لا تزال الآثار المصرية الموجودة في بريطانيا مصدر قلق كبير للخبراء، خصوصا بعد تعرض المتحف البريطاني للسرقة العام الماضي، وفقدان قطع كثيرة.
“ليست ملكاً لكم”
فقد عبر الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار والمصريات، وزير الدولة لشؤون الآثار المصري سابقا، عن قلقه بشأن سلامة الآثار المصرية الموجودة هناك.
ولفت إلى أنه بعد سرقة نحو ألفين قطعة أثرية من المتحف البريطاني خلال الشهور الماضية هناك قلق على الآثار المصرية الموجودة هناك، لأنها أصبحت في مكان غير آمن، معتبرا أنه وجود الآثار المصرية لديهم لا يعني أنها أصبحت ملكا لهم.
أتى هذا التصريح بعدما شكلت سرقة المتحف البريطاني صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية، خصوصا مع اختفاء مئات القطع الأثرية النادرة التي يعود تاريخ بعضها للقرن الخامس عشر قبل الميلاد.
كما أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة الحديث عن استرجاع الآثار المصرية الموجودة بالخارج في ظل انهيار حجة الحفاظ على هذه الآثار والمخاوف من تعرضها للسرقة حال تكرار هذه الحادثة، خصوصا أن المتحف قد تلقى تحذيرات منذ عام 2021 بوجود شكوك حول تهريب قطع منه من دون أن تلقى تلك التحذيرات الاستجابة الكافية.
وعن أبرز الآثار المصرية الموجودة هناك، فيحكى أن بينها حجر رشيد الذي عن طريقه تمكنا من فك طلاسم اللغة المصرية القديمة.
أيضا تمثال نصفي شهير للملك رمسيس الثاني، وبعض أحجار كساء الهرم الأكبر.
كذلك مومياوات من عصر ما قبل الأسرات، ومعها جزء من لحية أبو الهول.
وتمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث.
تبليط الهرم ولعنة الفراعنة
في سياق آخر، طالب حواس خلال لقاء تلفزيوني الخميس، بمحاكمة من أطلق مصطلح “تبليط الهرم الثالث”، لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة برئاسته بناء على طلب من الدكتور أحمد عيسى، وزير الآثار، لطمأنة المواطنين بعدم المساس بالهرم.
وأوضح أنه بعد النظر في الموضوع تقرر عدم رجوع أي حجارة من الهرم إطلاقا لأسباب كثيرة جدا، وثانيا لأن الحفر بطريقة علمية لابد أن يكون بعمل خطوات محددة.
كما أعلن عن توقف المشروع تماما.
سرقة 2000 قطعة أثرية من المتحف البريطاني.. تفاصيل مدوية
أما عن المومياءات، فأكد وزير الدولة لشؤون الآثار سابقا، أنه لا صحة لما يطلق عليه لعنة الفراعنة، موضحا أنه لو وُضعت مومياء في مقبرة تُخرج جراثيم غير مرئية، وكان علماء الآثار في السابق يدخلون المقبرة فيموتون مباشرة لذلك السبب، أما الآن لو فُتحت مقبرة أو تابوت مغلق منذ أربعة آلاف سنة يتم تركها لمدة ساعتين حتى يخرج الهواء الفاسد ويدخل الهواء النقي.
وشدد على عدم تسجيل أي إصابات بهذه اللعنة، كما يقول البعض وكل ما يحدث كان مصادفات.
فضيحة هزت بريطانيا
يشار إلى أن فضيحة سرقة المتحف البريطاني العام الماضي، عادت إلى الواجهة خلال الساعات الأخيرة مرة أخرى خصوصا في بريطانيا، بعد أن رفع المتحف البريطاني دعوى قضائية ضد أمين سابق يزعم أنه سرق مئات القطع الأثرية من مجموعاته وعرضها للبيع عبر الإنترنت، وفقا لوكالة “الأسوشييتد برس” الأميركية.
ويقاضى المتحف بيتر هيجز، الذي تم فصله في يوليو 2023 بعد اكتشاف اختفاء أكثر من 1800 قطعة.
كما يقول محامو المتحف إن هيجز “استغل موقع الثقة” لسرقة الأحجار الكريمة القديمة والمجوهرات الذهبية وقطع أخرى من المخازن على مدار عقد من الزمن.
كذلك أمرت قاضية المحكمة العليا هيذر ويليامز، هيجز بإدراج أو إعادة أي أشياء بحوزته في غضون أربعة أسابيع، وأمرت بالكشف عن سجلاته على موقعي “إيباي” و”باي بال”.
فيما أعلن المتحف أنه استعاد 356 قطعة من القطع المفقودة حتى الآن، ويأمل في استعادة المزيد، مشددا على أن العناصر التى سُرقت من المتحف لها أهمية ثقافية وتاريخية.
بالمقابل، ينفي هيجز، الذي عمل في قسم اليونان وروما بالمتحف لأكثر من عقدين من الزمن، هذه المزاعم ويعتزم الاعتراض على المطالبة القانونية للمتحف.
واستقال مدير المتحف هارتويج فيشر بعد الكشف عن فقدان القطع فى أغسطس الماضي، معتذرا عن فشله في أخذ تحذير من مؤرخ فني على محمل الجد بما فيه الكفاية بأن القطع الأثرية من مجموعته تم بيعها على موقع إيباي، معترفاً بأن سمعة المؤسسة التي يبلغ عمرها 265 عاما تضررت بسبب هذه الحادثة.
يذكر أن المتحف الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والواقع في منطقة بلومزبرى بوسط لندن، يعدّ أحد أكبر مناطق الجذب السياحي في بريطانيا، حيث يزوره 6 ملايين شخص سنويا.
ويأتون لرؤية مجموعة تتراوح من المومياوات المصرية والتماثيل اليونانية القديمة إلى كنوز الفايكنج، ولفائف تحمل الشعر الصيني من القرن الثاني عشر والأقنعة التي صنعتها الشعوب الأصلية فى كندا.