مساعد وزير خارجية أمريكا: مهتمون ببناء طريق يؤدي لإقامة دولة فلسطينية
قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، باربرا ليف، إن أبرز الأولويات اليوم للإدارة الأمريكية، هو إنهاء الصراع في فلسطين وبناء طريق يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
جاءت تصريحات ليف، خلال لقاء جمعها بعدد من الصحفيين في العالم العربي عبر تقنية زووم، لمناقشة سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط في أعقاب الأحداث التي وقعت يوم 7 أكتوبر الماضي.
وأوضحت ليف أنه ومنذ أحداث 7 أكتوبر كان لها عدة زيارات لإسرائيل والضفة الغربية، مشيرة إلى أن هذه الزيارات مستمرة بشكل كبير حتى اليوم من أجل ضمان إنهاء هذا الصراع.
وأكدت ليف، في المؤتمر الصحفي، تركيز الإدارة الأمريكية في هذه اللحظات بشكل كامل على تحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة، وهذا يعني العمل مع جميع الشركاء على زيادة المساعدات التي تصل إلى سكان القطاع والحث على اتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية أرواح المدنيين، كذلك الضغط بقوة من أجل إطلاق سراح جميع “الرهائن” بشكل آمن وفوري.
وأوضحت أنه من المهم للإدارة الأمريكية ضمان أن أحداث 7 أكتوبر لن تتكرر مرة أخرى، ليس فقط للإسرائيليين بل للفلسطينيين أيضا، في إشارة للجهود بعدم توسع الصراع.
وأكدت ليف أن العمل جاري بشكل مكثف مع الشركاء لبدء العمل الشاق المتمثل في إنشاء طريق إلى الدولة الفلسطينية، قائلة: إنها الطريقة الوحيدة لخلق سلام طويل الأمد لن يفيد الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل المنطقة بشكل عام.
وأضافت، أن الولايات المتحدة ملتزمة أكثر من أي وقت مضى تجاه هذه المنطقة وإيجاد طريق أفضل لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة. وقالت: نرفض رفضا قاطعا وسنضمن عدم حدوث تهجير لسكان غزة من القطاع.
وعن سؤال “معا” تمويل الأونروا وتعليقه، قالت ليف: إن البعثة مخصصة للدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، سواء كان ذلك في غزة أو الضفة الغربية أو سوريا أو لبنان أو فلسطين أو الأردن، مشيرة إلى أن تورط أعضاء تلك المنظمة في الهجمات التي وقعت يوم 7 أكتوبر، بحاجة لجهود كبيرة للتأكد من جوهر الأمر، مؤكدة أن العمل جاري من خلال تحقيق مستقل بشكل سريع ودقيق.
وأضافت: لم يكن لدينا خيار سوى تعليق تمويلنا الأسبوع الماضي، نظراً لخطورة هذه الادعاءات. ولكننا نحن والجهات المانحة الأخرى والأمم المتحدة نعمل بكل سرعة لفهم ماذا حدث – للوصول إلى جوهر هذه المشكلة، وكذلك لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى. ومن الواضح أننا نتشاور بشكل وثيق مع الحكومة الإسرائيلية، وكذلك مع الجهات المانحة الأخرى ودول المنطقة، وبالطبع مع أعضاء الكونجرس
وحول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار والبدء بعملية سياسية شاملة تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، قالت ليف في حديثها: “نحن منخرطون بشكل كامل في الجهود المبذولة للتوصل إلى ترتيب لإطلاق سراح الرهائن، لذلك رأيتم أن مدير وكالة المخابرات المركزية كان في أوروبا في نهاية الأسبوع الماضي للعمل بشكل مكثف مع شريكتنا مصر، وشريكتنا قطر، وشركائنا الإسرائيليين. لوضع مقترح لتقديمه إلى حماس لبدء صفقة من شأنها أن تشمل أيضًا وقفًا أو توقفًا إنسانيًا”.
وحول نية الولايات المتحدة من أي انتقام محتمل من القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، أوضحت ليف أن الهجوم غير مقبول وأن الرئيس الأمريكي هو من سيقرر مسار العمل في هذا الأمر تحديدا.
وعلى الصعيد اليمني، أشارت ليف إلى أن الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر على السفن المدنية، وكذلك على بعض السفن العسكرية، هي في المقام الأول مدمرة لدول وشعوب الشرق الأوسط، حيث إن هذه البلدان تستفيد موانئها واقتصاداتها بشكل مباشر وتعتمد على تجارة البحر الأحمر وقناة السويس، وتتأثر بشكل كبير مما يحدث حيث وتعتمد جميع الدول العربية على الشحن من هذه الممرات المائية الحيوية.
وأضافت بهذا الخصوص “هذا الأمر لا يتعلق بالولايات المتحدة فقط، ولا يتعلق بأي حال من الأحوال بالصراع بين إسرائيل وحماس. لذا، أصبح لدينا تحالف متزايد من الشركاء الذين يمارسون الضغوط السياسية والدبلوماسية والعسكرية. ولكن أود فقط أن أقول إنه بالنسبة لبلد يعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد مثل اليمن، وبالنسبة لبلدان أخرى مثل مصر والأردن، والتي تعتمد حركتها التجارية واقتصاداتها حقًا على هذا الممر”