أرامكو تطلق باكورة مشاريع لاحتجاز الكربون

أعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط الخميس أنها أطلقت أول وحدة تجريبية لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون بشكل مباشر من الهواء، لها القدرة على إزالة 12 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنويا من الغلاف الجوي.

وذكرت أرامكو أن المحطة التجريبية، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة سيمنس للطاقة، هي أول وحدة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة وسيتم استخدامها في اختبار الجيل القادم من مواد احتجاز ثاني أكسيد الكربون في مناخ المملكة المتنوع.

وزير المالية: الموازنة الجديدة ستدعم المرأة بمبادرات أكثر استهدافًا لتمكينها اقتصاديًا

ويقول منتقدون إن تقنية التقاط انبعاثات الكربون مكلفة وغير مثبتة على نطاق واسع، لكن الكثير من الدول في الشرق الأوسط مثل الإمارات بدأت في توسيع مشاريع من هذا النوع لمسح بصمتها الكربونية.

ويُعد مركز استخلاص الكربون وتخزينه الجديد واحدا من العديد من البرامج التي ستمكن الشركة من تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بموثوقية عالية وبشكل مستدام وبأسعار في متناول الجميع.

وسيتم نقل ثاني أكسيد الكربون المستخلص عبر شبكة خطوط الأنابيب وتخزينه تحت الأرض في حوض طبقة مياه جوفية مالحة.

وقال علي المشاري، النائب الأعلى لرئيس الشركة للتنسيق والإشراف التقني، في بيان “من المرجح أن تؤدي التقنيات التي تستخلص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة دورا مهما في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي في المستقبل، خاصة في القطاعات التي يصعب الحد منها.”

وأضاف “يشكّل مرفق الاختبار الذي أطلقته أرامكو خطوة أساسية في جهودنا الرامية إلى توسيع نطاق أنظمة الاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون القابلة لتطبيقها داخل المملكة وخارجها.”

وتابع “بالإضافة إلى المساعدة في معالجة الانبعاثات، يمكن استخدام ثاني أكسيد الكربون المستخرج من خلال هذه العملية لإنتاج كيميائيات ووقود أكثر استدامة.”

وتهدف أرامكو، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى تحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في النطاق 1 والنطاق 2 بمرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050.

وكانت الشركة قد أعلنت عن المشروع بالشراكة مع سيمنس للطاقة في أكتوبر 2023، وقالت آنذاك إنه سيكتمل في عام 2024، وكان الهدف منه تمهيد الطريق أمام محطة تجريبية أكبر حجما لديها القدرة على التقاط 1250 طنا من ثاني أكسيد الكربون سنويا.

ووقّعت شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة في ديسمبر الماضي مع شريكتيها أس.أل.بي وليندي اتفاقية مساهمين تمهد الطريق لتطوير مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه في الجبيل بالسعودية.

ومن المتوقع أن يتم استكمال المرحلة الأولى من مركز استخلاص الكربون وتخزينه في العام 2027، وأن تكون لها القدرة على استخلاص تسعة ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.

وتعادل هذه الكمية، التي ستأتي في مرحلة أولى من ثلاثة معامل غاز تابعة لأرامكو ومصادر صناعية أخرى، الانبعاثات الناتجة عن نحو مليون إلى مليوني سيارة ركاب تعمل بالبنزين على مدار عام، وفقا لمحللي وكالة بلومبيرغ.

وأبرمت أرامكو حزمة من الاتفاقيات الأخرى لاستكشاف وتطوير تقنية استخلاص الكربون، وشاركت العام الماضي في جولة تمويل بقيمة 80 مليون دولار لشركة كربون كابتشر التي تتخذ من لوس أنجلس مقرا لها.