الأمازون ينافس نيل مصر علي لقب أطول نهر بالعالم.. هل سينجح الباحثون؟
نهر النيل هو أطول نهر في العالم هذا ما اتفقت عليه التاريخ والجغرافيا والموسوعة البريطانية وموسوعة جينيس للأرقام القياسية، إلا أن عدد من الباحثين يسعون لإثبات أن نهر الأمازون هي أطول نهر حيث سيتم تغيير نقطة بداية الأمازون بما يعطي الباحثين مجالا لقياس أطول للأمازون.
ينبع الخلاف في هذه الفرضية حول طول المدة والمكان الذي تبدأ منه منطقة الأمازون. في حين قامت الموسوعة البريطانية وآخرون بقياس النهر تقليديًا على أنه يبدأ من منابع نهر أبوريماك، في جنوب بيرو.
قال المستكشف الأميركي جيمس روكي كونتوس إنه اكتشف مصدرًا أبعد للنهر – نهر مانتارو. نهر، في شمال بيرو ، وأضاف :”كنت على علم بأن المصدر الأبعد لنهر الأمازون يعتبر نهر أبوريماك، ولكن عندما كنت أجمع كل المعلومات – الخرائط، والرسوم البيانية الهيدروغرافية، وما إلى ذلك – استعدادًا لرحلتي إلى بيرو، أدركت أنه يبدو أن هناك نهرًا آخر.
ويقول: “إن اكتشاف المصدر الجديد يضيف 77 كيلومترًا (48 ميلًا) إلى طول منطقة الأمازون مقارنة بالمصدر الذي تم بحثه سابقًا”.
من جانبه، يقول يوري سانادا الذي يرأس أيضاً شركة الإنتاج السمعي البصري “أفنتوراس برودوسويس” إن النتائج التي توصل إليها كونتوس تقدم لفريق البعثة “ذريعة للتواجد هناك”، موضحًا أنه في حين أن رسم خرائط للنهر هو هدفها الظاهري، فإن البعثة لديها أهداف أكبر تتمثل في التوثيق الكامل وتسليط الضوء عالميًا على التنوع البيولوجي الغني في منطقة غابات الأمازون المطيرة – وحاجة المجتمع العالمي إلى العمل معًا للمساعدة في الحفاظ عليه.
ومن المقرر أن يمتد مسار البعثة المخطط له والذي يبلغ طوله 7000 كيلومتر (4350 ميلًا) على مسار نهر الأمازون عبر بيرو وكولومبيا والبرازيل، بدءًا من مصدره المزعوم حديثًا في مانتارو، في أعماق جبال الأنديز في بيرو.
سيتم الإبحار في مياه مانتارو البيضاء في رحلة استكشافية للتجديف بقيادة كونتوس. وبمجرد أن يلتقي نهر مانتارو بنهر إيني، سيبدأ الجزء الأطول من الرحلة على متن ثلاثة قوارب مصممة خصيصًا تعمل بالطاقة الشمسية والقوارب التي تعمل بالدواسة والتي ستتبع ما تبقى من نهر الأمازون إلى المحيط الأطلسي، على الساحل البرازيلي.
يقول سانادا إنه في أوائل عام 2025، ستكون هناك رحلة استكشافية ثانوية تبدأ من نهر أبوريماك في بيرو، المصدر المقبول تقليديًا لنهر الأمازون، مما سيسمح بإجراء مجموعة ثانية من القياسات. يقال إن هذا الجزء سيرافقه المستكشف الفرنسي سيلين كوستو (حفيدة عالم المحيطات الشهير جاك كوستو) عبر ركوب الخيل على طول ضفاف النهر.
ويشرف سانادا حاليًا على فريق يضم حوالي 50 متعاونًا في المشروع من جميع أنحاء الأميركتين وأوروبا.
حصلت البعثة بالفعل على بعض الشراكات المرموقة: دعم من Explorers Club، وصفقة IMAX لإنتاج فيلم ذي صلة، ومهمة لإنتاج خريطة جديدة لنهر الأمازون لجامعة هارفارد.
وفي حال نجاح الرحلة الاستكشافية، يمكن تكرارها على نهر النيل، كما يؤكد يوري سانادا الذي يدرك أن الخلاف قد لا يُحل أبداً.