كتبت : آلاء البدرى
فى واقعة مدهشة وربما تكون مضحكة يتنافس ثلاثة رجال حاليا على عرش فرنسا و من سيصبح ملكا لها وكأن فرنسا مملكة تبحث عن ملك وليست جمهورية ولها رئيس
حيث يعتقد كل من “دوق أنجو” و”كونت باريس” والرجل الذي يطلق على نفسه “الأمير نابليون” أنه ينبغى أن يكون هناك ملكا لفرنسا
والثلاثة يمثلون احفاد آخر ثلاث سلالات إرتدت التاج “البوربون والأورليانيون وورثة نابليون بونابرت”
“البوربون” أو الشرعيون
ويمثلهم “لويس ألفونس دي بوربون” البالغ من العمر 48 عام
ويحمل لقب “دوق أنجو” متزوج من إمرأة فنزويلية تدعى ماريا مارجريتا فارجاس و لديهم أربعة أطفال ويعمل كمصرفى فى أحد البنوك الكبرى
طالب بالعرش منذ عدة سنوات وهو آخر سلالة “بوربون” لويس الرابع عشر ملك الشمس ويعرف عن “دي بوربون” أنه محافظ اجتماعيًا ومن نسل الديكتاتور الإسباني “فرانكو” من والدته “ماريا ديل كارمن مارتينيز بورديتش” وهو يعارض زواج المثليين والتبني ويحلم بعودة إ المجتمع المسيحي المحافظ كما أنه داعما لحركة “السترات الصفراء”المتمردة وذلك منذ اندلاع الاحتجاجات الأولى على أسعار الوقود في عام 2018
ولد المصرفي في مدريد وحصل على لقب دوق من لويس الرابع عشر عن طريق حفيده فيليب الخامس ملك إسبانيا وأكد أنه سيأخذ بوربون اسم لويس الثانى إذا اعتلى العرش
وعلى الرغم من أنه يحق له الحصول على “دوقية” فرانكو الإسبانية إلا أنه ليس هناك مبرر مقنع لتسميته حاليًا “دوق أنجو” وهو ما آثار انتقادات من إبن عمه “خوان كارلوس” ملك إسبانيا السابق
“البونابارتيون”
ويمثلهم جان كريستوف نابليون
البالغ من العمر 36 عام والذى يطالب بلقب “الأمير نابليون” متزوج من الكونتيسة “أوليمبيا فون أوند زو أركو زينيربيرج” ولديها طفل واحد
ويعمل تنفيذي أسهم خاصة
وطالب بالعرش على انه ابن أخو نابليون الأول بونابرت وهو ينحدر أيضًا من الإمبراطور نابليون الثالث آخر ملوك فرنسا ومن نسل والدته من الملك لويس الخامس عشر
نابليون حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية “هارفارد” للأعمال وممول ناجح وصوته السياسى ليس مسموعا كمنافسيه و يستمتع بالاختلاط مع زملائه الأرستقراطيين الأوروبيين والعائلة المالكة الفعلية ويكون ممثلا لبونابرت في مناسبات مثل الاحتفال بمرور مئتي عام على معركة “واترلو” في عام 2015 وغيرها على عكس الاخرين
لا يبدو أن نابليون يحمل طموحات عامة جادة لاستعادة النظام الملكي في فرنسا
في عام 2019 تزوج من الكونتيسة “أوليمبيا فون أوند زو أركو زينيربيرج” التي تصادف أنها ابنة أخت زوجة نابليون بونابرت في حفل حضرته الأميرة ‘بياتريس” في باريس وتبعها حفل زفاف فخم في قصر “فونتينبلو” الذي يعود إلى القرن الثاني عشر
الأورليانيون
يمثلهم “جان دورليانز” البالغ من العمر 57 عام والذى يطالب بلقب “كونت باريس”
ومتزوج من الأرستقراطية النمساوية “فيلومينا دي تورنوس شتاينهارت” في باريس عام 2009 ولديهما خمسة أطفال
ويعمل مستشار مالي وعقيد احتياطي و هو رئيس بيت ‘أورليانز” وهو فرع من آل ”بوربون” و ينحدر أيضًا نسل الملك الفرنسي لويس فيليب دورليانز (لويس فيليب الأول) الذي حكم من 1830 إلى 1848
مثل منافسه في “بوربون” فإن “دورليانز” محافظا إجتماعيًا أيضًا ويعارض الإجهاض والزواج من نفس الجنس والتبني من نفس الجنس وهو يؤمن أن الفرنسيين هم ملكيين بالفطرة فإنه ومقتنع بأنه يجب أن يكون الملك ..كما أن منزل أجداده الرائع فى “شاتو دامبواز” يبدو فخمًا بدرجة كافية ليصبح قصر ملكى
وكان قد رفع دعوى قضائية ضد مؤسسة Saint-Louis Foundation المعهد الذي يمتلك العقار او منزل عائلته ويدير العقارات السابقة لعائلته لإصراره على دفع إيجاره للعيش فى Royal Domain of Dreux غرب باريس و يقال إنه يطالب بتعويض قدره مليون يورو من المؤسسة ويطلب إعادة خمسة عقارات اخرى وكانت مؤسسة “سانت لويس” تحت إدارة وزارة الداخلية منذ إنشائها في عام 1974
ومن قبل جده الأمير “هنري السادس” من أورليان
لم يكن لفرنسا ملك منذ عام 1830 عندما عادت الثورة إلى فرنسا للمرة الثانية وآخر ملوك بوربون تنازل الملك تشارلز العاشر عن العرش وهرب إلى بريطانيا ومع ذلك نجت الملكية الفرنسية بنفسها لأن الحكومة اختارت انتخاب لويس فيليب دوق “أورليان” كملك وسيعرف باسم الملك لويس فيليب الأول
وحكم لويس فيليب لمدة 18 عامًا حتى اجتاحت الثورة فرنسا مرة أخرى في عام 1848 ومرة أخرى قفز الملك الفرنسي عبر القنال إلى بر الأمان في بريطانيا.
تكونت حكومة دفاع وطني في فرنسا بين عامى 1870-1871 و تخلصت فرنسا أخيرًا من النظام الملكي.
منذ ذلك الحين ظلت جمهورية لكن هذا لم يمنع أحفاد جميع البيوت الملكية الثلاثة من الحفاظ على ألقابهم تحسبا لما سوف يحدث إذا تخلصت فرنسا من رئيسها فيجب أن تجلس إحدى عائلاتهم على العرش الفرنسي
والجدير بالذكر أنه فى عام 1793 وفي أعقاب الثورة تم قطع رأس ملك “بوربون” الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت بالمقصلة و لم تكون فرنسا جمهورية لما يزيد قليلاً عن عقد من الزمان لأنه في عام 1804 أعلن الفرنسي الأكثر شهرة نابليون بونابرت نفسه إمبراطورًا.