تترقب المنطقة والعالم بقلق على الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، وسط مخاوف وتحذيرات من أن يؤدي “الرد والرد على الرد” إلى جر المنطقة نحو حرب إقليمية لا يمكن التكهن بمسارها ونتائجها.
وتوعدت إسرائيل على لسان أكثر من مسؤول، على رأسهم رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، برد “قريب وقوي” على الهجوم الإيراني.
ورجّح مصدران لـ “إرم نيوز” أن ينطلق الهجوم الإسرائيلي على إيران خلال أقل من 24 ساعة، أو ما بين ليل اليوم وحتى فجر الغد على أبعد تقدير. وأشارا إلى أن العديد من المؤشرات توحي بذلك، ولكن الأهم في اختيار التوقيت هو البعد الرمزي.
نتنياهو يبحث عن “الرمزية”
وذكر المصدران أن إسرائيل ستبدأ هجومها غالبا منتصف ليل 6 – 7 أكتوبر تشرين الأول الحالي. واعتبرا أن هذا التوقيت يضرب عصفورين بحجر واحدة، حيث يجمع بين السادس من أكتوبر كتاريخ له رمزيته في وجدان العرب باعتباره تاريخ أول انتصار للعرب على إسرائيل، وتاريخ أول نكسة للإسرائيليين، وبالتالي من المهم محو هذه الذكرى واستبدالها بنصر قد يذكره الإسرائيليون لاحقا ليطغى على ما قبله.
لكن الرمزية الأكبر ستكون ليوم 7 أكتوبر، ذكرى هجوم حماس “” الذي ما زال يمثل “جرحا مفتوحا” في أذهان ونفوس الإسرائيليين، ولذلك سيحاول بنيامين نتنياهو في الذكرى الأولى للحدث استبداله بحدث يفخر فيه الإسرائيليون، ويغفروا من خلاله لنتنياهو كل خيباته وأخطائه السابقة، وليس ما هو أقرب إلى قلوب الإسرائيليين من ضرب إيران باعتبارها “راعي الإرهاب” والداعم الأكبر لـ”حزب الله” و”حماس” و”الحوثي”من وجهة نظر الإسرائيليين، وفقا للمصدرين.
من هنا، يقول المصدران إن نتنياهو، سيكون مصرًّا على الضرب في هذا التاريخ للتغطية على ما يمثله يومي 6 و7 أكتوبر من نكسات في نفوس وعقول الإسرائيليين.
مؤشرات على الهجوم
لكن الرمزية وعلى أهميتها، ليست كافية لتأكيد الهجوم الإسرائيلي على إيران خلال الـ 24 ساعة المقبلة، إن لم يكن مقرونا بمؤشرات ودلائل على الأرض.
في هذا السياق، يشير المصدران إلى العديد من المؤشرات التي برزت لتؤكد “الفرضية”، إن كان من جانب إسرائيل وشريكتها أمريكا، أو من جهة إيران التي تتوقع هجوما قريبا جدا هي الأخرى.
يقول أحد المصدرين إن أول المؤشرات برزت مساء أمس، عندما التقطت مواقع تعقب حركة الطيران، مجموعة من طائرات التزود بالوقود الأمريكية وهي تتجه من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط مرورا بأوروبا، ما يعني أن التحضيرات اللوجستية باتت جاهزة، وأن إيران ستتعرض لهجوم بمقاتلات جوية، وهي ستحتاج بالضرورة لطائرات التزود بالوقود بسبب طول الرحلة من إسرائيل إلى إيران والعودة.
أما المؤشر الآخر، وفقا للمصدرين، فيتمثل في زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، الذي وصل مساء السبت إلى إسرائيل بهدف تنسيق الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وكان كوريلا قد زار إسرائيل قبيل الرد الإسرائيلي السابق على إيران بعد هجومها الأول في إبريل/ نيسان الماضي.
أما من جهة إيران، فيبدو أنها تتحضر هي الأخرى لرد سريع من قبل إسرائيل، ذلك أنها لم تضيع الوقت قبل إخلاء كامل لأجوائها من جهة حدودها مع العراق، وكذلك من جهة بحر عمان. وكذا فعلت شركات الطيران العالمية التي غيرت مساراتها بعيدا عن المنطقة إيذانا بقرب الهجوم الإسرائيلي.
كما كشفت صور الأقمار الصناعية عن عدد من ناقلات النفط الإيرانية وهي تخلي المياه المحيطة بمحطة تحميل النفط الرئيسية في جزيرة خرج الإيرانية. ويذكر أحد المصادر أنه ومنذ الخميس تظهر صور الأقمار الصناعية بحرًا فارغًا حول جزيرة خرج، وهي أكبر محطة نفط في البلاد، ولا توجد سفن في الأفق، وذلك فيما يبدو استعداد سريع من قبل إيران لاستهداف منشآتها النفطية.
وتبع ذلك زيارة وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد صباح اليوم، منشآت النفط ولقاء موظفي عمليات في جزيرة خرج”. وهو ما يضعه المصدر في خانة الاستعداد للضربة الوشيكة.
ويلفت المصدران أيضا إلى مؤشر آخر لاقتراب الهجوم من وجهة نظر إيران، إذ بدأت بحرية الحرس الثوري في مياه الخليج بإصدار تصريحات متوالية عن الاستعداد للمواجهة، ما يعني اقتراب الهجوم الإسرائيلي، الذي لن يتجاوز الـ 24 ساعة، وفق ترجيحات المصدرين.