سياسة خارجية

الحزن يخيم على بيت لحم.. حرب غزة تطفئ أضواء كنيسة مهد المسيح

صوت المصريين - The voice of Egyptians

ألقت حرب غزة بظلالها على احتفالات كنيسة المهد هذا العام، إذ يحل الحزن والكآبة بدلًا من الاحتفالات في ساحة الكنيسة، لتُقام الاحتفالات دون ضجة ولا صخب ولا الكثير من الأضواء، كما جرت العادة.

على مدى الأعوام الماضية، ورغم الاشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال في بيت لحم المجاورة للقدس في الضفة الغربية، أقيمت الاحتفالات، لكن الصراع الحالي في قطاع غزة الواقع على بعد 50 كيلومترًا ألقى بظلال الحزن على السكان.

في الأيام الأولى من ديسمبر من كل عام، يجتمع قادة الكنيسة في بيت لحم لافتتاح موسم ما قبل عطلات عيد الميلاد، وعادة ما يكون هذا الحدث مقصدًا لكثير من الزوار، إلا أن الوضع مختلف هذا العام، حيث خلت شوارع وساحات المدينة الجبلية وصارت كئيبة، بحسب “رويترز”.

وقال الأب إبراهيم فلتس، الذي سماه البابا فرنسيس نائب حارس الأرض المقدسة، إنه حتى أيام كورونا لم تكن بيت لحم بهذا المنظر، البلاد خالية، وحل الحزن بديلًا للفرحة الكبيرة.

وتابع: الفلسطينيون يتألمون بسبب الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ في هذه الحرب المجنونة.

شجرة عيد الميلاد

ولم يتم نصب شجرة عيد الميلاد، في ساحة كنيسة المهد، للمرة الأولى في ذاكرة كثير من السكان، إذ استعدت الكنيسة لإقامة خدمات دينية من دون مظاهر احتفالية.

وفي هذا الصدد قال حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون “سنحتفل برصانة ومن دون ضجة أو كثير من الأضواء، وبطريقة روحانية أكثر”.

ووصل موكب باتون، أمس السبت، إلى مدينة بيت لحم قادماً من مدينة القدس، لبدء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، إلى جانب الاحتفال بعيد ميلاد القديسة كاترينا الرعوية شفيعة “اللاتين”، والذي يوافق اليوم الأحد.

القرع على الطبول

ولم تقرع الفرق الكشفية الأربع التي تقدمت الموقف على الطبول، كما جرت العادة، بسبب العدوان على غزة.

وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، إن بيت لحم حزينة بسبب ما تشهده غزة من عدوان، لذا اتخذ المجلس البلدي قرارًا باقتصار أعياد الميلاد المجيدة على الشعائر الدينية، بجانب تعظيم فعاليات لإيصال رسائل احتجاجية؛ رفضًا للعدوان على الفلسطينيين في الضفة وغزة.

موقع ولادة يسوع

ويقع مكان ولادة المسيح “كنيسة المهد”، ومسار الحجاج على بعد قرابة 10 كيلومترات من مدينة القدس، وقد بنيت الكنيسة الأولى في المكان الذي يُعتقد منذ القرن الثاني، بأنه موقع ولادة يسوع المسيح، بحسب “اليونسكو”.

وبنيت الكنيسة الأولى، عام 339 ثم تعرضت للحريق، وقد حافظ البناء الذي أعيد تشييده والقائم حتى الآن، على بقايا الفسيفساء الأصلية ويشمل الموقع أيضًا كنائس وأديرة تابعة للطوائف المسيحية اليونانية الأرثوذكسية والكاثوليكية الفرنسيسكانية والأرمنية، بالإضافة إلى عدد من الكنائس والأجراس والحدائق المتنوعة والأبنية التاريخية الممتدّة على طول مسار الحجاج.

وتعتبر كنيسة المهد من أقدم كنائس فلسطين والعالم أجمع، وتُقام فيها الطقوس الدينية بانتظام منذ مطلع القرن السادس الميلادي وحتى الآن، منذ أن شيد الإمبراطور الروماني يوستنيان، وتستقطب الزوار والسياح من مُختلف دول العالم لأهميتها وقدمها التاريخي والثقافي.

وكانت كنيسة المهد هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي، حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية، وكان ذلك استجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقيه عام 325 للميلاد، بحسب موقع “بلدية بيت لحم”.

وفي عام 529 دمر السامريون، ويعتقد أنهم جماعة من اليهود ينسبون إلى عاصمتهم القديمة السامرة، بعض أجزاء من الكنيسة، وبعد ذلك أعاد الإمبراطور “جستنيان” بناءها على نفس موقعها القديم، ولكن بمساحة أكبر، وكان ذلك في عام 535 م.

وتعرضت كنيسة المهد للهدم من قبل الفرس عام 614 م، وقت أن كانت الحرب دائرة بينهم وبين الرومان، لكنهم أبقوا على بعض مباني الكنيسة عندما شاهدوا نماذج من الفن الفارسي الساساني على أعمدة وجدران الكنسية.

وتعرضت للاعتداءات كذلك في العصر الإسلامي، وخاصة في فترات الحروب الصليبية، إذ انتزعها واحتلها الصليبيون حيث وجدوا في مظهرها وعمارتها الخارجية الشبيهة بالحصون والقلاع مكانًا مناسبًا لإدارة معاركهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى