منوعات

الدكتور سيد أبو بكر رسولي.. أحد الأبطال الذين تقوم علي أكتافهم مواجهة الطوارئ في أفغانستان

مسؤول الطوارئ الصحية ومدير الأحداث، خلال العملية الطارئة للاستجابة لزلزال هرات في أفغانستان

صوت المصريين - The voice of Egyptians
احتفت منظمة الصحة العالمية بأحد الأبطال العاملين خلال الاستجابة لزلزال هرات في أفغانستان وهو الدكتور سيد أبو بكر رسولي، مسؤول الطوارئ الصحية ومدير الأحداث، خلال عملية المنظمة الطارئة للاستجابة لزلزال هرات، أفغانستان.
يسرد الدكتور سيد أبو بكر رسولي أحداث ذلك اليوم كما يتذكره جيداً، فيقول: “كانت الساعة قد تجاوزت 11 صباحًا بقليل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في أفغانستان وكعادتي في عطلة نهاية الأسبوع، كنت مسترخيًا في المنزل بمقاطعة هرات. وفجأة، شعرت بزلزال قوي.
كان الزلزال أقوى من المعتاد مما دفع جميع أفراد أسرتي إلى القفز فورًا ليهرعوا إلى الخارج.
اتصلت فورًا بالمستشفى الإقليمي في مدينة هرات، وهو أكبر مستشفى في المنطقة الغربية بأكملها، الذي يلجأ إليه عادةً معظم المصابين للعلاج في حالات الطوارئ. أخبرتني إدارة المستشفى أن بعض المصابين قد حُجزوا في المستشفى بالفعل للعلاج.
بادرت بالتحقق من كفاية مخزوننا من الأدوية، ثم طلبت من أمين مخزن المنظمة أن يزود المستشفى الإقليمي بما يلزمها، ثم هرعت مسرعًا إلى هناك بملابسي المنزلية، تاركًا أسرتي في الشارع.
فبصفتي مهنيًا صحيًا ومن المختصين بالعمل الإنساني، كان عليّ الاختيار بين أسرتي والمرضى.
وقد اخترت المرضى لأنهم كانوا أكثر حاجة لي في تلك اللحظة.
وفي المستشفى، بدأت أتلقى تقارير رسمية وغير رسمية تفيد بأن مقاطعة زندا جان، التي تبعد 45 كيلومتراً تقريبًا عن مركز هرات، قد دُمرت بالكامل.
وبحلول نهاية ذلك اليوم الأول بعد الزلزال، وصل أكثر من 500 جريح إلى المستشفى الإقليمي، ونُقل أكثر من 120 جثمان إليها. وتحولت كل حدائق المستشفى إلى عنابر مؤقتة.
وفي المساء، كان العديد من الأفراد والمنظمات في المستشفى لتوزيع الطعام والبطاطين على المرضى والقائمين على رعايتهم.
وكان ذلك المنظر مطمئنًا جدًا، فقد كنا كلنا يدًا واحدة.
كان هناك تراحم ومساعدة من الجميع. وظللت في المستشفى مع الأطباء والزملاء حتى منتصف الليل لأطمئن على تقديم الرعاية إلى جميع المرضى.
وفي اليوم التالي، توجهت إلى المناطق المتضررة.
وجدت الناس من كل حدب وصوب يندفعون نحو تلك المناطق ومعهم الفؤوس والمعاول لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض وإخراج المتوفين.
لم أصدق عيني! كانت قرى بأكملها قد تحولت إلى تراب. شعرت بخوار قوتي، ولم أعد أقوى على الوقوف. كنت أحتاج إلى الجلوس كل بضع دقائق لاستعادة بعض من قوتي. كان الدمار يفوق الخيال.
ولكني مدير الأحداث في منظمة الصحة العالمية، ومسؤولياتي فرضت علي بذل كل ما في وسعي لدعم الآخرين. أخذت بعض الزملاء معي إلى المنزل حتى نستمد بعض القوة من الصحبة. ساعد كل واحد منا الآخر ليرفع من روحه المعنوية ويعزز حالته النفسية. كل واحد من زملائي كان بجانب المتضررين الذين يحتاجون إليه.
منذ اللحظات الأولى بعد الزلزال، أدركت أن أهلي في موقع الزلزال يحتاجونني، وكان علي أن أكون هناك معهم. لقد عانى بلدي وأهلي كثيرًا، وبصفتي من القائمين على العمل الإنساني، فإن مسؤوليتي الأساسية هي أن أفعل كل ما بوسعي من أجلهم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى