خريطة فلسطين 2023.. هكذا ابتلع الاحتلال الإسرائيلي مدن الفلسطينيين
تتزايد عمليات البحث عن خريطة فلسطين في العام 2023، وسط العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي خلف نحو 10 آلاف شهيد، فضلا عن آلاف الجرحى والمفقودين منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.
خريطة فلسطين 2023
ومن بين مدن ومناطق عديدة في خريطة فلسطين التاريخية، إلا أن أعز هذه المدن واقدسها لدى أصحاب الديانات السماوية هي مدينة القدس التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، وتحاول إخراجها من خريطة فلسطين 2023.
قبل 100 عام من الآن كان شكل فلسطين يختلف عن ما يعرف الآن بـ خريطة فلسطين 2023، فقد كانت ضمن أملاك الدولة العثمانية حتى انهزمت تركيا وألمانيا في الحرب العالمية الأولى، ووقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ومن هنا بدأت الأحداث التي تعيشها حتى الآن.
تهجير السكان الأصليين
الـ100 عام الأخيرة شهدت قيام دولة إسرائيل في 1948 على أنقاض القرى والمدن الفلسطينية بعد تهجير السكان الأصليين، حتى وصلنا إلى خريطة فلسطين 2023، بدون حيفا ويافا وبئر السبع وعسقلان وكرم أبو سالم وقرية زكريا.
في عام 1917، دعمت الحكومة البريطانية إقامة دولة يهودية في فلسطين بوعد بلفور، وذكر الإعلان أنه لن يتم فعل أي شئ من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في الأراضي الفلسطينية، لكنها كانت مجرد وعود كاذبة.
وبالعودة إلى القدس قلب خريطة فلسطين 2023، فإنها لم تنج من محاولات التهويد، إذا يعتبرها الصهاينة عاصمة دولتهم، وهو ما أيده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العام 2017، حين قرر نقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمة إسرائيل.
تغييرات مساحة فلسطين
وعند العودة إلى الخرائط القديمة لفلسطين قبل النكبة، فإن مساحتها كانت تبلغ حوالى 27 ألف كيلومتر مربع، لكن بعد احتلال إسرائيل الأراضي عام 1948 فإنها استحوذت على 78 في المئة من المساحة، وتركت 22 في المئة للفلسطينيين.
ولكن بحسب خطة ترمب للسلام، تسيطر إسرائيل على 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية متمثلة في غور الأردن، والقدس الشرقية، وكتل المستوطنات المقامة على أراضي الضفة، وحوالى 15 مستعمرة عشوائية في مناطق فلسطينية متفرقة.
وبعد ضم إسرائيل المناطق الجديدة لأراضيها، فإنّ مساحة الضفة تتقلص من 5780 كيلومتراً مربعاً بما فيها جزر البحر الميت والتي تصل مساحتها إلى 200 كيلومتر، إلى 3650 كيلومتراً وتقدر المساحة الجديدة بحوالى عشرة أضعاف قطاع غزة.
بينما تصبح مساحة إسرائيل الجديدة 24 ألف كيلومتر مربع، يضاف إليها نفوذ المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، التي تبقى تحت سيطرة إسرائيل لدواعٍ أمنية تتمثل في حماية المستوطنين.
وبالنسبة لمناطق “ج” في الضفة الغربية التي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وهي قرى مبعثرة وتشكل ما يقارب الـ 61 في المئة من مساحة الضفة، فإنّ إسرائيل بحسب خطة ترمب للسلام، تعتزم ضم 31 في المئة منها إلى أراضيها بشكل كامل، وتبقى مسيطرة على الباقي بشكلٍ أمني فقط، وهذا يزيد من مساحة المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.
مناطق مقترحة
يقول غضية إنه “يوجد على الخريطة منطقتين منفصلتين جنوب قطاع غزة على الحدود الفلسطينية – المصرية، يربط بينهما جسر أو نفق قطار، وفي حال أعطت إسرائيل المناطق هذه للسلطة الفلسطينية، فإنّ ذلك يكون تبادل أراض، وهي بهذه الحالة تكون عوّضت على السلطة الفلسطينية عن مساحة الأغوار، وتعود مساحة فلسطين كما كانت”.
وبخصوص ذلك، يؤكّد غضية أن “الخريطة الجديدة تمهد للسيطرة الكاملة لإسرائيل على كلّ الأراضي الفلسطينية، وهو مخالف للشرعية الدولية”، متوقعاً ألا تطبق إسرائيل أيّ بند فيها إلا إذا كان يتعلق بمصالحها، وسبق تجريب ذلك وفقاً لاتفاقية أوسلو”.
تعداد سكاني
أمّا بالنسبة للتعداد السكاني، فقال أستاذ جغرافيا التخطيط والتنمية في إحدى الجامعات جهاد أبو طويلة، إن “عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية يصل إلى 3.6 مليون نسمة محصورين في مناطق (أ) و(ب)، وتقدر مساحتها الجديدة بحسب صفقة القرن بحوالى 3650 كيلومتراً مربعاً، وهذا يعني أنّ حصة الفرد الواحد لا تزيد على متر مربع”.
وبالنسبة لقطاع غزة، يشير أبو طويلة إلى أنّ “مساحته 365 كيلومتراً، وعدد سكانه يزيد على مليوني نسمة، ما يعني أن حصة الفرد لا تزيد على 0.7 من المتر الواحد، وهذا يعني أنّه لا يمكن أن تستوعب الأرض الاحتياجات الاقتصادية المستقبلية وإقامة اقتصاد قوي وتحقيق التنمية المستدامة، التي يحتاجها الفلسطينيون”.
ويلفت أبو طويلة إلى أنه “في حال جرى تطبيق قرار العودة، فإن لا مساحة الضفة الغربية ولا قطاع غزّة تكفي لأعداد السكان، ويصبح تكدس بشكل ضخم، وهو الأكبر في العالم من حيث الكثافة السكانية، لذلك يتطلب عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم الأصلية”.