تراجع إيرادات قناة السويس بسبب هجمات البحر الأحمر
ما كان هاجسا أصبح واقعا.. وما كان تحذيرا أصبح قيد التنفيذ.. الولايات المتحدة وعبر تحالفها الدولي نفذت هجوما مركزا على 16 موقعا حوثيا بستين ضربة جوية نُفذت من خلال الطائرات وصواريخ الكروز والتوماهوك ..
طريقة تنفيذ الهجمات ليست مهمة، ولكن الأهم تداعياتها على منطقة البحر الأحمر التي تعد ممرا مهما لحركة التجارة العالمية.. وتأثيراتها المباشرة على قناة السويس التي تمثل شريانا مهما للاقتصاد المصري.
رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، كشف عن أن إيرادات القناة انخفضت أول 11 عشر يوما من العام الجاري بنسبة 40 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال ربيع لبرنامج تلفزيوني محلي في ساعة متأخرة إن حركة عبور السفن تراجعت 30 بالمئة في الفترة من الأول من يناير إلى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي.
وأشار إلى أن التراجع جاء بواقع 544 سفينة مقارنة بـ 777 سفينة العام الماضي، بينما تراجعت الحمولات بنسبة 41 بالمئة في ذات الفترة مقارنة بعام 2023.
ونوه رئيس هيئة قناة السويس بأن الممر البديل عبر رأس الرجاء الصالح ليس الممر الآمن لعبور السفن في هذا التوقيت بسبب أحوال الطقس، في ظل طول مدة العبور لنحو أسبوعين من خلال الممر المائي البديل، مضيفا أن هذا يمثل عبئا على الخطوط الملاحية، وسلاسل التوريد من بينها ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على البضائع.
ما أهمية قناة السويس للعالم؟
هذا الهبوط في حركة التجارة جاء مبررا بسبب هجمات الحوثيين التي استهدفت سفن الشحن في منطقة البحر الأحمر، مما دفع بنحو 18 شركة شحن من بينها 6 من أكبر شركات الشحن في العالم لتحويل سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بعيدا عن البحر الأحمر، مما ضاعف تكاليف الشحن بنحو أربع مرات ورفع من تكلفة التأمين وتسبب بارتفاع في أسعار السلع والخدمات على عدد من المنتجات.
التراجعات القوية في إيرادات قناة السويس إذا استمرت لفترة أطول سيكون لها تأثيرات مباشرة على الاقتصاد المصري الذي يعاني بالفعل من أزمة نقص في العملات الصعبة.
قناة السويس كما هي شريانا للاقتصاد المصري وموردا مهما للإيرادات الدولارية التي تجاوزت قيمتها 10 مليارات دولار العام الماضي، تعد أيضا ممرا منخفض التكلفة للسفن العالمية التي تنقل الشحنات من الشرق للغرب ومن الغرب للشرق بسبب قصر المسافة التي تسلكها والتي تختصر عليها رحلة تصل إلى أسبوعين حول رأس الرجاء الصالح وبتكلفة إضافية تبلغ مليون دولار لكل واحدة من السفن العملاقة.