روسيا تحذر رعاياها من السفر إلي طرابلس .. هل حياة الأجانب في ليبيا في خطر ؟
بعدما قامت سفارة روسيا في ليبيا بتحذير رعاياها من السفر إلي طرابلس ، تساءل الكثيرون من الخبراء عن خطر يهدد حياة الأجانب في ليبيا وهل أصبحت زيارتهم إلي طرابلس تشكل تهديدا علي حياتهم ؟
بعد إصدار وزارة الخارجية الروسية، تحذيراً جديداً، لمواطنيها بشأن السفر إلى ليبيا، أمس الخميس، واعتبارها أن الوضع العسكري والسياسي “أصبح متوترا للغاية” مع الإشارة إلى ضعف إنفاذ القانون، وأن زيارة ليبيا لأغراض غير رسمية تشكل خطراً على الحياة والصحة، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة، أبرزها لماذا أصدرت موسكو هذا التحذير في الوقت الحالي وما مغزى ذلك؟ وهل يمكن أن يحدث تكرار لما حدث في سوريا في ليبيا؟.
اعتقال مواطن روسي في طرابلس
يقول اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشئون العسكرية والاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ العربية.نت/ الحدث.نت: جاء تحذير السفارة الروسية في ليبيا – والتي تم إعادة افتتاحها بالعاصمة طرابلس في 22 فبراير 2024- رعاياها من زيارة ليبيا وخاصة الجزء الغربي، معتبرة أن ليبيا وجهة ليست آمنة عقب قيام جهاز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة باعتقال مواطن روسي في طرابلس، والذي اتهمته السلطات الليبية بالتورط في أنشطة تضر بالنظام العام وتستهدف إفساد الشباب الليبي.
بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في إفريقيا حيث قامت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الدبيبة بإصدار بيان يوضح أن الإجراءات المتخذة بحق أحد المواطنين الروس تمت وفق القوانين والتشريعات الليبية.
فروق جوهرية.. وأوجه تشابه
وتابع الخبير: إن هذا التحذير قد يحمل مغزى مزدوجاً يعكس الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة في ليبيا، فهناك وجود للميليشيات والجماعات المسلحة المتنافسة على السلطة يجعل الوضع الأمني غير مستقر ويعرض رعايا الدول الأجنبية بمن فيهم الروس للخطر، من جهة أخرى قد يعكس التحذير أيضاً موقفاً دبلوماسياً يتسم بالحذر في مواجهة التوترات الإقليمية والدولية، حيث إن روسيا، التي لها مصالح اقتصادية واستراتيجية في ليبيا، قد تكون حريصة على تجنب تصعيد المواقف في حال حدوث أي تطورات قد تؤثر على مصالحها في المنطقة.
كما أوضح الخبير العسكري المصري، أن الحديث عن تكرار ما حدث في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ليبيا يتطلب مراعاة العديد من الفروق الجوهرية بين الحالتين رغم بعض أوجه التشابه في التأثيرات الإقليمية والدولية، أولها البيئة الجيوسياسية، حيث كانت سوريا لاعباً رئيسياً في توازن القوى الإقليمي وتحظى بعلاقات مع قوى إقليمية ودولية كبيرة مثل إيران وروسيا وسقوط نظام الأسد سيغير بشكل جذري التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط، بينما ليبيا رغم أنها كانت تحت حكم القذافي لفترة طويلة إلا أن تأثيرها الإقليمي أقل من سوريا ولا تمثل نفس المستوى من التهديد للنظام الإقليمي في شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط، ليبيا أيضاً ليست مركزاً جيوسياسياً رئيسياً في المنطقة كما هو الحال مع سوريا.
الأزمة السورية أكثر تعقيدا
وأضاف الخبير قائلاً: سوريا شهدت تدخلات واسعة من القوى الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تدخلات إقليمية كبيرة مثل تركيا وإيران، هذا الصراع الإقليمي والدولي كان أحد العوامل التي جعلت من الأزمة السورية أكثر تعقيداً واستمرارية، أما في ليبيا فعلى الرغم من وجود تدخلات إقليمية ودولية فيها بما في ذلك دور تركيا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، إلا أن حجم التدخلات العسكرية والعلاقات المعقدة التي شهدتها سوريا أقل وضوحاً في ليبيا، وفي النهاية فإن تكرار السيناريو السوري مع كل تداعياته ليس أمراً مؤكداً، فالوضع في ليبيا قد يتطور بطريقة مختلفة ولكن يبقى القلق بشأن التدخلات الأجنبية والصراعات الداخلية العميقة قائماً، مما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور الأمني والسياسي.