أخبار مصر

خبراء: تصريحات «ترامب» بشأن عبور السفن الأمريكية قناة السويس دون رسوم مثيرة للجدل

صوت المصريين - The voice of Egyptians

انتقد مفكرون وخبراء استراتيجيون، خلال ندوة لمؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام، بعنوان «صعود اليمين الشعبوي ومستقبل التحالفات الدولية»، تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، بشأن مطالبته بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، وبدون رسوم، مؤكدين أنها تصريحات لا تخرج عن طريقة تفكير ترامب المثيرة للجدل منذ وصوله للسلطة، وأن ما يهمه هو الحصول على مكاسب جيو سياسية جديدة، كما فعل مع بعض الدول الأوروبية وروسيا مؤخرا.

وافتتح الندوة ممدوح عباس، رئيس مؤسسة كيميت بطرس غالي، وأكد خلال كلمة عبر تطبيق «زووم»، أن الصعود السريع لليمين المتطرف أو الشعبوي في الغرب، تطور من مجرد أحزاب احتجاجية هامشية لها خطاب تحريضي متطرف في المجتمعات الغربية إلى أن أصبح منافس قوي لأحزاب الأغلبية المستقرة، بل وصل للحكم في بعض دول أوروبا، واستحوذت أحزابه اليوم على نسبة مهمة ومؤثرة من المقاعد في البرلمان الأوروبي.

محافظ البنك المركزي المصري يستقبل وفدًا صينيا لبحث أوجه التعاون المشترك

وقال «عباس»، إنه رغم أن أشكال اليمين المتطرف تختلف حسب السياقات الخاصة بكل بلد، إلا أنها تشترك في خصائص عامة على رأسها النزعة الوطنية المفرطة والرافضة لكل أشكال الاندماج الإقليمي بحجة حماية السيادة الوطنية، والإنشغال بقضية الهجرة والتحذير من أن أوروبا في طريقها إلى خسارة هويتها بسبب الهجرة الواسعة خاصة من الدول الإسلامية، ومعاداة العولمة والمؤسسات الدولية واتفاقيات التجارة الحرة والدعوة لتبني سياسات الحماية الاقتصادية.

وأضاف: «بالإضافة إلى ما سبق أصبح واضحًا اليوم أن هناك تحالفات دولية بين هذا التيار عابرة للحدود والدول، فرأينا دعم كل من ترامب وڤانس وماسك لزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارلين لوبان بعد ادانتها أمام القضاء الفرنسي ومنعها من خوض انتخابات عام ٢٠٢٧ ووصف ترامب الحكم القضائي تجاه لوبان بأنه»حملة شعواء«، فضلا عن الدعم الكبير الذي قدمه»ماسك«لحزب اليمين المتطرف في الانتخابات الألمانية الأخيرة، ودعوة نائب الرئيس الأمريكي للأحزاب الألمانية بفتح الباب أمام اليمين المتطرف للمشاركة في الحكم».

وتابع «عباس»، شاهدنا قيام الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ولأول مرة بدعوة أحد قادة التجمع الوطني وشخصيات من اليمين المتطرف الفرنسي، الذي كان معروفًا بمعاداته لليهود وللسامية للمشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية في القدس المحتلة يومي ٢٦ و٢٧ من مارس الماضي في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث تردد الحديث عن التراث اليهودي المسيحي المشترك.

وواصل «عباس»، لا يشكل هذا الحدث نقطة تحول في السياسة الإسرائيلية بقدر ما يشكل تكريسًا لتوجه متنامي منذ عدة سنوات، فالعلاقات بين حكومة نتنياهو وهذه الأحزاب تعززت في السنوات الأخيرة وأصبح دعم إسرائيل حجر زاوية اليمين المتطرف الدولي الجديد، لافتا إلى أنه يأتي في هذا الإطار دعوة رئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان لنتنياهو هذا الشهر ردًا على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو، فقد استغل أوربان العلاقات مع نتنياهو لربط صلات مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ترسيخا لحكمه.

وأشار «عباس» إلى إنه ومن اللافت للنظر أن أحزاب اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوربية تعد امتداد للأحزاب النازية والفاشية التي حكمت أوروبا فيما بين الحربين العالميتين، واتهمت بالوقوف وراء مذابح تعرض لها اليهود، ومن المفارقة أن هذه الأحزاب هي الأشد حماسا في أوروبا اليوم لدعم المذابح التي تقوم بها اسرائيل في فلسطين، مشددا على أن هذه الأحزاب التي كنا نتابعها عن بعد على أساس أنها أمر أوروبي أو غربي داخلي يمتد تأثيرها الآن عبر الدول، وأصبح يمس بشكل مباشر منطقتنا، مما يتطلب التوقف عنده للدراسة والفهم.

مفاوضات عراقية مع مجموعة طلعت مصطفى لبناء مدينة إدارية بـ10 مليارات دولار

فيما أكد الدكتور سمير مرقص، الكاتب والمفكر، أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول مطالبته بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس وبنما مجانًا لا تخرج عن طريقة تفكير ترامب المثيرة للجدل منذ وصوله للسلطة.

واستعرض «مرقص» التحولات التي يشهدها المجتمع الأمريكي في ظل ولاية ترامب الثانية مشيرا إلى أن الحالة الترامبية لا يهمه نشر النموذج الثقافي الأمريكي أو القيم الأمريكية، وكل ما يهمه هو أنا لو تحركت واتخذت تلك الخطوة كم سأكسب منها بعقيلة التاجر، وأن ما يهم ترامب هو الحصول على مكاسب جيو سياسية جديدة، كما فعل مع أوروبا وروسيا مؤخرا.

واستبعد «مرقص» أن يكون ما يسمى بـ«التيار الترامبي» عابر للأطلسي مشيرا إلى أن الرسالة التي أرسلها نائب الرئيس الأمريكي «فانس» في خطابه أمام الناتو قبل شهر كانت تحمل هجوما شديدا على الديمقراطية الأوروبية التقليدية، موضحا أنه وفي هذا السياق ربما يكون الخلاف الأوروبي الأمريكي عائقا ولا يمكنه من تحقيق طموحات ترامب.

وأكد «مرقص» أنه هناك تحول نوعي في الداخل الأوروبي ولكنه لم يترجم بعد إلى عنصر فاعل داخل المؤسسات ومنها البرلمان الأوروبي على سبيل المثال وأنه على الرغم من وجود مساحات تعبير للحركة المواطنية الجديدة ولكن دون أن تهدم تقاليد الدولة الأوروبية التاريخية، معتبرا أن ما يسمي بالحركة المواطنية الجديدة عابرة للطبقات والأجيال والثقافات والجنسين.

وأشار إلى أن أوروبا تشهد مرحلة تحول للعديد من المفاهيم والمصطلحات والتي صكتها رافضا اختزال البعض الشعبوية في مواجهة المهاجرين فقط، حيث أن هناك حالة من التمرد على النخب والمؤسسات التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

واستعرض «مرقص» مراحل تطور وأنواع الشعبويات والتي بدأت بشعبوية القرن الـ19، وشعبوية ما بين الحربين العالميتين، وشعبوية الربع الأخير من القرن الـ20، وانتهاء بالشعبوية الضد شمولية، معتبرا أن الشعبوية الحالية التي بدأت منذ 2007 هي شعبوية بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية وتشهد فيها المجتمعات اختلالات في البناء السياسي والنقابي.

واتفق عمرو الشوبكي، الكاتب والمفكر السياسي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مع ما طرحه «مرقص» بشأن تصريحات ترامب الأخيرة حول قناة السويس، لافتاً إلى أن التصريح يعكس طريقة تفكير ترامب والتي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار حول قراراته ومواقفه العشوائية، ولا يكتفي عند الرد عليها أن يكون حليف ولا ننتمي إلى محور الممانعة أو غيرها من المحاور، لأن الجميع لن يكون بمنأي عن مثل هذه القرارات الغير متوقعة، مذكرا في الوقت نفسه بتصريحات ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

وأكد «الشوبكي» أن أزمة التيارات الشعبوية أنها تعاني من الاستعلائية ولكن بالرغم من ذلك هي تيارات برجماتية، معتبرا أن المؤسسات التي تم بناءها عقب الحرب العالمية الثانية ومنها محكمة العدل والجنائية الدولية وغيرها من المؤسسات تعاني من العجز والانتقائية.

واستعرض «الشوبكي» مراحل تطور ما يعرف بتيار اليمين الشعبوي، لافتا إلى أنه كانت في بدايتها خارج التيار العام ولكن مع التحولات على الساحة العالمية والأوروبية رأينا في العقود الأخيرة تطبيع بين تلك التيارات وأصبحت جزءا من المشهد في المجتمعات الغربية وأصبح النقاش العام حول أجندة هذه الجماعات اليمينية المتطرفة.

ولفت «الشوبكي» إلى أنه وبسبب زيادة أعداد المهاجرين شهدت المجتمعات الأوروبية وفي القلب منها فرنسا تصاعد لدعوات اليمين المتطرف عبر التأكيد على الأثنية والعرقية، وهو ما رصده كتاب «الاستبداد الكبير» والذي توقع فيه مؤلفه أنه خلال الفترة من 30 إلى 50 عاما ستتحول فرنسا وبعض الدول الأوروبية إلى جمهوريات إسلامية بسبب زيادة أعداد المهاجرين وتغيير التركيبة السكانية، لدرجة أن التيار اليميني المتطرف يصف المهاجرين بـ«الغزاة».

Visited 5 times, 5 visit(s) today

تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر  و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال  سفارات وجاليات ،  وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم  سياحة وآثار  ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى