دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتمد دوما على الفيتو الأمريكي لحمايتها من مشاريع القرارات التي تقدمها الدول لكبح جماحها، وخاصة بعد الحرب القاسية العنيفة التي أطلقتها على قطاع غزة، لكن هذه المرة خذلتها واشنطن بامتناع عن التصويت دون استخدام حق النقض (الفيتو).
صدمة إسرائيلية
وصدمت الولايات المتحدة الأمريكية دولة الاحتلال الإسرائيلي صدمة كبيرة، وصفها الإعلام الإسرائيلي بأن ما حدث يشبه قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وذلك بعد تمرير مجلس الأمن الدولي، قرارًا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة دون اعتراض أمريكي معتاد باستخدام حق النقض (الفيتو).
واعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الإثنين، قرارًا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل لها، وهو مشروع القرار الذي قدّمه الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن، وهي: “الجزائر، الإكوادور، غيانا، اليابان، مالطا، كوريا، سيراليون وموزمبيق، وسلوفينيا، وسويسرا”، وحصل القرار على تأييد 14 صوتًا، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.
ومنذ بدء العدوان على غزة، في السابع أكتوبر الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات، كان اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.
قطع العلاقات
ووصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” تمرير مشروع القرار في مجلس الأمن دون استخدام أمريكا حق النقض (الفيتو) يشبه “قطع العلاقات مع الولايات المتحدة التي امتنعت عن التصويت لأنها لا تدين حماس، ولم تستخدم حق النقض الفيتو، وتم تمرير المشروع وسط تصفيق حاد في مجلس الأمن”.
وبعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، كأول رد فعل إسرائيلي على مشروع القرار.
ورأت “يديعوت أحرنوت” أن إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يشير إلى قطيعة عميقة في العلاقات بين البلدين، وقال مكتب نتنياهو إن “الولايات المتحدة انسحبت من موقفها الثابت في مجلس الأمن الذي ربطت فيه وقف إطلاق النار بالإفراج عن المختطفين”.
وفي القرار السابق، استخدمت الصين وروسيا حق النقض جزئيًا لأنهما دعمتا وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح المختطفين، وفي القرار الحالي، أيدته روسيا والصين، إلى جانب الجزائر ودول أخرى في صياغة جديدة تدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح المختطفين.
تراجع واضح
وأضاف مكتب نتنياهو أن “هذا تراجع واضح عن الموقف الثابت للولايات المتحدة في مجلس الأمن منذ بداية الحرب، وهذا التراجع يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن، لأنه يمنح حماس الأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق”.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح لأعضاء الوفد الإسرائيلي في وقت سابق أنه “إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار لوقف إطلاق النار غير مشروط بإطلاق سراح الرهائن – فسوف ألغي مغادرة الوفد إلى واشنطن”.