سياسة خارجية

الحرب بين إسرائيل و«حماس» هل تتوسع

صوت المصريين - The voice of Egyptians

أعلن لبنان و«حماس» ومسؤول أميركي أن إسرائيل كانت وراء غارة جوية أسفرت عن مقتل القيادي البارز في حركة «حماس» صالح العاروري (57 عاماً) في معقل «حزب الله» اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت (الثلاثاء).

لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، وهو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة «حماس» في الضفة الغربية المحتلة، لكنها اتهمته بتدبير عديد من الهجمات.

بدورها، حمّلت إيران الداعمة لـ«حماس» و«حزب الله»، إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية انفجارين أسفرا (الأربعاء) عن مقتل 84 شخصاً على الأقل في ذكرى مقتل اللواء قاسم سليماني قبل 4 سنوات بغارة أميركية في العراق.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن «الولايات المتحدة ليست ضالعة في أي حال من الأحوال (في التفجيرين)، وأي قول يعاكس ذلك هو أمر سخيف».

في غضون ذلك، حمّل العراق و«الحشد الشعبي» الولايات المتحدة مسؤولية «قصف أميركي» أدى إلى مقتل أحد القادة العسكريين في الفصيل، في بغداد (الخميس).

وأودى الهجوم غير المسبوق، الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 1140 شخصاً معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى بيانات رسميّة. كما أُخذ نحو 250 شخصاً رهائن، لا يزال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي.

وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف يترافق منذ 27 أكتوبر مع هجوم بري، ما أدى إلى مقتل 22438 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».

وإذا كانت إسرائيل وراء الهجوم، سيكون ذلك أول هجوم من نوعه في بيروت منذ الحرب التي استمرت شهراً بين إسرائيل و«حزب الله» عام 2006، التي دُمّرت خلالها مساحات شاسعة من جنوب لبنان، وأودت بحياة 1200 لبناني معظمهم مدنيون، و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية خانقة، في حين أدى الجمود السياسي إلى توقف المساعدات الدولية.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحافي (الثلاثاء) بعد مقتل العاروري إن قواته «في حالة تأهب (…) دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبة الاستعداد للسيناريوهات كلها».

من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مارك ريغيف، إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال، مؤكداً في الوقت نفسه أن ذلك لم يكن «هجوماً على الدولة اللبنانية» أو «حزب الله».

وحذّر الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، (الأربعاء) إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مؤكداً أن قتال الحزب حينها سيكون «بلا ضوابط» مضيفاً أنه «اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته»، مشدداً على أنه «لن يمر من دون رد وعقاب».

وقال كريم البيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن الهجوم «مثير للقلق».

وأوضح: «حتى لو لم تكن إيران أو حزب الله أو إسرائيل تريد حرباً مفتوحة، فإن الحسابات الخاطئة وعمليات انتقامية غير مدروسة جيداً قد تؤدي إلى تفجير الوضع».

من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون «حزب الله»، أمل سعد، «سيكون على حزب الله الرد بطريقة… تحذر إسرائيل من عدم تكرار ذلك».

وأضافت: «لكنه لا يستطيع الرد بطريقة لا تترك لإسرائيل من خيار سوى شنّ حرب شاملة»، مشيرة إلى أنه سيتعين على «حزب الله» أيضاً تعزيز الأمن لمسؤولي «حماس» الآخرين الموجودين في بيروت.

وقالت مهى يحيى من مركز كارنيغي للشرق الأوسط: «لا أعتقد بأن حزب الله ستكون لديه رغبة في جر لبنان إلى نزاع كبير في هذه اللحظة والتوقيت بالتحديد نظراً إلى الوضع الإقليمي».

صراع إقليمي

وقال فابريس بالانش، مدير البحوث في جامعة ليون، إنه من غير المحتمل اندلاع حرب إقليمية.

وأضاف: «الإيرانيون لا يريدون مواجهة مع إسرائيل، وكذلك حزب الله؛ لأنهم يعرفون أنهم سيكونون في موقف دفاعي».

وأوضح: «إذا تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي فإن الأميركيين سيردّون».

وبدلاً من ذلك، «من المرجح أن تكتفي إيران بالرد من خلال مواصلة عرقلة التجارة البحرية في البحر الأحمر»، وفقاً لبالانش.

وشنّ المتمردون الحوثيون في اليمن، المتحالفون مع إيران، أكثر من 20 هجوماً على سفن تجارية حول المضيق الجنوبي للبحر الأحمر عند باب المندب؛ ما أدى إلى عرقلة الشحن في ممر مائي يمر عبره 12 في المائة من التجارة العالمية.

وقال بالانش: «يجب على الإيرانيين الرد، لكن ليس بشكل مباشر… إغلاق باب المندب مكلف جداً» للذين يستخدمون هذه الطريق الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى