سياحة وأثار

بالصور .. تفاصيل كشف أثري فريد من نوعه في مصر

صوت المصريين - The voice of Egyptians

رشح اكتشاف مثير تم على يد فريق مصري متخصص من جامعة “المنصورة”، مصر لتصبح متحفا مفتوحا للمتحجرات الحيوانية القديمة، علاوة على كونها متحفا هائلا للحضارة المصرية العظيمة والمتنوعة.

البداية كانت في عام 2013، حين عثر فريق متخصص برئاسة هشام سلام، رئيس مركز علم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة على نوع جديد من الديناصورات ينتمي إلى فصيلة ” تيتانوصوريات” بالصحراء الغربية في مصر، أطلق عليه بالمناسبة اسم “المنصوراصور  شاهيناي”.

عكف المتخصصون المصريون بعناية على دراسة البقايا المتحجرة لهذا الديناصور، ولم يتم الإعلان عنه إلا في 29 يناير عام 2018 ، حين قام رئيس فريق الاكتشاف الدكتور هشام سلام إلى جانب أربعة خبراء مصريين وخمسة أمريكيين بنشر مقالة بهذا الشأن في مجلة “الطبيعة البيئية والتطور”.

رئيس الفريق العلمي المصري الدكتور هشام سلام قال في رواية للحادثة إنه كان متجها صحبة مجموعة من طلاب الدكتوراه والماجستير لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات المحلية حين عثر وأفراد المجموعة على طريق صحراوي على نتوءات جيولوجية مناسبة، لم تتم ملاحظتها من قبل. وفي صباح اليوم التالي، عاد الفريق لمسح الموقع الواسع الممتد لعدة كيلومترات، ولم يمض وقت طويل حتى اتصل به أحد الطلاب هاتفيا ليبلغه بضرورة حضوره لرؤية عدد من العظام المتحجرة التي عثر عليها.

حين ألقى نظرة على بعض العظام المتحجرة المكتشفة، خاطب الدكتور هشام سلام مجموعة الباحثين قائلا: “إذا ظهر الأمر كما أتوقع، فأسماؤكم ستدخل التاريخ”.

عاش هذا الديناصور الضخم وهو بحجم حافلة في إفريقيا منذ حوالي 80 مليون عام، في الفترة الأخيرة من عصر الديناصورات قبل أن تنقرض إثر اصطدام نيزك عملاق بما يعرف الآن بشبه جزيرة يوكاتان في أمريكا الوسطى.

الاكتشاف الفريد عبارة عن عدة أجزاء من الجمجمة وعظم العضد والأضلاع والفقرات والكتف. ويقول خبراء إن الهيكل العظمي المتحجر المكتشف يعد من بين البقايا النادرة للديناصورات الطباشيرية المتأخرة التي عاشت في إفريقيا، وهو الأكثر اكتمالا.

خلال الحقبتين التاريخيتين، الترياسية والجوراسية، جرت عملية انضمت فيها جميع القارات معا، ولكن في العصر الطباشيري، بدأت القارات في الانفصال.

وحتى الآن لا يزال من غير المعروف الطريقة التي كانت ترتبط بها إفريقيا بالقارات الأخرى، إلا أن العلماء يأملون في أن يساعد هذا الاكتشاف في تسليط الضوء على هذا الأمر.

تحليل العظام كان أظهر أن “المنصوراصور” يرتبط بشكل وثيق بالديناصورات التي عاشت في  أوروبا وآسيا أكثر من ارتباطه بديناصورات إفريقيا أو أمريكا الجنوبية.

هذا النوع الجديد من الديناصورات من عائلة “تيتانوصور”، يعد أكبر الحيوانات البرية التي عاشت على الأرض، ويصل وزن بعض أنواعها التي عاشت في أمريكا الجنوبية منذ حوالي 100 مليون سنة، إلى 70 طنا، وطولها إلى 37 مترا.

الجدير بالذكر أن هذا الاكتشاف لم يكن الوحيد، فقد عثر في الماضي على بقايا ديناصورات في مختلف مناطق مصر، إلا أن العدد الأكبر يتركز في الصحراء الغربية وفي محيط بحيرة موريس، وبمنطقة الفيوم التي تتميز ظروفها المناخية بقدرتها على حفظ بقايا الحيوانات المختلفة بما في ذلك الديناصورات.

عالم الحفريات الألماني إرنست سترومر، كان اكتشف في عام 1911 في الصحراء الغربية المصرية، أربعة أنواع من الديناصورات بما في ذلك، نوعا مفترسا يعرف باسم “سبينوصور” ويعود تاريخها جميعا إلى العصر الطباشيري، إلا أن قصف الحلفاء لمتحف ميونيخ خلال الحرب العالمية الثانية قضى على هذه الاكتشاف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى