باحث : الحرب الشاملة وقعت وهناك مخطط أمريكي إسرائيلي وحشي في الشرق الأوسط
أكد الباحث في العلوم السياسية، الدكتور ناصر زيدان، أن “الحرب الشاملة وقعت في الشرق الاوسط”، مشيرًا إلى أن “هناك قرارًا أمريكيًا إسرائيليًا بالسيطرة على المنطقة”.
وأوضح في حديث لـ إذاعة “سبوتنيك”، أنّ “ما حدث في 7 أكتوبر(تشرين الأول) وعلى الرغم من تأييدنا الكامل له لا يبرّر هذا المنسوب من الوحشية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية”.
واعتبر أنّ “لا نية جدية لدى الإدارة الأمريكية في إيقاف الحرب، سواء في غزة أو لبنان، حيث أقرت مجددًا مبالغ مالية لدعم إسرائيل”.
وذكّر زيدان بكلام “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين قال إنّه يرى صفحة جديدة للشرق الأوسط، وهو مشروع لا يمكن تحقيقه دون الرضى الأمريكي، إذ أنّ هناك جانبًا منسقًا مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط على اعتبار أنّه يشكل تهديدًا للممرات إلى الشرق ودول آسيا وأوروبا”.
وشددّ زيدان أنّه “لا يمكن لقوى الاحتلال أن تدّعي أنها تقوم بالدفاع عن النفس، وهو ما ينطبق على إسرائيل، وبالتالي هناك ضياعًا على مستوى القانون الدولي، على اعتبار أن أمريكا تهّمش كل القوانين الدولية”.
ولفت زيدان إلى أنّ “هناك تنسيقًا كاملا بين رؤية الدولة العميقة في أمريكا والرؤية الإسرائيلية إذ يتفاءلون باغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر لله، معتبرين أنّهم أزالوا عقبة في وجه تحقيق مشروعهم، ولكنهم يعرفون أن ما قبل الاغتيال ليس كما بعده وهم مخطئون في مقاربتهم، لا سيّما وأنهم يعتقدون أن قوى “المقاومة” قد تلاشت، بينما في الواقع منسوب الغضب قد ازداد”.
وعن تصريح صهر ترامب، جاريد كوشنير، قال زيدان:
هذا الفريق يفترض أنّ الملف يتعلق بإيران، وكل ما يجري يرتبط بها، لكننا نرى أنّ هناك خفايا دبلوماسية تناقض هذا الأمر، حيث يوجد نوع من التفاوض بين إيران وأمريكا، وبالتالي، فإن محاربة إيران عبر قصف المدنيين تعتبر بروباغندا.
وأكد أنّ “هناك أجهزة أمريكية تساعد إسرائيل في الوصول إلى معلومات استخباراتية، ويوجد مشروع لتطويع لبنان و”المقاومة”، حيث تدفع إسرائيل أمريكا نحو حرب شاملة بهدف إيقاف البرنامج النووي الإيراني، ولكن لا توجد خطة مقابلة لمواجهة مخططات إسرائيل، كما أن وحدة الساحات لم تُطبق بالفعل”.
وبيّن زيدان أنّ “المشروع الإسرائيلي يهدف إلى القضاء على غزة، وقد تم تنفيذ نحو 70% منه، وهناك مشروع آخر، اعترضت عليه بريطانيا بحسب المعلومات، ويتعلق بتهجير الضفة الغربية، وتم تأجيله، أمّأ بالنسبة للبنان، فهناك وجهتان، تدمير شعور “المقاومة” والقدرة العسكرية لها”.
وحسم زيدان أنّ “النجاح في بعض الخطوات خلال المعركة لا يعني ربح الحرب، وتوسيع العدوان الإسرائيلي قد يزيد من الخسائر، لكنه أيضًا يعزز من حالة “المقاومة”، وبالتالي لا يمكن التطبيع معها، ويكشفها أمام المجتمع الدولي بدليل ما حصل في محكمة العدل الدولية حول هذا الأمر حيال إعلان فلسطين دولة واقعة تحت الاحتلال” .
أما في ما يتعلّق بجبهات الإسناد، رأى زيدان أنّها “تشير إلى أنّ هناك من يدافع عن فلسطين ولبنان، على الرغم من أنّ التأثيرات تبقى محدودة، وفي المقابل، تضرب إسرائيل بشكل تكتيكي، حيث توجد أهداف جيوسياسية ومشاريع مستقبلية اقتصادية تريد تنفيذها، ومدينة الحديدة تحتوي على مؤيدين لـ “أنصار الله”، وعين إسرائيل مركزة على ميناء الحديدة”.