بعد سنوات من الصداقة بينهما، بات الناشر الأمريكي ديفيد بيكر، مصدر تهديد للساكن السابق للبيت الأبيض دونالد ترامب.
وبحسب موقع “بوليتكو” الأمريكي فإن شهادة بيكر في القضية المتهم فيها ترامب بمانهاتن بدفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز عن علاقة مزعومة جمعتهما، يمكن أن تغرق الملياردير الجمهوري الساعي بقوة للعودة للبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
مارك ليو، مساعد بيكر السابق وصفه بأنه “كان يعتبر نفسه مثل ترامب”، كما يقول المقربون من الإثنين إن بيكر أصبح مفتونا بترامب على مر السنين.
وقال موقع “بوليتكو” إنه “إذا جلس ديفيد بيكر، كما هو متوقع، على الجانب الآخر من منصة الشاهد مقابل دونالد ترامب، فستكون هناك عقود من العمل – وحتى شيء مثل الصداقة – معلقة في الهواء بينهما”.
يعرف الاثنان بعضهما البعض منذ منتصف التسعينيات، عندما قام بيكر المدير التنفيذي للنشر والرئيس التنفيذي السابق لشركة American Media، Inc.، بتشجيع ترامب على إطلاق مجلة Trump Style ، التي وثقت ” سحر ومتعة ” عقارات ترامب.
وخلال 5 سنوات، نمت علاقتهما حيث تقاسما رحلات الطائرة بين منازلهم في نيويورك وبالم بيتش بولاية فلوريدا، حتى أن ترامب دعا بيكر لحضور حفل زفافه إلى زوجته الحالية ميلانيا في عام 2005.
مارك ليو قال “لقد كان بيكر يعتقد نفسه مثل ترامب – في الطريقة التي أدار بها أعماله، وفي الطريقة التي رأى بها نفسه، والطريقة التي أدار بها دونالد أعماله – كل ما فعله، فعله لمحاولة محاكاة ما كان يفعله ترامب”.
ورغم تلك الوطيدة سيضطر بيكر إلى الشهادة ضد مثله الأعلى، بعد منحه حصانة.
بيكر متهم بأنه كناشر لإحدى الصحف اتفق مع ترامب ومساعده السابق مايكل كوهين في أغسطس/آب 2015 في برج ترامب على “أن يكونا بمثابة عيون وآذان” الحملة من خلال البحث عن القصص السلبية عن ترامب ليقوم بيكر بشرائها، وبعد شرائها، يرفض نشرها، الأمر الذي يؤدي إلى حجب المعلومات التي تُسبب ضرراً كبيراً بترامب.
ويتهم ممثلو الادعاء بيكر بأنه وجه شركته بدفع 150 ألف دولار لكارين ماكدوغال، لإسكات قصتها عن علاقة جنسية مع ترامب.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، تدخل بيكر مرة أخرى لقتل قصة مشابهة للمثلة الإباحية ستورمي دانيلز، هذه المرة بمبلغ يصل إلى 130 ألف دولار، كما يقول المدعون.
ومن الممكن أن تدعم شهادة بيكر شهادة كوهين ضد ترامب.
لم يتحدث بيكر إلى أي صحفي بشكل رسمي منذ عام 2017 على الأقل ولم يستجب لطلبات التعليق على هذه القصة.
ويواجه ترامب في هذه القضية 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من خطة للتستّر على مدفوعات لدانيلز مقابل شراء صمتها عن علاقته الجنسية المفترضة معها، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها بفارق ضئيل على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
ولكن هذه التهمة تبقى أقل شأنا من لوائح الاتهام التي تطاله في 3 دعاوى قضائية محورها انتقادات ترامب وهجماته على نتائج انتخابات العام 2020 التي خسرها أمام الرئيس الحالي جو بايدن، واحتفاظه بوثائق رسمية سرية ونقلها معه من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
وفي محاكمة مانهاتن الراهنة، يرى خبراء أن ترامب قد يواجه عقوبة بالسجن أو دفع غرامة أو قد يتمّ وضعه تحت الرقابة.
وبسبب هذه المحاكمة يبتعد ترامب عن أنشطة حملته الانتخابية لمدة 4 أيام أسبوعياً لفترة قد تراوح بين 6 و- 8 أسابيع، بينما يواصل بايدن حملته مهاجماً منافسه الجمهوري في بعض الأحيان، بشكل مباشر أو غير مباشر، من البيت الأبيض وفي جميع أنحاء البلاد.
وسعى ترامب لاستغلال التغطية الإعلامية المكثّفة لمحاكمته لحشد قاعدته الشعبية عبر إدلائه بتصريحات على نحو منتظم من أمام مقر المحكمة.
ويعد الملياردير الجمهوري ترامب هو أول رئيس أمريكي سابق يواجه اتهامات جنائية، والقضية تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة إليه إذ تأتي قبل أقل من 7 أشهر من مواجهته المتجددة مع الرئيس جو بايدن المرشّح لولاية ثانية، لحسم السباق نحو البيت الأبيض.