الاحتجاجات السورية تدخل أسبوعها الثاني مع المطالبة برحيل الأسد
كتبت آلاء البدري
استمرت موجة الاحتجاجات والإضرابات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية للأسبوع الثاني مع عدم خوف المتظاهرين على نحو متزايد من المطالبة بإطاحة الرئيس بشار الأسد
تجمع محتجون في مدينة السويداء جنوب البلاد وأغلقوا طرق المحافظة وظلت محافظة السويداء تحت سيطرة الحكومة منذ الانتفاضة السورية عام 2011 وهي موطن لكثير من الأقلية الدرزية في البلاد وأظهر مقطع فيديو نشرته منظمة السويداء 24 التي يقودها الناشطون عدة مئات من الأشخاص مجتمعين في ساحة مركزية يلوحون بالأعلام الدرزية ويهتفون تحيا سورية ويسقط بشار الأسد وأظهر مقطع فيديو آخر متداول عبر الإنترنت ناشطين يهتفون بعد أن أغلق اللحام أبواب فرع لحزب البعث الحاكم في بلدة الملح شرق محافظة السويداء
وأوضح أحد المتظاهرين أنهم استهدفوا المبنى لدوره في قمع الاحتجاجات السابقة المطالبة بزيادة الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء ثم وجه صرخاته نحو الرئيس السوري الذي عمل على القضاء على كل معارضة منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكمه لأول مرة في عام 2011 وقال من الملح نناديك يا بشار الأسد نقول ارحل لا نريدك وسوف تسقط وأضاف أمامك خياران إما أن تغادر بكرامتك أو أن مصيرك الموت
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات التي أثارها ارتفاع أسعار الوقود والغضب من الفساد الاقتصادي وسوء الإدارة إلى مظاهرات مناهضة للحكومة بما في ذلك دعوات متكررة الأسد للرحيل وتزايدت المظاهرات بشكل مطرد في جميع أنحاء جنوب سورية وفي السويداء حمل الناس لافتات تشير إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بتشكيل حكومة انتقالية أو يدعو إلى إطلاق سراح الآلاف الذين اختفوا قسرا على يد أجهزة الأمن السورية منذ أن اجتاحت الاحتجاجات البلاد لأول مرة قبل 12 عاما لم تشهد السويداء إضراباً وحركةً مدنية كهذه من قبل الشعب لا يريد الإصلاحات وقال ريان معروف، رئيس السويداء 24 هذا النظام غير قادر على توفير أي من احتياجات الناس واضاف قد أيقظت هذه الاحتجاجات الأمل لدى السوريين مطالبهم واضحة ولا أحد يطالب بمطالب اقتصادية كما احتج الناس في السويداء خلال السنوات القليلة الماضية ولم يتغير شيء وشدد معروف على أن الاحتجاجات المتجددة كانت بسبب دعوات للتغيير السياسي وليس المظالم الاقتصادية التي شهدت احتجاجات أصغر في السويداء في السنوات السابقة
وتمثل المظاهرات في المناطق ذات الأغلبية الدرزية والتي حظيت بدعم رجال الدين المحليين ومجموعات أخرى في المنطقة مثل البدو ضربة أخرى لنظام الأسد الذي طالما روج لدفاعه عن الأقليات في البلاد
وصلت الليرة السورية إلى أدنى مستوياتها التاريخية طوال فصل الصيف حيث انخفضت إلى ما يقرب من 15000 مقابل الدولار في السوق السوداء حيث انخفضت قيمتها ثلاثة أضعاف منذ قيمتها في أواخر العام الماضي وتواصل الحكومة رفع الأجور وسط خطة إعادة هيكلة مكلفة لدعم السلع الأساسية بما في ذلك الخبز والبنزين وقالت الأمم المتحدة في يونيو إن الصراع المستمر منذ 12 عاما في سوريا دفع 90 بالمئة من سكانها المتبقين إلى ما فوق خط الفقر وسط ارتفاع تكاليف الغذاء وانقطاع الكهرباء والوقود
وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الأسد للإشراف على العودة إلى جامعة الدول العربية وإعادة العلاقات مع خصومه السابقين في الخليج إلا أن سيطرته على الأراضي السورية لا تزال ممزقة وتستمر الأزمة الاقتصادية العميقة ولم تعلق الحكومة إلا قليلاً على الاحتجاجات باستثناء رئيس المصالحة في الولاية عمر رحمون الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي متهماً المتظاهرين بالعمل كقناة للجماعات المتطرفة وألقت دمشق باللوم في انهيار اقتصادها على العقوبات الغربية التي تزايدت بعد توثيق جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد فضلا عن دوره في تجارة المخدرات الإقليمية وقال معروف إن الاحتجاجات تظهر أن جهود الأسد للسيطرة على البلاد لم تفعل الكثير لتهدئة الغضب الشعبي حتى في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والناس يريدون حكومة عادلة ونظام الأسد غير قادر على منح شعبه ذلك ومهما فعل هذا النظام فلن يكون كافيا لشعبه ويعتقد العالم أن بشار الأسد قد انتصر بعد إعادة انضمامه إلى الجامعة العربية لكن أولئك الموجودين على الأرض هم الذين يقررون ما إذا كان حاكماً شرعياً أم لا