يبدو أن تاريخ عام 1997 سيعود ليلاحق المحافظين البريطانيين مجددًا، إذ من المتوقع أن يتعرض الحزب الحاكم لهزيمة كبيرة في الانتخابات العامة المقبلة أواخر 2024 وقد يخسر حوالي 180 مقعدًا في البرلمان، وفقًا لاستطلاع جديد، يتوقع فوزًا كبيرًا لحزب العمال.
وكان حزب المحافظين قد تعرض في انتخابات 1997 لأسوأ هزيمة في تاريخه الحديث، عندما خسر 165 مقعدًا برلمانيًا لصالح حزب العمال بقيادة توني بلير. والآن، تظهر استطلاعات الرأي أن المحافظين قد يفقدون حتى 180 مقعدًا في انتخابات 2024، فيما سيحقق حزب العمال بقيادة كير ستارمر فوزًا ساحقًا.
أغلبية كبيرة للعمال
أظهر استطلاع أجرته شركة يوجوف، نقلته صحيفة “ذا جارديان” البريطانية وشمل أكثر من 14000 مشارك، أن حزب العمال سيحصل على “أغلبية كبيرة” في حالة إجراء الانتخابات اليوم، وتوقع حصول الحزب ذي الميول اليسارية على 385 مقعدًا. وفي الوقت نفسه، سينخفض عدد مقاعد حزب المحافظين إلى 169 مقعدًا فقط في البرلمان، وهو أقل بكثير من 349 مقعدًا حاليًا.
وقالت مؤسسة استطلاعات الرأي إن النتائج ستعكس نتيجة الانتخابات العامة التي جرت عام 1997 عندما فاز حزب العمال بزعامة توني بلير بـ 418 مقعدًا. تعرض المحافظون للهزيمة في ذلك العام، وخرجوا من السباق بـ 165 مقعدًا.
وأظهر الاستطلاع الجديد أنه بالإضافة إلى الفوز الكبير الذي سيحققه حزب العمال، سيحصل الديمقراطيون الليبراليون أيضًا على 48 مقعدًا، في الوقت الذي يشغل فيه الحزب حاليًا 15 مقعدًا فقط في البرلمان.
وفي حين أن حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي لن يفوز بأي مقاعد إذا أقيم السباق اليوم، فقد وجد الاستطلاع أن الفصيل سيسحب عددًا كبيرًا من الأصوات بعيدًا عن المحافظين، مما يفسر جزئيًا الخسارة الكبيرة للحزب الحاكم.
وفقًا لصحيفة “ذا تلجراف” البريطانية، من الممكن أن يمثل السباق الانتخابي القادم أكبر انخفاض في دعم الحزب الحاكم منذ عام 1906، التي أضافت أن مثل هذا السباق “سيضمن لحزب العمال بزعامة السير كير ستارمر عقدًا على الأقل في الحكومة”.
إنفاق الحملات
من المقرر أن تنفق الأحزاب السياسية أكثر من أي وقت مضى هذا العام بفضل الزيادة الكبيرة في حدود الإنفاق من 19.5 مليون جنيه إسترليني إلى 35 مليون جنيه إسترليني. وسيُسمح أيضًا للمانحين الأفراد بالمساهمة بشكل أكبر دون الإعلان عن هويتهم، مع رفع السقف من 7500 جنيه إسترليني إلى 11180 جنيهًا إسترلينيًا.
وبينما جمع حزب المحافظين تاريخيًا أموالًا أكثر من منافسيه، يشير استطلاع “يوجوف” الجديد إلى أن الحزب سيحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لتأمين أغلبيته الحاكمة. ووفقًا لما أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أشار ديفيد ديفيس، أحد كبار أعضاء البرلمان المحافظين والوزير السابق، إلى إن زيادة حدود الإنفاق لن تفعل الكثير لحزب المحافظين، حيث “يُهدر 90% من الإنفاق الانتخابي على أي
وستشهد الانتخابات العامة المقبلة المتوقعة في أواخر عام 2024 أيضًا تغييرًا جيوسياسيًا للمملكة المتحدة، حيث حصلت إنجلترا على عشرة مقاعد جديدة، وخسرت ويلز ثمانية مقاعد، وخسرت اسكتلندا مقعدين. في حين وجد تحليل لصحيفة “فايننشال تايمز” أن المحافظين كان من الممكن أن يحصلوا على ستة مقاعد إضافية على الأقل، إذا تم سن هذه التغييرات قبل سباق 2019، فمن غير المرجح أن يساعد الإصلاح الحزب في عام 2024.