أخبار وتقارير

من هو الإمام أبو حامد الغزالي وما علاقته بفرقة الحشاشين؟

صوت المصريين - The voice of Egyptians

يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، توقّر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثيرا منا يجل أصحابها دون أن يعرفهم.

وخلال شهر رمضان المبارك 2024، تقدم “العين ” في سلسلة “نحبهم ولا نعرفهم” قصص شخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي، نوقرها ولا نعرف عنها الكثير.

ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها هو الإمام أبوحامد الغزالي، العالم المسلم الصوفي الشافعي، الذي عاصر الدولة السلجوقية في أصفهان والحروب الصليبية.

من هو الإمام الغزالي؟

ولد أبوحامد الغزالي عام 450 هجريا في في طوس بمدينة خراسان، ويعد أحد جهابذة علماء المسلمين، وكان له منهج إصلاحي متفرد من خلال تشخيصه لأمراض المجتمع.

بدأ طلب العلم في سن صغيرة، وتبحر في علوم ومجالات كثيرة، ووضع منهاجًا للتربية والتعليم وبناء العقيدة الإسلامية ومحاربة التيارات الفكرية المنحرفة، وعٌني بإصلاح الفكر ولُقب بـ”حجة الإسلام”.

كان والد الغزالي متنسكا، يأكل من عمل يده، وكان معروفا بخدمة أهل العلم، وقيل إنه كان يتضرع لربه أن يرزقه ولدا فقيها، وأوصى وهو في فراش المرض صديقا متصوفا بتعهد طفليه “محمد” و”أحمد”، ونفذ الصوفي الزاهد وصية والد الغزالي، وعمد إلى تعليمهما الخط.

في طوس بدأ أبوحامد الغزالي بطلب العلم في سن مبكرة مع عناية بتعلم الفارسية والعربية، وتعلم على يد محمد الراذكاني الطوسي ويوسف النساج.

من مؤلفات الإمام أبوحامد الغزالي

 

وقبل بلوغه سن الـ20، رحل الإمام الغزالي إلى جرجان في شمال إيران ليتعلم على يد أبي القاسم الإسماعيلي، ثم عاد إلى طوس، ومكث فيها 3 سنوات، ثم استأنف برحلة أخرى في طلب العلم إلى نيسابور في خراسان.

وفي نيسابور، لقي الغزالي معلمه الأشهر الذي لازمه ولم يفرق بينهما إلا الموت، وهو إمام الحرمين أبوالمعالي عبدالملك الجويني، شيخ المدرسة النظامية في نيسابور، وتعلم منه الفقه والأصول والمنطق والكلام.

وفي مذكراته “المنقذ من الضلال”، يقول أبوحامد الغزالي: “كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني، من أول أمري، وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضعها في جبلتي لا باختياري وحيلتي”.

الغزالي و”الحشاشين”

وعندما بلغ الـ28، دخل الغزالي في مخيم نظام الملك، وزير الدولة السلجوقية، وكان مجلسه مجمع أهل العلم، جمع أبوحامد شهرة كبيرة في هذه المجالس، وذاع صيته في دوائر العلم وممارسة الجدل.

في 10 رمضان 485 هجريا اغتالت فرقة “الحشاشين” وزير السلاجقة نظام الملك، وفي 15 شوال مات السلطان ملك شاه، ومع مبايعة الخليفة العباسي المستظهر بالله ألف الغزالي له “فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية”.

وفي 14 جمادى الآخرة عام 505 هجريا الموافق 18 ديسمبر/كانون الأول 1111 م، توفي أبوحامد الغزالي في مجينة طوس ودفن في قصبة الطابران، وكتبت عن حياة الغزالي تراجم كثيرة منها ما كتبه هو نفسه في “المنقذ من الضلال”، وما كتبه تلميذه عبدالغافر الفارسي في “طبقات الشافعية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى