فتوى عن حكم أكل اللحوم التى دكتورة ماني محمود عبد الصمد لاتذبح على الشريعة الإسلامية
عضو مكتب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف
{ ما حكم أكل اللحوم التي لا تذبح على الشريعة الإسلامية في الدول غير الإسلامية؟ }
الجواب:
طريقة الذبح في الشريعة الإسلامية هي: أن تزهق روح الحيوان المأكول اللحم بالذَّبح أو النَّحر أو العقر بواسطة مسلم أو أهل الكتاب، والقصد منها هو تحقيق السلامة الصحية للآكل، والرفق بالحيوان المذبوح وعدم تعذيبه، والحفاظ على التوازن البيئي.
وقد أباح الإسلام أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب-وهم اليهود والنصارى-؛ قال تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُم﴾ [المائدة: 5].
روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن المراد بالطعام في الآية المذكورة هو الذبائح واللحوم، ومما يؤكد ذلك أن الذبائح كانت موضع الشك، أما باقي المأكولات فقد كانت حلالًا بحكم الأصل.
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل ذبائح اليهود دون أن يسأل هل سموا عند الذبح أم لا؛ وقد روي عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أَنَّ قَوْمًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا بِلَحْمٍ لَا نَدْرِي ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا؟ قَالَ: «سَمُّوا أَنْتُمْ وَكُلُوا».[سنن ابن ماجه، رقم 3147].
وقد نص الفقهاء على أنَّ ذبيحة مَن أطاق الذبح من المسلمين وأهل الكتاب حلال، وإذا لم تُعلَم حال الذابح بأن كان قد سمى باسم الله أو لم يسم فذبيحته حلال.
وطريق معرفة كون الذابح من المسلمين أو أهل الكتاب بغلبة الظن، بأن يكون غالبية سكان هذه البلاد من المسلمين أو النصارى أو اليهود، ويشتهر أنهم يقومون بالذبح ولا يحرمونه.