كتبت : آلاء البدرى
يزخر التراث العالمى بعدد لا حصر له من الأساطير سواء الدينية أو الخيالية أو التاريخية والأماكن المرتبطة بها، هذه الأساطير أصبحت مؤخرا تخلب أذهاب وعقول ملايين السائحين حول العالم، ما حدى بالكثير من الدول إلى استغلال هذه الأساطير الشهيرة فى الترويج لنفسها سياحيا من خلال مداعبة خيال السياح بتكنولوجيا المحاكاة، وهناك العديد من الأماكن السياحية والرموز المرتبطة بالأساطير التى لا يزال يقدسها البعض ويقاتل من أجلها.
الأسبوع الماضى نجح شعب البيمون الذى ينحدر من إحدى القبائل الهندية الأصلية فى استعادة صخرتهم الأسطورية المقدسة التى كانت معروضة منذ أكثر من 20 عاما فى حديقة ببرلين إثر اتفاق بالتراضى مع ألمانيا بعد أعوام من الضغط والتظاهر والمطالبات الرسمية من أجل استرجاع أهم رمز دينى وثقافى وتاريخى بالنسبة لهم، إذ يعتقد هؤلاء الناس أنه منذ أن سلبت منهم الصخرة المقدسة والكوارث الطبيعية لا تنقطع عن بلادهم كما يعتقدون أيضا أن نقلها من مكانها الأصلى أدى إلى تغيير المناخ العالمى وتسبب فى الاحتباس الحرارى وعدم اتزان الكوكب.
تقول الأسطورة إن الصخرة المقدسة كانت فى الأصل شابا فى مقتبل العمر ينتمى إلى قبيلة البيمون وكان قد أحب فتاة من قبيلة أخرى تدعى ماكوتشييس وتزوجها رغم العداء بين القبيلتين متحديا التقاليد والأعراف التى تمنع الزواج بين القبيلتين فكان مصير الزوجين أن حلت بهما لعنة الآلهه فحولتهما إلى صخرتين أطلق عليهما الأهالى اسم كويكا الجد و كويكا الجدة وعاشتا بجانب بعضهما البعض فى متنزه كانايما الوطنى فى جنوب فنزويلا حيث تعيش جماعة البيمون الهندية.
ظلت الصخرتان على هذه الحال حتى افترقتا بعد قرون عندما أهدى الرئيس السابق لدولة فنزويلا رافاييل كالديرا صخرة كويكا الجدة عام 1998 التى يبلغ وزنها 30 طنا وحجمها 12 مترا مكعبا إلى ألمانيا وتكلف وقتها الفنان الألمانى فولفجانج فون شوارزنفلد بنقل الصخرة إلى بلده حيث تم صقلها وعرضها فى إطار مشروع جلوبال ستون الذى يهدف إلى تقديم مجموعة من الصخور الأثرية فى متنزه تيرجارتن فى برلين. كانت الحكومة الفنزويلية قد طلبت رسميا عام 2012 من ألمانيا استرجاع الصخرة بعد ضغوط مستمرة من شعب البيمون وعبرت برلين عن رغبتها فى إيجاد تسوية ودية دون اللجوء للقضاء وأخذت بعين الاعتبار إرضاء جميع الأطراف: فنزويلا والفنان شوارزنفلد التى أهدت إليه الصخرة وسكان مدينة برلين واقترح النحات الألمانى إجراء صفقة تبادل تقضى بإحضار صخرة أخرى من فنزويلا ووضعها مكان كويكا الجدة بشرط أن تتكلف كاراكاس بالمصاريف التى قد تصل إلى 100 ألف يورو غير أن الحكومة الفنزويلية لم تتجاوب مع مقترحه وظلت تتفاوض مع الحكومة الألمانية لسنوات حتى أعيدت الصخرة إلى وطنها الأصلى.
جعران الحظ
يدور حوله الأجانب سبع لفات لعدة معتقدات حسب جنسية السائح فالإنجليز يعتقدون أنه يجلب الحظ والأوروبيون يطوفون حوله من أجل الحصول على شريك حياة مناسب إلى جانب اعتقاد آخرين أنه يبطل عمل الحسد وعدم الإنجاب والعنوسة والنحس كما يعتقد بعض سائحى آسيا الذين يميلون إلى العلاج بالتراث والخرافة أنه يستخدم لأغراض طبية مثل العلاج النفسى وعلاج الصرع والصداع والجعران المقدس هو تمثال حجرى كبير لخنفساء الروث يقع فى معبد الكرنك فى الأقصر أمام البحيرة المقدسة ويرجع لعهد الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشر فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ويمثل قرص الشمس رع وقت الظهيرة.
تعود أسطورة الجعران إلى عصر الفراعنة حيث اعتقد المصريون قديما أن الجعران يستيقظ ويبدأ نشاطه مع طلوع الشمس ويدفع بكرات من الروث على شكل قرص الشمس وهو سبب ربط المصريين القدماء الجعران بالشمس واعتبروه رمزًا لإله الشمس رع واعتقدوا أنه كائن مقدس وكانوا يطلقون عليه اسم أبو الجعل أو خنفساء الروث وهو عباره عن حشرة سوداء اللون بقبعه تشبه قبعة السلحفاه يميل لونها إلى الذهبى مع أشعة الشمس وبه شق فى المنتصف. استخدم المصرى القديم الجعارين فى الأغراض العامة فكانت أختاما وكانت توضع بالمعابد للتبارك وأيضا كتمائم تنقش عليها بعض الأمنيات مثل عام سعيد أو الحكم، وعدد كبير منها يحمل أسماء ملكية حيث كان المصرى القديم يعتقد أن حشرة الجعران تحمل قوة خفية فى نفسها قوة تجديد حياتها باستمرار كما يستخدم الجعران كحلى للزينة مصنوعة من الأحجاز والذهب والفضة يحرص على شرائها الأجانب ويوجد عدة نقوش وصور وتماثيل غريبة فى أماكن متفرقة تدل على مدى اهتمام قدماء المصريين بهذه الحشرة الأسطورية ومن بين الصور الغريبة المحفوظة فى وادى الملوك للجعران خنفساء ضخمة سوداء تخرج من الرمل تسحب كرة متوهجة.
ينبوع الشباب الدائم
يقع فى الولايات المتحدة فى ولاية فلوريدا وبالتحديد فى مدينة سان أوغسطين ينبوع يسمى ينبوع الشباب الدائم وهو عبارة عن بئر و نافورة من المفترض أن يعيد الشباب إلى أى شخص يشرب منه أو يغطس فى مياهه ويتألف من شبكة واسعة من ينابيع المياه العذبة التى تبلغ درجة حرارتها 22 درجة مئوية وهى درجة حرارة كافية لتنشيط الدورة الدموية للجسم ومنح شعورا بالاسترخاء والاستجمام وتقصد المكان أعداد كبيرة من الزائرين والسياح من كل أنحاء العالم وخاصة كبار السن من أجل السباحة فى مياهه والشرب منه .
تتميز مياه الينبوع بمزيج من الصودا والكبريت والتى تعتبر معادن طبيعية لها فوائد كثيرة لجسم الإنسان وتحيط بالمنطقة الكثير من الأساطير التى عرفت فى جميع أنحاء العالم لآلاف السنين و ذكرت أيضا فى كتابات هيرودوت فى القرن الخامس قبل الميلاد ورومانسية ألكساندر فى القرن الثالث وقصص برستر جون فى أوائل الحروب الصليبية والقرنين الحادى عشر والثانى عشر الميلاديين.
كانت هناك أسطورة شبيهه أيضا بين الشعوب الأصلية فى منطقة البحر الكاريبى تتحدث عن القوى الإصلاحية للمياه فى أرض بيميني، هناك أيضا أسطورة ماء الحياة فى الإصدارات الشرقية من قصة ألكساندر الرومانسية والتى تصف ألكساندر الكبير وخادمه يعبران أرض الظلام لإيجاد مياه الحياة وهذه القصة مستمدة من قصة الإمام الخضر ونبى الله موسى والتى حظيت بشعبية كبيرة فى إسبانيا أثناء وبعد فترة من الحكم الإسلامى كما يوجد عدد لا يحصى من المصادر التى أشارت إلى نفس الأسطورة وبناء على هذه الأساطير العديدة ظل المستكشفون والمغامرون وأيضا الرحالة والسياح يبحثون منذ فترة طويلة عن ينبوع الشباب و لم تكن هذه المياه بالضرورة نافورة لكن ربما كانت عبارة عن نهر أو نبع أو أى مصدر مياه آخر.
تقع بوابة جهنم فى منطقة باموق غرب الأناضول بتركيا وهى مدخل إلى العالم السفلى وقبلة المغامرين المولعين بالخرافات وأساطير قوى ما وراء الطبيعة ويطلقون عليها اسم بوابة بلوتو نسبة إلى بلوتو إله العالم السفلى فى الميثولوجيا اليونانية أو الإغريقية، وهى عبارة عن بوابة صغيرة تقود لمغارة غامضة أنشئ حولها معبد.
تجذب بوابة جهنم أو بوابة العالم السفلى المذكورة فى الأساطير اليونانية والرومانية أعدادا كبيرة من السياح إلى تركيا وتقول الأسطورة أن الآله بلوتو كان يعيش فى المغارة وكان كهنة المعبد يدخلون المغارة برفقة القرابين المقدمة للإله وهى عبارة عن حيوانات وطيور فتموت القرابين ويبقى الكهنة أحياء وتفسر الأساطير ذلك بأن المغارة تحتوى على النفس القاتلة للإله بلوتو الذى لا يتأثر به كهنته.
البوابة اكتشفت فى العام 2013 من قبل بعثة تنقيب إيطالية برئاسة عالم الآثار الإيطالى فرانشيسكو داندريا واكتشفت البعثة أيضا المنطقة المحيطة بها وهى منبع مياه الينابيع الحارة التى تشتهر بها المنطقة منذ العهد اليونانى ويقصدها الناس طلبا للاستشفاء من أمراض مختلفة
مع اكتشاف البوابة الأسطورية تم حل غموض لغز قرابين بلوتو حيث اكتشف العلماء أن المغارة تصدر منها مستويات عالية التركيز من غاز ثانى أكسيد الكربون وهى التى كانت تتسبب فى مقتل حيوانات القرابين فى حين كان الكهنة ينجون من الموت لأن ثقل الغاز يجعله يتمركز فى المستوى الأقرب من الأرض وبعد قرن من الزمن وبسبب ضغط اندفاع المياه المليئة بالكالسيوم من باطن الأرض أصبح يتسبب فى تطاير ثانى أوكسيد الكربون الموجود فى الماء وانتشاره فى المكان مما يؤدى إلى تسمم الكائنات التى تتنفس داخل الكهف وحتى اليوم لا يزال الغاز أحيانا يتسبب فى موت الطيور والحيوانات التى تقترب منه خاصة فى فصل الشتاء.
تعرضت البوابة إلى التخريب بعد دخول المسيحية فى المنطقة لقطع الصلة بكل ما له علاقة بالديانات الوثنية ثم تهدمت بشكل شبه كامل فى أحد الزلازل التى تعرضت لها المنطقة وأعيد ترميمها بعد اكتشافها وأصبحت من أهم مصادر الجذب السياحى فى المنطقة.
أحد مواقع التراث العالمى المثير للإعجاب فى منطقة الجليل السفلى فى شمال الأراضى المحتلة فى فلسطين ومن أهم المدن القديمة التى شهدت معارك أكثر من أى مكان آخر فى العالم والتى ترتبط بالأسطورة الدينية حرب نهاية العالم المذكورة فى بعض الكتب الدينية التى تؤمن بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر وسوف تقوم تلك المعركة فى أرض فلسطين فى منطقة مجدو متكونة من مائتى مليون جندى يأتون لوادى مجدو لخوض حرب نهائية.
ووفقا للأسطورة المسيحية فإن كلمة مجيدو مرادفة لنهاية العالم كما هو مذكور فى الكتاب المقدس وسيكون موقع معركة نهاية العالم بعد أن يعود يسوع إلى الأرض ويهزم الدجال (الوحش) والنبى الكاذب والشيطان فى معركة هرمجدون ثم يطرح الشيطان فى الهاوية لألف سنة، وبعد إطلاق سراحه من الهاوية سوف يستدعى الشيطان يأجوج ومأجوج من زوايا الأرض الأربعة ويعودون إلى القدس وستأتى النار من عند الله من السماء وتلتهم يأجوج ومأجوج والشيطان ويتم الزج بهم فى جهنم فى بحيرة النار. بعض المسلمين أيضا يؤمنون أن هناك معركة كبرى فى آخر الزمان تقع بين المسلمين واليهود دون الإشارة إلى اسم هرمجدون تحديداً وينتهى الأمر بانتصار المسلمين فى المعركة وتعتبر هرمجدون أو تل مجدو أكثر الأماكن السياحية إقبالا فى فلسطين وتعد ضمن مناطق السياحة الدينية وكشفت الحفريات التى أجريت منذ اكتشاف المنطقة عن 26 طبقة من المستوطنات تعود إلى فترة العصر الحجرى وتم تحديد الطبقات الأربعة الأولى كانت قمة التل مدينة كنعانية وقلعة مصرية ومدينة عربة خلال العصور التوراتية ومدينة آشورية وفارسية بارزة وكان الملك سليمان يحكم المدينة فى القرن العاشر قبل الميلاد ويمكن للزوار رؤية بقايا بوابة سليمان وما يعتقد أنه إسطبلاته وأيضا قصر العاج هو مبنى رئيسى آخر فى مجيدو حيث تم العثور على كنز كنعانى يحتوى على العاج والمجوهرات.
تابعونا لمزيد من التغطيات الحصرية والمحتوي المتنوع عبر أقسامنا المتجددة، حيث نقدم لكم أحدث أخبار وتقارير علي مدار الـ24 ساعة، وأحدث أخبار مصر و اقتصاد وبنوك وبورصة إلي جانب تغطية حصرية من خلال سفارات وجاليات ، وتغطية شاملة للتطوير العقاري من خلال قسم عقارات ونتشارك في الترويج للسياحة والآثار المصرية من خلال قسم سياحة وآثار ، إضافة لأخبار خاصة في قسم ثقافة وفنون و علوم وتكنولوجيا ومنوعات ، كما نولي اهتمام خاص بـ الرياضة و المرأة ونقدم لكم كل يهم التعليم والطلاب من خلال أخبار الجامعات .