دراسة حديثة تكشف أثر تحفيظ القرآن الكريم في ماليزيا و دوره في نشر الدعوة الإسلامية
كشفت دراسة حديثة عن أثر تحفيظ القرآن الكريم في ماليزيا و دوره في نشر الدعوة الإسلامية
والتي اعدتها الباحثة آيات ثابت إبراهيم إبراهيم طلحة وحصلت من خلالها على درجة الماجستير بتقدير ممتاز
وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشةمن كلا من رئيساومشرفاأ.د/ هدى محمود درويش أستاذ ورئيس قسم الأديان المقارنة بكلية الدراسات والبحوث الأسيوية العليا والعميد الأسبق و مدير مركز الدراسات الإسرائيلية – جامعة الزقازيق
وأ .د/ محمد سعيد عرام أستاذ ورئيس قسم التفسير و علوم القرآن الكريم
و عميد كلية أصول الدين و الدعوة سابقا . جامعة الأزهر الزقازيق عضوا ومشرفا
والأستاذ الدكتور عبد الغني الغريب طه راجح أستاذ بقسم العقيدة والفلسفة ورئيس القسم السابق بكلية أصول الدين والدعوة – جامعة الأزهر الزقازيق مناقشا
أ.د محمد شحاته إبراهيم الأستاذ المساعد بقسم العقيدة و الفلسفة و رئيس القسم السابق.بكلية أصول الدين والدعوة – جامعة الأزهر الزقازيق عضوا ومناقشا
اكدث الباحثة آيات إن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هو تلاوة القرآن الكريم والعمل بما فيه وتطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه
وأكدت انها من خلال هذه الدراسة أوضحت أثر تحفيظ القرآن الكريم على شخصية الشعب الماليزى وكيف ساهم ذلك في النهضة الماليزية.
وقالت ان مكانة القرآن الكريم في نفوس المسلمين في دولة ماليزيا في الوقت الراهن عالية ومرموقة، وغني عن القول، بأن الماليزيين لديهم إقبال شديد على تعلّم وحفظ القرآن الكريم خاصة الطلاب؛ لأنه الدستور ومصدر التشريع الأساس للمسلمين. لذا فقد اهتمَّ الطلاب الماليزيين بتعلّم هذا الكتاب المبين تلاوة وحفظًا وتجويدًا وتفسيرًا سواء كانوا صغارًا أم كبارًا . فأصبح القرآن الكريم وعلومه مادة تحفظ وتدرس في المدارس الحكومية، والأهلية، والدينية، والمعاهد، والمؤسسات التعليمية، والجامعات.
ولاشك أن الماليزيين لديهم كل هذا الحب وهذه المكانة للقرآن الكريم لأنه دستور لحياة الأمة الإسلامية كلّها، وهو المصدر الأول للهداية في توجيه هذه الأمة إلى حياة أساسها العدل وحب الخير وفعله،وعليه: فإنّ العلم بكتاب الله عزّ وجلّ، والعمل في خدمته من أرفع الأعمال، وإنّ الله عزّ وجلّ لا يمنح فضل فهم كتابه وتفهيمه إلا من أراده
.
وقد قسمت الباحثة دراسة أثر تحفيظ القران الكريم على الشعب الماليزى الى ثلاثة فصول تضمن الفصل الاول عن أثر القران الكريم على التربية الجسمية والنفسية للانسان الذي حباه الله تعالى بكامل الرعاية والاهتمام في مختلف جوانبه، ودعاه إلى الحفاظ على قدرته الجسمية وتنميتها ليكون “قادرا على أداء الوظيفة التي خلقه الله من أجلها في هذا الكون ولكي يستطيع النهوض بأعباء التكاليف الحياتية المنوطة به وأداء دوره في العطاء والبناء وحمل رسالة الإسلام، والجهاد في سبيل الله والذود عن ديار الإسلام، وتحمل المشقات وضروب الابتلاء”. وهذا البعد التعبدي المستمد من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يزيد من فاعلية التربية الجسمية في المجتمعات الإسلامية بشكل عام، ويضفي عليها طابعا إلزاميا مرتبطا بغاية وجود الإنسان.
كما تناولت الدراسة أثر القرآن الكريم على الجانب الفكرى والاجتماعى والسياسى فقد أثبتت العديد من الدراسات أن لحفظ القرآن الكريم أثر على تحصيل الطلاب الدراسي سواء التحصيل العام، أو لبعض المواد ويؤكد هذا ما اشار إليه العامر في دراسته من أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الطلاب الملتحقين بحلق تحفيظ القرآن الكريم وغير الملتحقين بها لصالح الطلاب الملتحقين من حيث ارتفاع نسبة المتفوقين دراسياً بينما نسبة الطلاب الحاصلين على تقدير مقبول فأقل ضعيفة في الطلاب الملتحقين بحلقات تحفيظ القرآن الكريم وفي هذا إشارة واضحة على أثر حفظ القرآن الكريم على التحصيل الدراسي مما كان له بالغ الأثر على الجانب الاجتماعى والسياسى كما تناولت فى هذا الفصل العديد من الشخصيات المؤثرة فى النهضة الماليزية
إضافة إلى ذلك؛ فإن برنامج التحفيظ في المؤسسة التعليمية بدار القرآن التابعة للحكومة الماليزية تحت إدارة الشؤون الإسلامية ماليزياالذي قد بدأ منذ عام 1966 م، أظهرت عناية الشعب الماليزي وحكومته البالغة بحفظ القرآن. وقد خرَّجت هذه المؤسسة آلافًا من حُفَّاظ القرآن الكريم.
ومن ناحية اخرى تحدثت عن اهمية اللغة العربية لانها لغة القران الكريم حيث تعد اللغة العربية من اللغات العالمية ذات التاريخ العريق، فقد كانت قديما إحدى لغتين يكتب بهما الفلسفة والعلوم، وذلك فيما بين القرنين الثامن، والسادس عشر، حيث كانت العربية في الشرق واللاتينية في الغرب، ولكن العربية خفت ضوؤها قليلا عندما وقعت الدول الناطقة بها تحت الاستعمار الأوربي في القرون القليلة الماضية، ولكنها ما لبثت أن استردت قوتها وأعيد إليها ضوءها فأخذت تتبوأ مكانتها من جديد بوصفها لغة عالمية معترفًا بها من قبِل الهيئات والمؤسسات العالمية والمدارس والجامعات المختلفة في أنحاء العالم. فقد جعلت العوامل الحضارية والثقافية والعقائدية من اللغة العربية لغة لها صيتها وعالميتها، وتعتبر هذه العوامل أيضا من أقوى أسباب انتشارها وازدهارها بين الأمم المسلمة وكما هو معروف أن اللغة العربية، هي لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ولغة التراث الفكري الإسلامي، كما وأ نها لم تتغير منذ زمن الرسول ﷺإلى يومنا هذا بينما أن هناك لغات عديدة قد ماتت ونسخت من وجه الأرض بمرور الزمان ولكن بفضل الله انتشرت اللغة العربية ومازالت تنتشر بقوة الإسلام والقر آن حتى أصبحت لغة عالمية
كما تضمن الفصل الثالث عن دور ترجمة القرآن الكريم في نشر الدعوة الإسلامية في ماليزيا قد أثرت أخلاقيات التجار المسلمين في نفوس أهالي ماليزيا أيما أثر حيث كان التجار يتخلقون بأخلاق القرآن الكريم ، وبفضل جهود التجار المسلمين من عرب وفرس وهنود وصينيين وغيرهم ، تم نشر الإسلام في هذه البقاع ، وأصبح للإسلام دياراً جديدة في جنوب شرق آسيا ، بلغ من عظيم ثمارها أن صار يسكنها الآن أكبر عدد من المسلمين في العالم
وختاما فقد شجع الماليزيون عملية بناء مؤسسات اقتصادية وتعليمية إسلامية في ماليزيا. ولكنهم رفضوا مفهوم الدولة الإسلامية ودافعوا عن مفهوم الدولة التي تهتدي بالقيم الإسلامية .