لماذا ترفض سلطنة عمان تكرار نموذج دبي في بناء ناطحات السحاب ؟
ترفض سلطنة عمان تكرار نموذج دبي في بناء ناطحات السحاب، وترفض ايضاً الانسياق وراء نموذج منتشر في البناء لتحتفظ بحضارتها ورونقها الخاص
وتتبنى العاصمة العمانية مسقط خطة تطويرية طموحة، تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم المدن العصرية بلمسة عمانية فريدة، تبتعد عن نماذج البناء التي تتبعها مدن خليجية كبرى مثل دبي وأبوظبي، وفقا لوكالة “بلومبرج”.
ترتكز الخطة الجديدة، التي وضعتها شركة “Broadway Malyan” للتخطيط الحضري، على إنشاء مبانٍ متوسطة الارتفاع، بعيداً عن ناطحات السحاب، مع التركيز على زيادة المساحات الخضراء، مما يعكس رؤية خضراء ومستدامة لمسقط.
الخطة، التي تُقدَّر تكلفتها بحوالي 19 مليار دولار، تسعى لأن تكون استثماراً طويل الأمد؛ حيث يُتوقع أن تُحقق عائداً يصل إلى 50 مليار دولار.
ومع هذه الرؤية، تعالج سلطنة عمان التحديات التي تواجهها، بما في ذلك التضاريس الوعرة بين الأودية والجبال والتغيرات المناخية التي تؤثر على العاصمة في فصلي الصيف والشتاء.
وتتزامن الخطة مع النمو السكاني السريع في مسقط، إذ يبلغ عدد سكانها الحالي 1.4 مليون نسمة، ويتوقع أن يصل إلى 2.7 مليون نسمة بحلول عام 2040.
وتقدم الخطة حلولاً شاملة لأزمة الازدحام المروري، من خلال تطوير شبكة حديثة للنقل العام تقلل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتتضمن حافلات سريعة تربط أطراف العاصمة بعضها ببعض.
كما تم إنجاز دراسات الجدوى لمشروع السكك الحديدية الخفيفة، ومن المقرر بدء العمل على تطوير منطقة الواجهة البحرية بحلول نهاية عام 2024.
بإعادة تعريفها لمفهوم العواصم الحديثة، تعكس خطة مسقط رؤية عمانية متفرّدة تستجيب للتحديات البيئية والاقتصادية وتعيد صياغة هوية المدينة، مما يفتح المجال لنقاش واسع حول مستقبل المدن الخضراء المستدامة.