منتجعات التزلج الأوروبية تعاني من ندرة الثلوج
كتبت آلاء البدري
وجد تحليل شامل أن اشهر منتجعات للتزلج في أوروبا ستعاني من ندرة الثلوج كل عامين مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين وهو يثير التساؤلات حول ما إذا كان لمثل هذه المنتجعات مستقبل مع اشتداد أزمة المناخ وأخذت الدراسة في الاعتبار صنع الثلج الاصطناعي والذي بدونه لن تتساقط الثلوج في نصف المنتجعات كل عامين عند درجة حرارة درجتين مئويتين وتعني الإجراءات والسياسات الحالية أن العالم يسير على الطريق الصحيح نحو 2.7 درجة مئوية من الاحتباس الحراري
وقام الباحثون أيضًا بفحص تأثير سياحة التزلج على المناخ ووجدوا أن صناعة الثلج الاصطناعي ساهمت بنسبة 2٪ فقط من إجمالي الانبعاثات وكانت الرحلات الجوية السياحية إلى المنتجعات وأماكن الإقامة هي الأسباب الرئيسية للانبعاثات ووجدت الدراسة أن صنع الثلج الاصطناعي في بعض المنتجعات في جبال الألب ودول الشمال وتركيا يمكن أن يعوض النقص في الثلوج مع ارتفاع حرارة المناخ ولكن من غير المرجح أن يساعد صنع الثلج في المنتجعات في بريطانيا وجنوب أوروبا حيث يصبح الطقس في كثير من الأحيان دافئاً إلى الحد الذي لا يسمح بتكوين الثلج في المقام الأول وإلا فإن الثلج الذي يمكن تصنيعه سوف يذوب بسرعة كبيرة
تستضيف صناعة التزلج الأوروبية التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار (23.8 مليار جنيه استرليني) 80٪ من المنتجعات العالمية، مع أكثر من مليون زيارة يومية سنويًا و كان موسم التزلج الأخير سيئًا حيث أدى الطقس الشتوي الدافئ الذي حطم الأرقام القياسية إلى إغلاق منحدرات التزلج من شامونيكس في فرنسا إلى إنسبروك في النمسا وقال الدكتور صامويل مورين عالم الأبحاث في Météo-France والمركز الوطني للبحوث العلمية في تولوز وغرونوبل إن سياحة التزلج هي قضية متخصصة في مواجهة تغير المناخ ولكن من وجهة نظر الأشخاص الذين يعيشون في الجبال ويصنعون من المهم جدًا أن نفهم حقًا إلى أي مدى يهدد تغير المناخ هذا النشاط وأن نأخذ في الاعتبار تأثير هذا النشاط على المناخ
وقال البروفيسور بول بيترز من جامعة بريدا في هولندا والذي لم يشارك في البحث تقدم الدراسة مدخلات مفصلة لصانعي السياسات والمستثمرين وقطاع السياحة وتشجعهم على إعادة النظر فيما إذا كان من الحكمة الحفاظ على الاعتماد الكبير على السياحة الشتوية في مناطق معينة واستخدمت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Climate Change، بيانات ونماذج لتقييم الغطاء الثلجي في 2234 منتجعًا من أيسلندا إلى تركيا في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين وأربع درجات مئوية وفي الحالة القصوى لدرجات الحرارة الرابعة فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع المنتجعات ستعاني من ندرة الثلوج كل عامين حتى مع صنع الثلج وتم تعريف الثلوج النادرة على أنها أفقر تغطية شوهدت في المتوسط كل خمس سنوات بين عامي 1961 و1990 وافترض الباحثون أن الثلج الاصطناعي تم استخدامه لتغطية 50% من مسارات التزلج في المنتجع وهو أمر غير معتاد في المنتجعات ولم ينشر الباحثون بيانات خاصة بكل منتجع في الدراسة حيث تؤثر العوامل المحلية على قابليته للاستمرار مثل توفر الأنشطة السياحية الأخرى مثل مسارات المشي لمسافات طويلة
وقال مورين إنه في حين أن الطاقة اللازمة لإنشاء ثلج صناعي يمكن أن تؤدي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلا أنها قد تؤدي إلى انخفاض إجمالي الانبعاثات إذا كانت مناطق التزلج المفتوحة في أوروبا تعني أن المتزلجين لن يسافروا إلى قارات أخرى بحثًا عن الثلج وخلص العلماء إلى أن التوصل إلى تخفيضات قوية في انبعاثات الغازات الدفيئة لسياحة التزلج سيعتمد بشكل أساسي على تخفيضات هائلة في البصمة الكربونية لوسائل النقل والإقامة وقدر الباحثون أن زيادة صناعة الثلوج من شأنها أن تزيد الطلب على المياه في المنتجعات بنحو 20% في المتوسط مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، وهو ما قد يمثل تحديًا في بعض الأماكن وليس في أماكن أخرى وفي فبراير حث أكثر من 200 متزلج محترف الهيئة الإدارية للرياضة على اتخاذ إجراءات مناخية على سبيل المثال من خلال تغيير جداول السباق لمنع الرياضيين من الاضطرار إلى الطيران عبر المحيط الأطلسي عدة مرات خلال الموسم