خبير :محور فيلادلفيا هل يؤثر علي العلاقات بين تل أبيب والقاهرة
أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن الفرقة الإسرائيلية 162 تعمقت في رفح، وبدأت بالعمل في حي برازيل على أطراف المدينة، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن العملية في رفح ستستمر من أسابيع حتى أشهر وستكون بطيئة وتدريجية، بسبب تعقيد العملية وحساسيتها أمام الولايات المتحدة ومصر.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه بات يسيطر الآن على نحو نصف محور فيلادلفيا في الجزء الجنوبي الشرقي على الحدود مع سيناء، مشيرا إلى أن إسرائيل أقامت آلية تنسيق مع الجيش المصري تتيح مواصلة العملية على حد قول البيان الإسرائيلي.
وتنفي مصر وجود تنسيق بشأن عملية رفح، وقال مصدر عسكري مصري لوسائل إعلام إن “إسرائيل اخترقت محور فيلادلفيا اختراقات بسيطة، بالتزامن مع احتلال معبر رفح الفلسطيني، وذلك لمنع دخول المساعدات والضغط في عملية التفاوض”.
وفي حديثه، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات، مختار غباشي، إن “هذا الإعلان الإسرائيلي سيئ للغاية، وسيثير حفيظة الجانب المصري، ومعلوم لدى إسرائيل حساسية هذا الأمر بالنسبة للجانب المصري لأنه فرض للأمر الواقع، وإخلال بالاتفاقيات بين المبرمة بين الطرفين بتعهد وضمانة أمريكية”.
وأشار إلى أن “واقع ما تفعله إسرائيل في رفح أو في المعبر وفي هذا المحور كله إخلال بطبيعة العلاقة بين إسرائيل ومصر ومن شأنه أن يثير ردود فعل مصرية، وهو محط دراسة الآن من قبل الجانب المصري”.
وأكد الخبير أنه “يجب على الولايات المتحدة أن تعي حساباتها وتدرك أن هذا أمر جلل، وأن تتدخل بشكل يجعل إسرائيل تعيد تفكيرها وعقلها في ظل هيجان في الداخل الإسرائيلي وانفلات للأوضاع”.
وأوضح أن الولايات المتحدة متعاطفة مع إسرائيل وتدعمها باعتبارها دولة وظيفية أولى بالنسبة لواشنطن في المنطقة بصرف النظر على مصالحها مع الدول الأخرى، لهذا يتعين على واشنطن أن تحسن تصرفاتها وتضبط لجام إسرائيل وإلا انفلتت الأوضاع منها ومن إسرائيل بشكل خطير”.
من جانبه، أوضح خبير الشؤون الاقليمية، هاني الجمل، أن “ما قامت به إسرائيل من احتلال لمحور صلاح الدين بما ينافي الملحق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد”، معتبرا ذلك “خطوة دعائية من قبل نتنياهو ومناورة تلفزيونية يحاول بها كسب اليمين المتطرف، وإطالة أمد الحرب ومدة وجوده على رأس الحكومة”.
وأوضح الخبير أن “اتخاذ اسرائيل ذريعة ملاحقة قادة حماس في هذه المنطقة وتعدي حدودها في الاتفاقات الأمنية واجتياز هذه المنطقة بمعدات ثقيلة وقوات جوية يخالف الاتفاق الأمني الملحق بمعاهدة كامب ديفيد”.
وحول رد فعل القاهرة، قال الجمل إن “مصر تحركت في اتجاهين أولا قدمت تحذيرات شديدة اللهجة للجانب الإسرائيلي، ومن ثم بعثت بتحذيرات للجانب الأمريكي باعتباره راعي اتفاقات السلام”.
ولفت إلى أن “الملحق الأمني استبدل تواجد القوات الإسرائيلية في المعبر بقوات فلسطينية وبالتالي أصبح الشقين المنوطين بهذه المنطقة هما مصر وفلسطين، وأصبح وجود إسرائيل في هذه المنطقة منافيا للاتفاقية”.
وأكد الخبير أن “الرد الأمريكي بمباركة هذه الخطوة الإسرائيلية لم يأت حتى الآن، لكن هذا الوضع جعل المنطقة بين مصر وإسرائيل في حالة التهاب مستمر، وإذا كسرت إسرائيل هذا القواعد وتبرأت من الاتفاق الأمني وتمادت في هذا التدخل فإن مصر من حقها طبقا للقانون الدولي أن تدخل إلى هذه المنطقة بعمليات عسكرية مختلفة سواء بكثافة عسكرية أو بنوع السلاح أو بالرد على التواجد غير المشرعن، ولهذا اتخذت مصر خطوات تصعيدية “، بحسب قوله.