سياسة خارجية

لماذا يرفض السيسي الرد على اتصال نتنياهو ؟ خبراء يفسرون

"الحوار غير مجدٍ مع من ينوي خرق الالتزامات الدولية وفرض الأمر الواقع انتهاكاً للسيادة المصرية"

صوت المصريين - The voice of Egyptians

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، الأربعاء، نقلا عن مصدرين مطلعين، أنه في ظل الخلافات مع مصر، تقدم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، عبر مقر الأمن الوطني، بطلب لتنسيق مكالمة بين نتنياهو والرئيس المصري لكن دون جدوى، حيث ترفض الرئاسة المصرية الرد.

يأتي ذلك وسط خلافات كبيرة مع مصر حول مسار العمل الإسرائيلي على طول محور فيلادلفي، وفق القناة.

تعبيرية من آيستوك
تعبيرية من آيستوك

مصادر كشفت لوكالات الأنباء أن تفسير الرفض المصري للرد على اتصالات نتنياهو يعني في مضمونه جملة تفسيرات واضحة وقوية ولا تحتاج لتأويل، منها أن مؤسسة الرئاسة المصرية وإزاء التصرفات التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة ورفض إنهائها، والتذرع بوسائل عديدة لإطالة أمدها، وتصريحاته حول محور صلاح الدين واتهاماته لمصر بتهريب السلاح لحماس، جعلت الرئاسة المصرية تتخذ موقفا حاسما بوقف الاتصالات مع إسرائيل ورئيس وزرائها على المستوى الرسمي، وإبقاء الاتصالات الأمنية فقط مفتوحة من أجل الوصول لحل للأزمة.

ووفق المصادر نفسها فإن رفض الرد على نتنياهو يعني أيضا رغبة مصرية في عدم التعاون معه طالما ظل على رأس حكومته، خاصة أن وجوده على رأس الحكومة يشهد انقساما حادا وقويا، ما يؤكد أن الحديث معه ليس مجديا ولن يؤتي بثماره، مضيفة أن هناك تفسيرا آخر وهو وجود بعض المعلومات حول رغبة قوية داخل الحكومة الإسرائيلية بالإطاحة بنتنياهو، ما يعزز عدم الجدوى في التواصل والتعاون مع رئيس وزراء بات بقاؤه في السلطة محل شك.

من جانبه، أكد الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي، أن رفض السيسي الرد على نتنياهو يعكس الموقف المصري الرافض لسياساته، ورسالة أخرى بأن الانتهاكات الإسرائيلية لن تمر مرور الكرام، مشيرا إلى أن موقف السيسي ضربة موجعة لنتنياهو، وتؤكد عزلة إسرائيل إقليميًا ودوليًا.

وقال مهران إن موقف السيسي يأتي انعكاسًا طبيعيًا للموقف المصري الرافض للسياسات الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية وكافة محاولات فرض الأمر الواقع، مشيرًا إلى أن مصر تؤكد باستمرار رفضها أي مساس بالسيادة الفلسطينية أو أي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين في غزة كما تلوح إسرائيل باستمرار.

وأضاف أستاذ القانون الدولي أن تصريحات نتنياهو التهديدية شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيراً إلى أن الحوار غير مجدٍ مع من ينوي خرق الالتزامات الدولية وفرض الأمر الواقع انتهاكًا للسيادة المصرية.

وأوضح مهران أن رفض السيسي الرد على اتصال نتنياهو يُعَد بمثابة رسالة أخرى قوية تعبّر عن امتعاض مصر من التصريحات الاستفزازية الأخيرة والكاذبة لمسؤولين إسرائيليين ولرئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة في ظل تهديدات الأخير بالسيطرة الأحادية على ممر فيلادلفي بمحاذاة الحدود مع قطاع غزة، كما يدل على ضعف الموقف الإسرائيلي، حيث يعكس ذلك إحراج إسرائيل وفشلها في التوصل لتفاهم مع الحليف الاستراتيجي الرئيسي في المنطقة وهو مصر.

وقال مهران إن إعلان رفض الاتصال من جانب إسرائيل نفسها، رغم ما به من إهانة، يبدو متعمدا ومقصودا لاستدرار التعاطف وخلق ضغوط شعبية ضد مصر ومواقفها المناوئة للاحتلال.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد رد على الاتهامات التي وجهها مسؤولون إسرائيليون لمصر، حول تسببها في عرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وقال إن غزة كانت تستقبل قبل الحرب 600 شاحنة يوميا يتم دخولها عبر مصر، ولكن الآن يتم دخول نحو 200 شاحنة، مشيرا إلى أن معبر رفح مفتوح طوال ساعات اليوم.

وأكد السيسي في تصريحات له خلال الاحتفال بعيد الشرطة المصرية، أمس الأربعاء، أن الإجراءات التي يتبعها الجانب الآخر -يقصد إسرائيل- هي التي تعطل دخول المساعدات، للضغط على القطاع وسكانه بسبب موضوع الرهائن.

وكانت مصر قد ردت على ادعاءات إسرائيل حول عمليات تأمين الحدود بين البلدين وتصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي التي حملت مزاعم بوجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية عبر أنفاق على الحدود.

وقال ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، إن إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفي (صلاح الدين)، في قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر، مؤكدا أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى