فك رموز “بقرة بنو إسرائيل” في زمن موسي عليه السلام
ذكرت تقارير إسرائيلية، أن علماء آثار تمكنوا من فك رموز ترتبط بعجل بني إسرائيل في سيناء في عهد نبي الله موسى.
وتحت عنوان : “ما الذي تم اكتشافه في النقوش الغامضة في مناجم سيناء؟”، قال تقرير لموقع hidabroot الإخباري الإسرائيلي المتخصص في الآثار والتاريخ: “نقرأ في التوراة عن خطيئة العجل التي حدثت عند سفح جبل سيناء. لقد أخطأ شعب إسرائيل وتمردوا على الله، وعوقبوا بعقاب رهيب، فهل لدينا أي طريقة لمعرفة كيف كانت حياتهم اليومية؟ هل تركوا رحلاتهم؟”.
وأضاف: “لآلاف السنين لم تكن لدينا إمكانية التفكير في مثل هذه الأفكار، وبعيدًا عن التقاليد التي تناقلها الحكماء في المدراشم (المدارس الدينية اليهودية) المختلفة، كيف يمكن معرفة أي شيء آخر عن حياة بني إسرائيل؟ هل تركوا مذكرات سفر؟”.
وقال تقرير الموقع الذي أعده الباحث الإسرائيلي المقيم كاليفورنيا في شلومو بار رون، والمتخصص في دراسات الأنثروبولوجيا في جامعة سان دييغو، وفي الوقت نفسه متخصص أيضًا في دراسات الفكر الإسرائيلي، إن السير فليندرز بيتري، عالم المصريات البريطاني المشهور (باحث في تاريخ مصر)، قام بالتنقيب لعقود في مواقع شهيرة في مصر، واكتشف نتائج غيرت المعرفة التاريخية، وكتب أكثر من مائة كتاب، قبل أن يتوفي عن عمر يناهز 89 عامًا في منتصف القرن العشرين في الحرب العالمية الثانية ودفن في القدس بجبل صهيون.
وفي عام 1904، وبعد عقود من التنقيب في مصر، قرر بيتري إجراء أعمال تنقيب في سيناء، واختار المكان الذي يطلق عليه البدو “سربيت الهدم”، وهو المكان المعروف باحتوائه على آثار مصرية.
وتابع الموقع: “وصل بيتري إلى الموقع في منتصف الشتاء، حيث لا تمطر في الصحراء، لكن البرودة تقشعر لها الأبدان، وأمر بيتري عماله بتفكيك الهيكل العلوي الذي بني على الطراز المصري، وتحته، ولدهشة الحفارين، اكتشفوا سلالم ضخمة وأنفاقًا تؤدي إلى هاوية تحت الأرض، حيث اكتشف بيتري منجم الفيروز في مصر القديمة، فقد تم استخدام حجر الفيروز في ترصيع المجوهرات في مصر القديمة (عرف المصريون القدماء الفيروز منذ آلاف السنين، أما في أوروبا فلم يتم التعرف عليه إلا في العصور الوسطى، كحجر جاء من موانئ تركيا، ومن هنا اسمه الأوروبي: الفيروز”.
وأوضح الموقع أنه بعيدًا عن الاكتشافات المختلفة في الموقع، عثر بيتري على العشرات من النقوش المنقوشة داخل المنجم، وعُثر لاحقًا على نقوش مماثلة في المنطقة بأكملها، لكن بيتري لم يتمكن من فك رموز الكتابة التي كانت تشبه الخط المصري، لكنه لم يكن خطًا مصريا.
وكتب بيتري أن الكتابة ربما كانت مملوكة للعبيد الذين استخدمهم المصريون في مناجم الفيروز، وبعد ذلك انتقل بيتري إلى عملية الحفر التالية، ولكن ليس قبل أن يطلب من الرسامين نسخ جميع النقوش.
وأوضح الموقع أنه كانت قد تناقلت نسخ النقوش بين العلماء، حتى عام 1915، في خضم الحرب العالمية الأولى، ووجد الباحث الشهير السير آلان غاردينر الوقت للتعمق فيها، ولدهشته اكتشف أنها كتابة عبرية، وهي كتابة مكونة من 22 حرفًا، ومبنية على نفس مبدأ الكتابة العبرية القديمة المعروفة عند الحكماء اليهود باسم “خط دايتز”.
وتابع: “ما ضلل بيتري والباحثين السابقين، هو التشابه مع الهيروغليفية المصرية، فالأشخاص الذين استخدموا هذا النص العبري استخدموه كنص ثانوي، وقد اعتادوا على الكتابة المصرية، فرسموا حروفاً تشبه الكتابة الهيروغليفية المصرية.
وقال الموقع: “لكن ما هو مكتوب في هذه العناوين؟ الجواب ليس واضحا حتى يومنا هذا، ومن الصعب جدًا فهم وفك رموز هذه النقوش، المعروفة باسم نقوش سيناء البدائية”، مضيفا أنه في وقت لاحق، تم اكتشاف العديد من هذه النقوش في مواقع أخرى في سيناء، لكن مصر لم تسمح بالبحث في هذا الموضوع بسيناء.
وقال الموقع إن الباحث البريطاني هيوبرت جرين، قال في كتابه “آثار سيناء” (Althebäische Inschriften vomcina)، إن النقوش تعود لبني إسرائيل، الذين كتبوا بالخط العبري، لكنهم كانوا من مصر.
وفي إحدى النقوش قرأ: “Harabite chesedach – man hior mishitini”، فوجد هناك ذكر اسم موشيه ربنو وسينا والاسم الصريح.
فيما شكك آخرون في قراءات جرين، وأطلق عالم الآثار أولبرايت على إحدى النقوش اسم “إله الخلاص”، وفسرها على أنها صرخة العبد العبري لينقذه من العبودية المصرية، وأن هذه القراءة مقبولة حاليا من قبل العديد من الباحثين.
وبعد حرب الأيام الستة، (حرب عام 1967) تولى الباحث الإسرائيلي رافائيل جيفون المشروع، وبالتعاون مع باحثين إسرائيليين آخرين، تم رسم ونسخ أجزاء كبيرة من نقوش سيناء الأولية، ومع أن قراءتهم لا تزال غير واضحة، يقدم علماء مختلفون قراءات مختلفة وغريبة.
الجدير بالذكر أن معد التقرير في الموقع العبري بار رون انخرط في السنوات الأخيرة، في فك رموز نقوش سيناء الأولية، وقبل بضعة أشهر نشر فكًا كاملاً لخمسة نقوش من سيناء الأولية، وكان عنوان بحثه (نقوش الخروج في سرابيط الخادم)، ولفهم لغة هذه النقوش، استخدم بار رون لغات التوراة وأنبياء بني إسرائيل، مفترضًا أن هذه هي مفاتيح لغة الأجداد، حيث وجد في هذه النقوش ردود فعل بني إسرائيل على خطيئة العجل، والتعبير عن الصدمة من عصيان كلام الله، والغضب على الخطيئة، ووصف عقابهم.
ويصف أحد النقوش ما يلي: “التسبيح حول الذهب.. الرقص ليلاً.. الموكب في مكان السكر”. ونقش آخر يقول: “هذا هو العيب.. انزعوا أنفسكم من بعلة، ثم اخجلوا جداً من اسمها” – (بعل هو العجل المصري)، أما النقش الثالث: “رد على أخينا – عيب! افعل الفحشاء” ، فعل الإثم”. وكان النقش الرابع: “لإسعاد صاحبه من الخطيئة فحقه الموت”.
وختم بار رون تقريره قائلا: “بطبيعة الحال، على عكس ما يقال في التوراة وفي مدراشات الحكماء، فإن معنى هذه النقوش ليس واضحا بنسبة 100 في المائة، ولكنها على أي حال يمكن أن تلهمنا لتعزيز علاقتنا بالروحانية، في مواجهة كل ثقافة اللهو والفجور التي تتوفر بكثرة في شوارع المدينة، فقد مضى أكثر من 3000 عام، ومازلنا نشعر بألم وصدمة الأجداد”.
واستطرد: “نتعلم من هذه النقوش إنه أمام ثقافة الرقص في الليل و موكب السكر وأمام ثقافة الفسق، نحن مطالبون بالتمسك بالتوراة، كل حسب قدرته، حتى لا نتأثر بالفجور المؤدي إلى الخطيئة، ولكي ينجو كل شخص من (العجل الذهبي الحديث)، يحتاج إلى تحديد أوقات للتوراة، والحفاظ على قناة مفتوحة مع الروحانية وكلمة الله”.