ارتبطت أيام الحج بتقليد يعرفه أهل مكة المكرمة فقط دون غيرهم، ذلك أن سكان البيت الحرام عرفوا منذ مئات السنين بخدمة ضيوف الرحمن وعند غياب الرجال لخدمة الحجاج في المشاعر المقدسة يأتي دور النساء داخل الحرم المكي.
فهذا التقليد التاريخي القديم جعل المدينة المقدسة في أيام الحج قديما، خاصة في يومي التروية وعرفة، شبه خالية من الرجال، خاصة داخل صحن الحرم، فلا يرى في مكة في ذلك اليوم غير نسائها وأطفالها.
وتتوافد نساء مدينة مكة المكرمة إلى الحرم المكي في يوم عرفة حتى منتصف ليلة العيد، حتى لا يبقى صحن الطواف خاليًا، وتُسمّى النساء في هذا اليوم بـ”مؤنسات الحرم”، وتعتبر هذه عادة مكية اعتدن عليها حتى اليوم.
ويسمى هذا اليوم باسم “الخُليف” (التخلف عن الحج)، حيث إن النساء يخلفن الرجال في الحرم ويقمن بتقديم الإفطار للصائمين بعد أن يكون قد ذهب الرجال إلى المشاعر المقدسة.
فالتقليد المعروف بـ”الخليف”، يجعل من المعيب على الرجال الغياب عن ركب الحج.
ويلاحظ من يزور الحرم في يوم عرفة خلوه من الزوار، باستثناء أعداد كبيرة من نساء مكة المكرمة، يبدأن في التوافد للطواف والعمرة، وقضاء وقت للعبادة أثناء وقوف الحجيج في عرفة.