خبير : الولايات المتحدة تتخوف من أي دور إيجابي لروسيا في الشرق الأوسط
رأى الخبير في العلاقات الدولية علي رزق، أن “الهدف الرئيسي من دعم أميركا للهجوم الإرهابي، الذي نفذته أوكرانيا في كورسك، يكمن في إلهاء روسيا عن قيامها بدور إيجابي في الشرق الاوسط”.
وأشار في حديث لإذاعة “سبوتنيك”، إلى أن “ملف التعددية القطبية يشغل الولايات المتحدة بشكل جدي، ومقاربة الإدارة الأميركية سواء في أوكرانيا أم في الشرق الأوسط، تُبنى على أساس محاولاتها الحفاظ على نفوذها حول العالم”.
وأوضح رزق أن “المقاربة الأميركية حيال ما يحصل في الشرق الأوسط مرتبطة بشكل كبير بصراعها مع روسيا والصين، وخصوصاً بكين، التي نجحت في إبرام صفقة بين السعودية وإيران، وهو ما أقلق أميركا ودفعها إلى المضي قدمًا في إنجاز التطبيع بين المملكة العربية السعودية و إسرائيل، لتؤكد على أنها احتوت الدور الصيني والاتفاق الإيراني السعودي”.
واعتبر أن “منطقة الشرق الأوسط باتت تشكل بالنسبة للولايات المتحدة ساحة من ساحات الصراع الأوراسي سواء مع روسيا أم الصين، وذلك بعد دخول قوى وازنة إلى المنطقة، لا سيما روسيا، التي عطّلت المشروع الأميركي في سوريا على سبيل المثال”.
وشدّد رزق على أن “واشنطن تبحث عن أيّ طريقة لإضعاف روسيا والصين”، ولفت إلى أن “مقاربة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في ما يتعلق بالملف الروسي، تعتمد على مبدأ تحسين العلاقات مع موسكو، ليصار بعدها إلى التفرّغ لمواجهة بكين، التي تعتبرها واشنطن التحدي الأكبر، وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة لم تعد تملك القوة، التي ملكتها في عهد الرئيس السابق جورج بوش”.
ويرى رزق أن “خيار ترامب هو الاكثر منطقية، لأنه يعلم واقع الاقتصاد الأميركي اليوم وعليه سيختار فريق عمل منسجم إلى حدّ كبير مع هذه المقاربة، ولن يكرّر أخطاء ولايته السابقة التي حاول أن يظهر فيها على أنّه الرجل المسالم في تعاطيه مع الدولة العميقة”.
كما تطرّق”، إلى الحديث عن ملف الانتخابات الأمريكية، فقال إن “ترامب سيواجه معضلةً كبيرةً خلال المناظرة المرتقبة في أيلول المقبل، مع المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس، تتعلق بسلاح العمر الذي استخدمه في السابق مع الرئيس جو بايدن، إضافة إلى ارتفاع حظوظ هاريس في الداخل الأميركي، نتيجة دعم الدولة العميقة وقيام وسائل الإعلام التقليدية بتلميع صورتها بشكل كبير، وهاريس خلال معركة “طوفان الاقصى”، تمايزت بمواقفها قليلاً عن بايدن، إذ أنّها أخذت بعين الاعتبار رأي التيار التقدمي الناشىء حديثاً في الحزب الديمقراطي، والذي لا مشكلة لديه بعدم دعم إسرائيل، كما أن هاريس معروفة بشخصيتها القوية وقادرة على استغلال خلفيتها القانونية لمواجهة ترامب، في ما يتعلق بالدعاوى القضائية المقامة بحقه”.
وأوضح رزق أن “الناخب الأميركي سيركز على الملف الاقتصادي في هذه الانتخابات إضافة إلى ملف العنصرية والهجرة والإجهاض، وكلها ملفات تؤثّر على نفوذ ذوي البشرة البيضاء في الولايات المتحدة الأميركية”، مبيّنا أن “الإدارة الأميركية اليوم تواجه استياءً وغضباً شعبياً كبيرًا إزاء النظام السياسي القائم على أساس أنّ هناك حزبين فقط يسيطران على المشهد السياسي، حيث انتشرت التساؤلات حول حقيقة الديمقراطية التي تدّعيها هذه الإدارة”.
أما في ما يتعلّق بالشرق الأوسط، فقد قرأ رزق “التعزيزات الأميركية، التي وصلت حديثا، على أنها محاولة غربية لمنع توسع الحرب في المنطقة من جهة، ومحاولة لردع إيران و”حزب الله” عن الرد على قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي بضرب الضاحية الحنوبية لبيروت والعاصمة الإيرانية طهران”.