وزراء الثقافة في العالم الإسلامي يناقشون خطورة تزوير الكتب
وزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي يناقشون خطورة تزوير الكتب ، حيث عقدت تحت رعاية السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – أمير دولة قطر، أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي في الدوحة يومي 25و26 سبتمبر / أيلول 2023م، والذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وتستضيفه دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة، تحت شعار “نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي”، بحضور عدد كبير من وزراء الشؤون الثقافية ووفود الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وممثلي مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجالات الثقافية والتراثية، لمناقشة تجديد العمل الثقافي المشترك، وسبل تعزيز وتطوير التعاون بين دول العالم الإسلامي في هذا الشأن.
وتأتي استضافة دولة قطر لأعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي تتويجًا لنجاح أنشطة الاحتفاء بالدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار «ثقافتنا نور»، ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.
وقد تم توجيه دعوة رسمية لاتحاد الناشرين العرب للحضور والمشاركة في أعمال المؤتمر، وقد حضر وفدًا من الاتحاد برئاسة الأستاذ محمد رشاد رئيس الاتحاد، وبحضور نائب الرئيس الأستاذ إبراهيم السيد والأمين العام الأستاذ بشار شبارو، وقد حضر الأستاذ محمد شيل عضو مجلس الإدارة ضمن وفد الصومال.
أيضًا تم إجراء عدة مقابلات مع بعض وزراء الثقافة ممن حضروا المؤتمر منهم: معالي وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة هيفاء النجار، معالي وزيرة الثقافة التونسية الدكتورة حياة القرمازي، معالي الوزير الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة القطري، معالي وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف ومعالي الأمين العام الدكتور سالم بن محمد المالك الأمين العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
وقد ألقى الأستاذ محمد رشاد كلمة بالمؤتمر أعرب فيها عن سعادته للمشاركة في المؤتمر كرئيسًا لاتحاد الناشرين العرب وأن هذه الدعوة تُعَدّ نقلةً نوعيةً في اهتمام الإيسيسكو بصناعة الكتاب في العالم الإسلامي، وأنها جاءت لتجدد لدينا حرصنا على التواصل مع كثير من الدول الإسلامية، وقد استعرض رئيس الاتحاد في كلمته أيضًا عدد من القضايا والمقترحات، ومنها:
تبنى الإيسيسكو إنشاء رابطة للناشرين في دول العالم الإسلامي.
تصاعد حدة تزوير الكتاب في دول العالم الإسلامي خاصة في الصيغ الرقمية، مما يتسبب في فقدان الكتاب دوره في التنمية الثقافية والاقتصادية للعديد من الدول.
ضرورة إدراج معرض للكتاب ضمن فعاليات عواصم الثقافة الإسلامية تُدعى إليه دور النشر في دول العالم الإسلامي.
ضرورة وضع خطط لتنمية صناعة النشر في دول العالم الإسلامي، وذلك ما دفع اتحاد الناشرين العرب إلى بناء خطط متعددة للنهوض بهذه الصناعة أبرزها خطة لتنمية صناعة النشر في عدد من الدول ستطبق بصورة مبدئية على كل من: موريتانيا، الصومال، جيبوتي وجزر القمر، ويمكن ضم عدد آخر من الدول.
افتقاد القدرات التسويقية للكتاب لجمهور يمتد من إندونيسيا للمغرب، فضلاً عن عدم تنظيم حقوق نقل الملكية الفكرية للكتب، وهو ما يحفز نمو صناعة النشر عربيًا.
المطالبة بالمزيد من التنسيق، في ظل عدم وجود قاعدة بيانات لحركة النشر في دول العالم الإسلامي، والذي يجعل من الصعب علينا بناء تصورات واضحة حول واقع النشر في دول العالم الإسلامي ومستقبله.
بناء أسس لعلاقات قوية بين الاتحادات الوطنية للناشرين مما يجعل فرص تبادل البيانات والشراكات متاحة، والرغبة في إدراج العديد من برامج الأبحاث والدراسات على قائمة أنشطة الإيسيسكو، بما يساهم في تقليص الهوة المعلوماتية وبناء الشراكات بين الناشرين في دول العالم الإسلامي.
وقد اختتم المؤتمر أعماله بإصدار إعلان “الدوحة حول تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي”، وتضمن الإعلان عدة توصيات في مجالات تجديد العمل الثقافي، وحماية التراث وتثمينه في العالم الإسلامي، وتعزيز دور الاقتصاد الثقافي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية ومواكبتها..
فقد تم اعتماد وثيقة آليات تطوير برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، حيث تضمنت مقاربة جديدة لاختيار عواصم الثقافة، والتي تضمنت أسماء المدن المقرر الاحتفاء بها ضمن البرنامج خلال الأعوام المقبلة وهي: شوشة بجمهورية أذربيجان لعام 2024، وسمرقند بجمهورية أوزبكستان لعام 2025، والخليل بدولة فلسطين، وأبيدجان بجمهورية الكوت ديفوار لعام 2026، وسيوة بجمهورية مصر العربية لعام 2027، ولوسيل بدولة قطر لعام 2030.
كما أشاد إعلان الدوحة بمبادرات الإيسيسكو في مجالات حماية التراث وحفظه وتثمنيه، وتعميم آليات الاقتصاد الثقافي واستراتيجياته وإرساء مفهوم الاقتصاد البنفسجي والسوق الثقافية المستدامة، وتوحيد المؤشرات الثقافية في العالم الإسلامي وتطويرها، وأعلن دعمه مبادرة المنظمة لتخصيص هدف إنمائي ثامن عشر يضاف إلى الأهداف الإنمائية للمجتمع الدولي لعام 2030، لتعزيز دور الثقافة في التنمية.
ورحب الإعلان بمبادرتي المملكة العربية السعودية بشأن إطلاق مشروع “مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي” بالشراكة مع الإيسيسكو، ومشروع برنامج “دروب الحج” الذي سيتم إطلاقة بالتعاون بين وزارة الثقافة السعودية والإيسيسكو واللجنة الوطنية السعودية.
وأصدر المؤتمر بيانًا تضامنيًا مع المملكة المغربية وليبيا في مواجهة آثار زلزال الحوز والعاصفة دانيال، مؤكدين استعداد الدول المشاركة لتوفير كافة الإمكانات والمساعدات اللازمة للدولتين.
كما رفع المؤتمر برقية شكر لصاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على استضافة الدوحة لهذا المؤتمر، وتوفير كافة الإمكانيات والوسائل والتسهيلات اللازمة لإنجاحه.
فكل الشكر لدولة قطر على استضافة الدورة الحالية للمؤتمر، وتوفيرها جميع الإمكانات اللازمة لكي يخرج المؤتمر بأبهى صورة، والشكر موصول أيضًا للإيسيسكو على نجاحها في الإعداد للمؤتمر، وجهودها في دعم وتجديد العمل الثقافي بدولها الأعضاء من خلال برامجها ومبادراتها المبتكرة، مع تمنياتنا بتنفيذ ما تم إقراره في المؤتمر من برامج ومشاريع ورؤى.