البنك الدولي يحذر من ارتفاع النفط إلى 150 دولارا للبرميل مع التصعيد في غزة
حذر البنك الدولي من أن تصعيد الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية إلى صراع على مستوى الشرق الأوسط، من شأنه أن يعطل إمدادات النفط، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتوقع البنك في تقرير له، أن أسعار النفط قد ترتفع إلى مستوى قياسي يتجاوز 150 دولارا للبرميل، إذا أدت الحرب بين إسرائيل و”حماس” إلى تكرار الصراع الشامل الذي شهده الشرق الأوسط قبل 50 عامًا.
وفي أول تقييم رئيسي للمخاطر الاقتصادية لتصعيد الحرب خارج حدود غزة، قال البنك الدولي إن هناك خطر دخول تكلفة النفط الخام إلى “مياه مجهولة”.
وقال تقرير البنك الدولي إن “سيناريو “الاضطراب الكبير” المماثل لحظر النفط العربي على الغرب في عام 1973، من شأنه أن يخلق نقصًا في الإمدادات، قد يؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط من نحو 90 دولارا إلى ما بين 140 إلى 157 دولارا”.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، إنديرميت جيل، إن “الصراع الأخير في الشرق الأوسط يأتي في أعقاب أكبر صدمة لأسواق السلع الأساسية منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي الأزمة الأوكرانية، وكان لذلك آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا”.
وتابع: “يجب على صناع السياسات أن يكونوا يقظين، وإذا تصاعد الصراع، فإن الاقتصاد العالمي سيواجه صدمة طاقة مزدوجة للمرة الأولى منذ عقود من الزمن، ليس فقط من الأزمة الأوكرانية، ولكن أيضا من الشرق الأوسط”.
وأشار البنك في أحدث توقعاته لأسواق السلع الأساسية، إلى أن “الصدمة التي سيتعرّض لها الاقتصاد العالمي لن تقتصر على تكاليف الطاقة، ولكنها ستؤدي أيضا إلى معاناة مئات الملايين من الجوع نتيجة لارتفاع أسعار المواد الغذائية”.
وفيما لفت البنك الدولي في تقييمه، إلى أن الحرب بين إسرائيل و”حماس” لم يكن لها تأثير يذكر على أسعار السلع الأساسية حتى الآن، وذلك مع ارتفاع أسعار النفط بنحو 6%، إلا أن السلع الزراعية والمعادن الصناعية والسلع الأخرى “لم تتحرك إلا بالكاد”.
وأضاف أن “التوقعات المستقبلية لأسعار السلع الأساسية ستزداد قتامة بسرعة إذا تصاعد الصراع”.
وبموجب توقعات البنك الدولي الأساسية، سيبلغ متوسط أسعار النفط 90 دولارا للبرميل في الربع الحالي، قبل أن تنخفض إلى متوسط 81 دولارا للبرميل العام المقبل 2024، مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
– سيناريو “التعطيل البسيط”: سيتم تخفيض إمدادات النفط العالمية بمقدار 500 ألف إلى 2 مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل تقريبا الانخفاض الذي شهدناه خلال الحرب الأهلية الليبية في عام 2011، وسوف يرتفع سعر النفط إلى نطاق يتراوح بين 93 إلى 102 دولار للبرميل، وفقا للبنك.
– سيناريو “التعطيل المتوسط”: يعادل تقريبا حرب العراق في عام 2003، إذ ستنخفض إمدادات النفط العالمية بمقدار 3 ملايين إلى 5 ملايين للبرميل يوميا، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بنسبة 21% إلى 35% في البداية، لتتراوح بين 109 و121 دولارا للبرميل.
– سيناريو “اضطراب كبير”: مشابه للإجراء الذي تم اتخاذه خلال حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، والذي تقلصت فيه إمدادات النفط العالمية بمقدار 6 ملايين إلى 8 ملايين برميل يوميا، ما أدى إلى زيادة بنسبة 56% إلى 75% في الأسعار، إلى ما بين 140 دولار و157 دولار للبرميل.