آليات انتقال العرش.. هل يجبر السرطان الملك تشارلز على التنحي؟
إصابة ملك بريطانيا تشارلز الثالث بالسرطان وجهت الأنظار تجاه إمكانية تنحيه، حال بات غير قادر على أداء مهامه الرسمية.
ووفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فإن عودة ويليام، ولي العهد وأمير ويلز، كانت جزءا من خطة تم إعدادها بعناية من قبل قصر باكنجهام للتعامل مع اعتلال صحة الملك.
وبحسب الصحيفة، فقد أبلغ تشارلز الثالث أبناءه وإخوته بحقيقة مرضه بصورة شخصية. ثم أبلغ القصر رئيس الوزراء وقادة دول الكومنولث الآخرين، ثم أخيرًا الجمهور. وقبل ساعات قليلة من إذاعة البيان العام بشأن إصابة الملك تم إطلاع رؤساء وسائل الإعلام البريطانية المختلفة، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأثار الإعلان عن مرض الملك تساؤلات بين الجمهور بشأن مصير العرش، في حال لم يعد الملك قادرا على أداء مهامه، وهو أمر يوجد بالفعل بروتوكول للتعامل معه.
ما هي آليات انتقال العرش إلى الوريث؟
وذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه في حال كان الملك غير قادر على أداء واجباته الرسمية، سيقوم بتعيين “مستشاري دولة” ينوبون عنه في أداء تلك المهام.
وتضم قائمة المستشارين الحالية، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الملكة كاميلا والأمير ويليام والأميرة آن والأمير إدوارد، فيما استبعد الأميران هاري وأندرو عن هذه المهمة بسبب تنحيهما عن أدوارهما الملكية.
ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع على القصر أنه لا توجد خطط حالية لمثل هذا الإجراء، في ظل البيانات المطمئنة حول صحة الملك تشارلز.
لكن حال عدم قدرة الملك على القيام بواجباته الدستورية بشكل كامل، وباتت الدولة لا تعمل على النحو الصحيح، يمكن سحب صلاحياته ونقلها إلى الشخص التالي في ترتيب ولاية العرش، وهو الأمير ويليام في هذه الحالة، بموجب قانون الوصاية لعام 1937.
ولكي تحدث مثل هذه الخطوة يجب أن يكون هناك دليل طبي على أن الملك “غير قادر في الوقت الحالي على أداء مهامه الملكية بسبب عجز عقلي أو جسدي” أو لسبب “محدد”.
ويجب أن تقتنع لجنة تتألف من اللورد المستشار (وزير العدل)، ورئيس مجلس العموم، ورئيس قضاة إنجلترا، ورئيس محكمة الاستئناف، بجانب الملكة بهذا الدليل وبأغلبية الأصوات.
ويجب على أفراد اللجنة إعلان القرار كتابيا، وسيكون عليهم إعلان ما إذا كان الملك سيتمكن مجددا من أداء مهامه، ومتى سيفعل ذلك، وخلال تلك الفترة يتصرف الأمير ويليام نيابة عن الملك.
الملك يكسر التقاليد بالإعلان عن مرضه:
ودائما كان القصر يفرض ستارا حديديا حول صحة العائلة المالكة، مع لحظات من الشفافية في بعض الأحيان. فمع تدهور صحة الملكة إليزابيث الراحلة في السنوات الأخيرة، رفض القصر إصدار بيانات مستمرة بشأن صحتها. وقبل أسابيع قليلة من وفاتها، قال القصر إنها كانت تعاني من “مشاكل في الحركة” لتفسير غيابها عن المناسبات العامة. وتم إدراج سبب وفاتها في شهادة وفاتها على أنه “الشيخوخة”.
لكن تشارلز اتخذ نهجا أكثر شفافية قليلا. وقد أعلن تشخيصه الأولي لإصابته بتضخم البروستاتا في يناير/كانون الثاني، مما أدى إلى ارتفاع طلبات تحديد موعد لفحوصات البروستاتا بين الذكور البريطانيين. لكن تشخيص السرطان كان أكثر غموضا بكثير، مما دفع البعض إلى القلق من أن الجمهور قد يبدأ في التكهن وافتراض أن الأمور قد تكون أسوأ مما قاله القصر.
كما أضفى القصر المزيد من الغموض حول صحة الأميرة كيت زوجة ويليام، التي من المرجح أن تتعافى بعد عيد الفصح، برفضه الكشف عن سبب مرضها، باستثناء أنه لا علاقة له بالسرطان.