سفارات وجاليات

الدكتورة ولاء فتحي استشاري العلاج الطبيعي بنيويورك: أمريكا بلد الفرص لمن يحمل شهادات علمية مطلوبة ومن سيهاجر بدون خطة أو دراسة سيضيع منه الحلم الأمريكي ومستقبله

صوت المصريين - The voice of Egyptians

 الدكتورة ولاء فتحي:

>> قصة حبي لزوجي الدكتور جمال موسي كانت بداية الطريق للسفر لأمريكا.

>> المصريون في أمريكا ناجحون جداً لكنهم يعيشون في جزر منعزلة.

>> أهم ما يميز المجتمع الأمريكي هو حث الأفراد و الطلبة دائماً علي التطوع وخدمة مجتمعاتهم.

>> أمريكا بلد الفرص لمن يحمل شهادات علمية مطلوبة أو من لديه إستعداد للتعلم والدراسة للحصول علي المركز اللائق.

 >> إذا أثبت جدارتك بالعمل الجاد في المجتمع الأمريكي فستأخذ مكانتك التي تستحقها.

>> الشباب المصري المهاجر لأمريكا بدون خطة ولا مؤهلات علمية كافية سيجد نفسه في مكانة أقل من أحلامه وسيعيش فقط لسداد الفواتير وسيضطر لقبول أدني حد لأساسيات الحياة.

>> لهذا السبب شاركت في تأسيس الصالون الثقافي المصري الأمريكي ومنتدي الفكر والفن.

>> ترابط المصريين المسلمين والمسيحيين في كل المناسبات الدينية والإجتماعية  للمسلمين والأقباط في أمريكا مؤشر قوي للوحدة وتأكيد هوية مصر ونسيجها الواحد.

>> حينما توحد رأي المصريين في إنتخابات الرئاسة الأمريكية والإنتخابات المحلية سعي أعضاء الكونجرس الأمريكي وكبار السياسيين لخطب ود الجالية المصرية.

>> مشكلة الحفاظ علي الهوية هي التحدي الأكبر الذي يواجه معظم المغتربين.

 

 

 

شعاع أول شرارة حب.. ذلك الشعاع الذى توهج داخل أروقة كلية العلاج الطبيعي بين جمال موسي الأستاذ المساعد في كلية العلاج الطبيعي والطالبة ولاء فتحي .. كان هو السر الذى مهد الطريق إلي الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية.

الدكتورة ولاء فتحي خلال حوارنا معها أكدت أن قوة الترابط الكبيرة بين المصريين المسلمين والمسيحيين علامة مميزة لمصر في أمريكا ، فلا تجد مناسبة دينية أو إجتماعية لأحدهم دون وجود الآخر ليثبتوا مدي حبهم وترابطهم كنسيج واحد يحمل الهوية المصرية بلا تفرقة وبكل إحترام .

وأكدت قوة الجالية المصرية رغم أن معظمهم يعيش في جزر منعزلة ، لكن ما أن توحد رأي المصريين وخاصة في إنتخابات الرئاسة الأمريكية و الإنتخابات المحلية ، حتي أصبح لديهم ثقل جعل معظم مرشحي الكونجرس الأمريكي وعمدة نيويورك ومرشحي المناصب الإدارية بالولاية يطلبون ودهم ويحضرون الكثير من فعالياتهم ويحرصون علي تهنئتهم في أعيادهم وحضور صلاة العيد معهم، مما شجع بعض من أبناء الجيل الثاني و الثالث علي الترشح لبعض المناصب الحكومية وفي الكونجرس ليكون لنا ثقل قوي يؤثر في المستقبل في سياسات الدولة الأمريكية.

وأشارت إلي أن أهم ما يميز المجتمع الأمريكي هو حث الأفراد و الطلبة دائماً علي التطوع وخدمة مجتمعاتهم، حيث إن أمريكا بلد الفرص لمن يحمل شهادات علمية مطلوبة أو من لديه إستعداد للتعلم والدراسة للحصول علي المركز اللائق، وإذا أثبتت جدارتك بالعمل الجاد في المجتمع الأمريكي فستأخذ مكانتك التي تستحقها، لكن الشباب المصري المهاجر لأمريكا بدون خطة ولا مؤهلات علمية كافية سيجد نفسه في مكانة أقل من أحلامه وسيعيش فقط لسداد الفواتير وسيضطر لقبول أدني حد لأساسيات الحياة.. فإلي الحوار.

 

بداية كيف تمت الهجرة من مصر الي الولايات المتحدة الأمريكية؟

كنت أعيش في مصر وليس لدي أي تطلع أو حتي حلم للسفر خارجها وكنت طالبة بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة عندما قابلت دكتور جمال موسي معيد بالجامعة نفسها وبعد قصة حب تمت الخطبة وكتب الكتاب بعد العام الدراسي الثاني بالجامعة.
وبعد عام جاءته فرصة سفر لأمريكا بعقد عمل وسافر وبعد إنهائي الدراسة لحقت به كمرافقة زوج.
ثم مكثت في البيت لعدة سنوات لتربية الأطفال وعند التحاقهم بالمدارس كان زوجي قد افتتح مركز علاج طبيعي بمنطقة العرب في بروكلين نيويورك.

 

وماذا عن رحلتك منذ الهجرة حتي الآن؟ وما هو مجال العمل الحالي؟

شجعني زوجي علي اجتياز الإمتحان الخاص باستخراج تصريح مزاولة المهنة في نيويورك وبعد إجتياز الإمتحان و عملي معه في المركز لعدة سنوات حصلت في خلالها علي درجة الدكتوراه في العلاج الطبيعي من إحدي جامعات أمريكا.
وبعدها تركت المركز لأعمل مع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة أو المتأخرين في النمو في إحدي المدارس المخصصة لهم.
و أنا الآن رئيسة قسم العلاج الطبيعي بتلك المدرسة أدرس حالات الأطفال وأقدم التقارير لوزارة التعليم مع توصية باحتياجهم لجلسات العلاج الطبيعي أم لا.
كذلك اقوم بعمل جلسات العلاج الطبيعي للأطفال بجانب إشرافي علي عمل زملائي في القسم.
كما أنني حرصت خلال إقامتي في أمريكا علي العمل التطوعي وبذل الجهد والوقت من أجل خدمة المجتمع و هذا من أهم ما يميز المجتمع الأمريكي هو حث الأفراد و الطلبة دائماً علي التطوع و خدمت مجتمعاتهم
أولا وأثناء فترة عدم عملي كنت نائب رئيس مجلس الآباء في أحد أهم المدارس الإعدادية في نيويورك لمدة ٩ سنوات وهو ما يتطلب حضور اجتماعات شهرية وترتيب فعاليات مختلفة لجمع التبرعات ومساعدة المدرسة في الأنشطة الإضافية التي تقدمها للطلبة.
ثم رأيت أن المصريين في أمريكا لهم العديد من النجاحات ولكنهم يعيشون في جزر منعزلة فلا يشارك أحدهم نجاحاته إلا في حدود ضيقة جداً ، ولكن رأيت أنه إذا تمت مشاركة خبراتهم ومشوار حياتهم فإنه سوف يفيد الكثير غيرهم وسوف يتعلمون من أخطاء غيرهم.
فشاركت مع بعض البارزين في الجالية المصرية في نيويورك في تأسيس الصالون الثقافي المصري الأمريكي وكان يقام أسبوعيا وكان يستضيف كل أسبوع ضيف مصري أو عربي نجح في مجاله ليعطينا من خبرته ، ثم تتبعه فقرة موسيقية جميلة للفنان رضا الصعيدي فنان المهجر الأصيل ليقدم فاصل من أجمل الألحان و الأغاني المصرية التي تذكرنا بالفن المصري في عصره الذهبي مع عزف رائع علي العود.
وبعد عدة سنوات قمت أنا وزوجي دكتور جمال موسي و صديقنا العزيز دكتور محمد السعدني أحد الشخصيات المصرية البارزة في نيويورك بتأسيس منتدي الفكر و الفن وهو منصة ثقافية وفنية سارت علي نفس النهج بمقابلة المصريين المتميزين ولكنها أوسع نطاقاً حيث كانت تتم اللقاءات عبر تطبيق زووم ، فاستطعنا مقابلة شخصيات مختلفة من داخل مصر وخارجها في مختلف الولايات الأمريكية وفي شتي المجالات العلمية والأدبية،  منهم رجال أعمال و باحثين مرموقين وأساتذة جامعات ومخرجين وصحفيين وعلماء مصريين رفعوا رأس بلدهم عالياً وتغلبوا بتميزهم علي كل الصعاب و تبوؤا بمهارتهم مكانات مرموقة في مجتمعاتهم.

 

ما هي الصعوبات التي واجهتِها في بداية هجرتك لأمريكا ؟

الصعوبات في البداية كانت التعود علي اللهجة الأمريكية وهذا عادة يتحسن كثيرا بالممارسة،  ولكن في المجتمع الأمريكي إذا اثبت نفسك بالعمل الجاد فستأخذ مكانتك التي تستحقها .

كيف يمكن الاستفادة من المصريين بالخارج في تنمية وتطوير مصر؟

 كل مصري متميز في مجاله في الخارج يمكنه نقل خبراته لمصر عن طريق عمل مشروعات في مجاله والاشراف عليها أو إلقاء محاضرات للشباب المصري لتطوير قدراتهم أو التعاون مع مؤسسات مصرية سواء علمية أو اقتصادية لتطوير المشروعات في مصر وفتح فرص إستثمار أكبر في مصر في مجالات تخصصهم.
وعن نفسي ومن خلال عملي مع الأطفال التي تعاني من صعوبات التعلم وأطفال التوحد وذوي القدرات الخاصة ، أري أن هذه الفئة مهضوم حقها في التعليم في مصر ، حيث لا توجد فصول مخصصة لهم ولكن يتم وضعهم مع الطلبة العاديين في نفس الفصول ويقارنوا بهم في الدرجات مع احتياجهم لطرق خاصة في التحصيل ومناهج دراسية تتلائم مع قدراتهم.
كما أن كثير منهم يعاني من ضعف النمو مما يستلزم جلسات علاج طبيعي لتساعدهم علي الحركة بشكل أفضل وعلي تقوية العضلات والتوازن وكل هذا يقدم لهؤلاء الطلبة بلا مقابل مادي في المدارس، بينما في مصر يقع هذا الجهد بالكامل علي عاتق الأسرة كما انهم أحياناً لا يمتلكون قدرات مادية كافية لإعطاء الطفل جلسات العلاج الطبيعي التي يحتاجها والتي يمكن أن تؤثر علي حياته بالكلية.
لذلك قمت بعمل مشروع لتعيين أخصائي علاج طبيعي في كل مركز ويكون تابع لوزارة التربية والتعليم وتخصيص مدرسة بعينها في كل مركز يتم تخصيص فصل أو فصلين فيها لحالات صعوبات التعلم ومدرسين متخصصين ودارسين للتعامل مع تلك الحالات وخدمة العلاج الطبيعي تقدم في أثناء اليوم الدراسي للطلبة.

عدد كبير من شباب المصريين يفكرون في الهجرة خارج مصر .. خاصة مع وجود نماذج ناجحة للمصريين بالخارج .. فمتي يبقي المصري في بلده ومتي يهاجر؟

 هناك العديد من الشباب المصري الذي أتي إلي أمريكا للبحث عن الحلم الأمريكي إنتهي بهم المطاف إلي العمل علي عربات الطعام في الشوارع وكسائق تاكسي وغيرها من الأعمال المحترمة ، ولكن دخلها وحده غير مؤهل لحياة كريمة.
لأن أمريكا بلد الفرص لمن يحمل شهادات علمية مطلوبة أو من لديه إستعداد للتعلم والدراسة للحصول علي المركز الائق أما أن تأتي بلا خطة وبلا مؤهلات علمية كافية،  فسوف تعاني وتضطر للعمل في أعمال أقل مما تستحق وتعيش حياتك فقط من أجل الحصول علي أساسيات الحياة.

كيف ترين دور الجالية المصرية في الولايات المتحدة من جهة تعاونهم وما ينقصهم ؟

 هناك العديد من المحاولات لتجميع أبناء الجالية المصرية و تعريفهم ببعض وربطهم بالسفارة المصرية وببلدهم مصر وقد نجحت بعض المحاولات وحققت مكتسبات مثل دور منظمة السعادة في تخصيص يوم للإحتفال بالهوية المصرية، لكن ينقصها أن تصل لباقي المصريين.
فان ذهبت لتلك التجمعات تجد مجموعة محترمة من المصريين بالخارج هم فقط من يشاركون في الفعاليات و اللقاءات ولكن الجُل الأعظم من المصريين المطحونين تلهيهم ساقية الحياة ومسئولية سداد الايجار والفواتير عن أي مشاركة فعالة في نشاط الجالية المصرية.
أما ما يعجبني فهو قوة الترابط الكبيرة بين المصريين المسلمين والمسيحيين فلا تجد مناسبة دينية أو إجتماعية لأحدهم دون وجود الآخر ليثبتوا مدي حبهم وترابطهم كنسيج واحد يحمل الهوية المصرية بلا تفرقة بل بكل إحترام ، فمعظم الفعاليات المصرية هنا تشهد حضور محترم للدكتور أحمد دويدار، رئيس المركز الإسلامي بمنهاتن، والأنبا ديفيد ومجموعة من أثاقفة الكنيسة القبطية في المهجر.

 

كيف ترين دور الجالية المصرية في الولايات المتحدة في تعاونهم مع الحكومة الأمريكية وتقدير حكومة الولايات المتحدة لهم؟

مع توحد رأي المصريين وخاصة في إنتخابات الرئاسة الأمريكية و الإنتخابات المحلية أصبح لهم ثقل يجعل معظم مرشحي الكونجرس الأمريكي وعمدة نيويورك ومرشحي المناصب الإدارية بالولاية يطلبون ودهم ويحضرون الكثير من فعالياتهم ويحرصون علي تهنئتهم في أعيادهم وحضور صلاة العيد معهم، مما شجع بعض من أبناء الجيل الثاني و الثالث علي الترشح لبعض المناصب الحكومية وفي الكونجرس ليكون لنا ثقل قوي يؤثر في المستقبل في سياسات الدولة الأمريكية.

هل يواجه المصري في الخارج مشكلة في الحفاظ علي الهوية ؟

مشكلة الحفاظ علي الهوية هي التحدي الأكبر الذي يواجه معظم المغتربيين لدول غربية، يواجههم مع أبنائهم الذين ولدوا وتربوا في المهجر محاطين بعادات غربية وثقافات منفتحة بلا قيود ، وهذا مما أنصح به المقبلين علي السفر أن يكونوا علي إستعداد لتحمل هذا العبء مثلاً في أن يكون ابنك هو الوحيد الذي يصوم في فصله أو مدرسته أو بنتك هي الوحيدة المحجبة في المدرسة أو الكلية.

كيف تحافظ الأسرة المصرية علي دينها وعاداتها الشرقية رغم وجود العديد من التحديات والثقافات الأخري؟

أنا أري أنه يجب أن يتحلي من يقبل علي العيش في بلد غربية بالقدرة علي إقناع أبناؤه بالتمسك بعاداتهم و هويتهم، فليس الهدف أن يقبلوا إختلافهم عن زملائهم ، بل أن يفتخروا به و يحافظوا عليه وأن يكون لديه من سعة الصدر والحكمة أن لا يربي أبناؤه في فقاعة ليفصلهم عن مجتمعهم و ألا يتركهم ليندمجوا في المجتمع فتضيع هويتهم بل يسمح باندماجهم مع احترام اختلافهم وكذلك احترام إختيارات من حولهم.

ما هي مزايا الهجرة والسفر للخارج ؟ وما هو ثمن الغربة؟

 الهجرة تفتح لك آفاق جديدة وقد تعطيك فرص لا حدود لها وتسمح لك باختيار المستوي الذي تود العيش فيه والتعليم الذي يتلقاه أبناءك، ولكن سوف تنفصل عن أهلك و تضيع منك سنين بل ستقوم بزيارة أهلك وبلدك كالغريب.
وقد تندم علي إختيارك ولكن يجب أن تكون علي القدر الكافي من تحمل المسؤلية و الإيمان باختيار الله لك.

كيف ترين تطور مصر من خلال خبرتك وما تحتاجه البلاد حالياً ؟

تطور مصر بدأ بتطوير البنية التحتية وسبل التجارة والنقل ، وهي دائماً الخطوة الأولي لجذب الإستثمارات للبلد ، كما أصبحنا من أكبر مصدري المنتجات الزراعية لأوروبا و الخليج و هو شيء مشرف جداً، ولكن ما نحتاجه هو زيادة الإنتاج وفتح مصانع وعمل شراكات مع كبار المنتجين حول العالم لفتح مصانع إنتاج لهم في مصر ، فالعمالة متوفرة والأرض ما أكثرها و السوق المصري كبير،
فمصر أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان وكل ما نحتاجه هو إقناع بعض المستثمرين في مجالات مختلفة بنقل أماكن إنتاجهم إلي مصر بحيث تكون بديل لأماكن الانتاج في الصين مثلاً.
ومن أهم المصانع التي نحتاجها مصانع لانتاج أو علي الأقل تجميع السيارات والأجهزة المنزلية ومصانع للأدوية مما سوف يجذب عملة صعبة للبلد ويقلل معدل البطالة ويزيد معدلات  الإستثمار والإنتاج ، وهي طريقة لا تكلف البلد الكثير ولكن سوف تكون الأساس لطفرة إقتصادية لو تم تنفيذها علي نطاق واسع في مصر.
الدكتورة ولاء فتحي مع زملاء العمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى