علوم وتكنولوجيا

الدكتور مرتضي الشبرواي: المضاد الحيوي ليس خافضاً للحرارة

صوت المصريين - The voice of Egyptians

أكد الأستاذ الدكتور مرتضي الشبراوي أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة القاهرة، أن المضاد الحيوي ليس خافضاً للحرارة، موضحاً أن أسباب انتشار مقاومة مضادات الميكروبات في الأطفال تتمثل في عدم معرفة الاستخدام السليم والآمن للمضاد الحيوي،

حيث إن المضاد الحيوي له العديد من الفوائد والاستخدامات ليس من بينها أنه خافض للحرارة، فحين نجد طفل مصاب بارتفاع في درجة الحرارة ، يمكن بعد استشارة الطبيب استخدام أدوية البارسيتامول أو الايبروفين لخفض الحرارة، لأن المضاد الحيوي ليس مصنوعاً لخفض درجات الحرارة، فليس كل ارتفاع في درجات حرارة الجسم ناتج عن عدوي بكتيرية، وليس كل ارتفاع في درجة حرارة الجسم يحتاج إلي مضاد حيوي.

وأكد خلال دورة تدريبية إلكترونية عقدها إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لمناقشة المشكلة المتنامية لمقاومة مضادات الميكروبات، أنه من الاعتقاد الخاطئ لدي معظم الناس أن ارتفاع درجة حرارة الجسم يعالج بالمضاد الحيوي، وهو أمر خاطئ لأن حرارة الجسم قد تزيد نتيجة فيروس مثل البرد أو الانفلونزا أو مثل نزلة معوية فهي جميعها فيروسات ، وفي هذه الحالة إذا تناول الطفل جرعات مضاد حيوي دون استشارة طبيب قد يصيبه مكروه لا يحمد عقباه،  لذلك فإن المضادات الحيوية ليست مضادات للحرارة.

زيادة انتشار مقاومة مضادات الميكروبات

وأكد الدكتور مرتضي الشبراوي زيادة انتشار مقاومة مضادات الميكروبات خلال السنوات الماضية بين الأطفال والكبار علي حد سواء، موضحاً أن زيادة مقاومة مضادات الميكروبات خاصة لدي الأطفال حديثي الولادة المحجوزين في الحضانات ، حيث أن 30% من البكتريا التي يتم عزلها من حضانات الأطفال في الدول المتقدمة تكون مقاومة للمضادات الحيوية.

وأما في دول منطقة العالم الثالث قد تصل نسبة البكتريا التي يتم عزلها من حضاتات الأطفال المقاومة للمضادات الحيوية إلي 90% ، لذلك فإن 90 % من الأطفال المصابون بعدوي في الحضانات لا نجد لهم علاج مناسب سواء مضاد حيوي أو مضاد فيروسي لعلاجهم وهو أمر سئ للغاية.

وأوضح أن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2050 ستكلف البشرية أكثر من 10 مليون حالة وفاة كما ستصل التكلفة المادية لأكثر من 100 ترليون دولار .

نصائح

وقدم الأستاذ الدكتور مرتضي الشبراوي  النصحية لكل من الوالدين بعدم تكرار نوع أو جرعة مضاد حيوي من طفل إلي طفل آخر، حتي في حال ظهور نفس أعراض المرض، حيث أنه لابد من استشارة الطبيب أولاً قبل التوجه لشراء مضادات حيوية من الصيدلية.

كما نصح الدكتور مرتضي الصيادلة بعدم صرف أية أنواع من المضادات الحيوي إلا بعد عرض الطفل علي الطبيب المختص  وبوجود روشتة طبيب.

كما نصح أولياء الأمور بضرورة تناول الطفل للمضاد الحيوي الموصوف له من قبل الطبيب المختص في الفترة الزمنية المطلوبة والجرعة الموصوفة والطريقة الموصوفة وفقاً لإرشادات الطبيب، كذلك يجب عدم التوقف عن استكمال كامل جرعات المضاد الحيوي حتي مع زوال بعض أعراض المرض ، لأن عدم إكمال جرعات المضاد الحيوي هو ما يصنع كارثة مقاومة مضادات الميكروبات في الجسم.

كما نصح بأهمية الالتزام بالتطعيمات الدورية واللقاحات للأطفال لتقليل مقاومة المضادات الحيوية، لأن التطعيمات تمنع المرض من أساسه، فالوقاية خير من العلاج.

ووفقاً لإقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فإن مقاومة مضادات الميكروبات خطر يُهدِّد الصحة والنظم الصحية في الإقليم. وتشير التقديرات إلى أن مقاومة البكتريا للأدوية قد أودت بحياة 110000 شخص في الإقليم في عام 2019، ولا يزال الوضع يزداد سوءًا. وفي إقليم يواجه تحديات كثيرة، هناك قصور في الإبلاغ عن الخطر المتزايد لمقاومة مضادات الميكروبات.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى