الوزيرة خاصة فيما تقدمه من جهود في إطار المبادرات الهامة التي تطرحها وزارة الهجرة لخدمة المصريين بالخارج، موضحا أن دولة جيبوتي لها أهمية كبرى بالنسبة لمصر خاصة موقعها الاستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي، وعلى الرغم من صغر الجالية المصرية في چييوتي إلا أنها مؤثرة للغاية، ويعملون في أماكن حيوية ومواقع متميزة ولهم تواجد واسم في قطاع السياحة والفندقة حيث يدير المصريون اكبر واهم الفنادق هناك، مثل فندق كمبنسكي وشيراتون، بجانب البعثة الأزهرية ذات الدور المتميز هناك أيضاً.
وقال السفير عمرو الجويلى المستشار الإستراتيجي لنائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إن الاتحاد الإفريقي يهتم بما يسمى بدول المهجر أو الشتات الإفريقي، مستعرضًا عددا من المبادرات لتعزيز التواصل مع المهاجرين الأفارقة، ومن الممكن في إطار مساهمة مصر في أنشطة الاتحاد، أن يكون لدينا دور في استضافة هذه الاجتماعات، نظرا للتجربة المصرية المتميزة في إطار الهجرة والمهاجرين، ولترتيب مصر المتقدم في استقبال تحويلات المصريين بالخارج وقد وعدت الوزيرة باستعداد وزارة الهجرة لدراسة تلك المبادرات والنظر في مصالحنا منها وان يكون لنا دوراً رائداً في ادارتها.
وقال القمص أنجيلوس النقادي، كاهن الكنيسة المصرية بإثيوبيا، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية متواجدة في إثيوبيا منذ أكثر من 1700 سنة، وهذا يعكس أهمية العلاقات المصرية الإثيوبية، مشيرا إلى أن الكنيسة تمارس عددًا كبيرًا من الأنشطة والخدمات لخدمة المجتمع في إثيوبيا، منها القوافل الطبية، التي تأتي كل شهر أو شهرين سواء من مصر أو أماكن أخرى يتواجد بها مصريون في دول غربية يسعون لخدمة المحتاجين في الدول الأكثر فقرا، لافتا أيضا إلى السياحة الدينية ومبادرة رحلة العائلة المقدسة وما يمكن ان تبذله من جهد في سبيل تطوير علاقة بالجالية الإثيوبية المسيحيةً.
وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على مخاطبة وزارة الطيران المدني في شأن الخط من الصومال وجيبوتي التي طلبت اعادة فتح خط التشغيل القديم، كذلك دراسة المعوقات المتعلقة بالتحويلات المالية للمصريين في هذه الدول مع الجهات المعنية، وبحث الحلول المتاحة في هذا الجانب. ومخاطبة وزارة الخارجية في شأن مسألة التعنت في منح التآشيرات بالنسبة للمصريين الراغبين في زيارة إثيوبيا لعمل او خدمة او أهالي المصريين العاملين هناك.