بالتفاصيل..محاكمات ترامب وتعليقاته التي اغضبت القضاة
مع أن كثيرين ركزوا على غفوة دونالد ترامب في محاكمته الجنائية، إلا أن اللحظات الأهم تتعلق بـ«مداخلاته الغاضبة» التي تثير مخاطر متزايدة.
ففي يناير/كانون الثاني الماضي، وخلال محاكمة ترامب في قضية تشهير، أصدر القاضي تحذيرا للرئيس الأمريكي السابق باستبعاده من المحاكمة بسبب شكوى محامي المدعية بتدخله أكثر من مرة، خاصة عندما وصف الإجراءات بأنها “مطاردة ساحرات”.
وحاليا، يتكرر سلوك ترامب خلال محاكمته الجنائية الحالية بشأن تزوير سجلات تجارية لإخفاء تقديمه أموالا لممثلة إباحية قبل انتخابات 2016، الأمر الذي يُنذر بمخاطر متزايدة، وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وفي الوقت الذي أثارت غفوة ترامب خلال المحاكمة انتباه الكثير من الناس، فقد جاءت اللحظات الأكثر أهمية عندما قدم هذا النوع من التدخلات والتعليقات الغاضبة.
قرارات صعبة
إذا كان ترامب لا يظهر أي علامة على التوقف عن التدخل في الجلسة، فقد يضع هذا الأمر قاضي المحكمة العليا في نيويورك، خوان ميرشان، أمام بعض القرارات الصعبة التي يتعين عليه اتخاذها بشأن كيفية التعامل مع المدعى عليه البارز.
وقد تؤدي عدم معاقبة ترامب على سلوكه في قاعة المحكمة إلى تعزيز فكرة أن الرئيس السابق يحظى بمعاملة خاصة لا يحظى بها المدعى عليه عادة وذلك رغم ادعاءات المرشح الجمهوري للبيت الأبيض المتكررة بأنه «ضحية».
وعلى سبيل المثال، شوهد ترامب يوم الإثنين وهو يضحك ساخرا عندما أشار القاضي إلى أنه سيكون مسؤولاً عن إصدار الحكم في حال إدانة الرئيس السابق الذي ضحك مجددا عندما قال ميرشان إنه سيجري محاكمة عادلة.
وبعدها بيوم، أي الثلاثاء، وبخ ميرشان ترامب بسبب تدخله مرة أخرى هذه المرة، في حديث موجه إلى أحد المحلفين المحتملين.
وقال ميرشان لتود بلانش محامي ترامب، إن المحلف المحتمل كان على بعد “12 قدمًا من موكلك” الذي “تحدث بصوت مسموع في اتجاه المحلف”.
وأضاف القاضي: “لن أتسامح مع ذلك.. لن أتعرض للترهيب من أي محلفين في قاعة المحكمة هذه. أريد أن أجعل ذلك واضحا وضوح الشمس”.
وأعاد المشهد المألوف التذكير بتهديد القاضي بطرد ترامب خلال محاكمة التشهير وبتوبيخ القاضي في محاكمة الاحتيال المدني بنيويورك للرئيس السابق، الأمر الذي يُظهر أن المعضلة التي تواجه المحاكم واضحة.
مخاطر سياسية
مع بدء المحاكمة الجنائية الإثنين الماضي، قال ميرشان لترامب: “إذا عطلت الإجراءات بأي شكل من الأشكال، فإن القانون يسمح للمحكمة باستبعادك من قاعة المحكمة وإلزامك بالسجن ومواصلة المحاكمة في غيابك”.
لكن تنفيذ مثل هذا التهديد هو أمر محفوف بالمخاطر من الناحية السياسية حيث يمنح ترامب ذلك النوع من الاضطهاد المفترض الذي يفضله كما أنه أمر محفوف بالمخاطر القانونية أيضا.
وخلال المحاكمات الجنائية، يتمتع المتهمون بحق دستوري في الحضور أقوى مما هو عليه في القضايا المدنية، ويمكن إلغاء الإدانات إذا تبين أن المدعى عليهم محرومون من حقوقهم.
وتتزايد المخاطر مع استمرار سلوك ترامب الجامح والفوضوي داخل قاعة المحكمة، والذي قد يهدف -من بين أمور أخرى- إلى التأثير على المحلفين.
ويظل مصير ترامب في هذه القضية بيد المحلفين، ورغم أنهم مجهولون، إلا أن الرئيس السابق لم يخفِ رغبته في جعل الحياة صعبة على أي شخص متورط في تقرير مصيره القانوني بشكل سلبي.
وربما تكون قدرة النظام القانوني على التعامل مع محاكمة ترامب فعلياً ثاني أكبر سؤال، بعد ما إذا كان مذنباً.