هبوط مركبة فضائية هندية بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في أول تجربة تاريخية
كتبت : آلاء البدرى
أصبحت الهند أول دولة تنجح في هبوط مركبة فضائية بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في لحظة تاريخية أثارت هتافات المشاهدين في جميع أنحاء البلاد وقال سريدارا بانيكر سوماناث رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية بينما هبطت مركبة الهبوط فيكرام التابعة للمركبة الفضائية تشاندرايان 3 بعد وقت قصير من الساعة 6 مساء (1230 بتوقيت جرينتش) بالقرب من القطب الجنوبي للقمر الذي لم يتم استكشافه إلا قليلا الهند على القمر الأول لأي برنامج فضائي
ويمثل الهبوط الناجح ظهور الهند كقوة فضائية حيث تتطلع الحكومة إلى تحفيز الاستثمار في عمليات الإطلاق الفضائية الخاصة والأعمال التجارية ذات الصلة بالأقمار الصناعية
كان الناس في جميع أنحاء البلاد ملتصقين بشاشات التلفزيون مع اقتراب المركبة الفضائية من المنطقة التي يعتقد العلماء أنها يمكن أن تحتوي على احتياطيات حيوية من المياه المجمدة والعناصر الثمينة وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي شوهد وهو يلوح بالعلم الهندي أثناء مشاهدته عملية الهبوط من جنوب أفريقيا حيث يحضر قمة البريكس هذه صرخة انتصار للهند الجديدة إننا نشهد التاريخ
اجتاحت موجة من الإثارة العصبية الهنود في الأيام الأخيرة مع اقتراب موعد الهبوط المقرر وأقامت المعابد والمساجد صلوات خاصة من أجل الهبوط الآمن وعلى ضفاف نهر الجانج في فاراناسي بارك الرهبان الهندوس البعثة وفجروا قذائف المحار
وفي حفلات الشوارع مساء الأربعاء احتفل الهنود بالانتصار المزدوج لكونهم أول من يهبط على القطب الجنوبي ورابع يهبط على القمر وفي الدقائق القليلة الأخيرة قبل الهبوط نفذت مركبة الهبوط مناورة معقدة حيث تباطأت سرعتها من 3730 ميلاً في الساعة إلى ما يقرب من الصفر وتحولت من الوضع الأفقي إلى الوضع الرأسي وكان الميل والدفع الصحيحان في هذه اللحظة أمرًا حيويًا إذا تم استخدام الكثير من القوة لكانت المركبة قد انقلبت قوة قليلة جدًا وربما ضربت سطح القمر في المكان الخطأ
لقد كانت هذه المناورة النهائية هي التي حدثت بشكل خاطئ في الدقائق القليلة الأخيرة من مهمة الهند الأخيرة للقمر في عام 2019 عندما فشلت مركبة الهبوط في تغيير موقعها واندفعت نحو السطح خلال مرحلة الكبح النهائية وانطلقت “شاندرايان-3 مركبة القمر باللغة السنسكريتية من منصة الإطلاق في سريهاريكوتا بجنوب الهند في 14 يوليو واستغرقت وقتًا أطول بكثير للوصول إلى القمر مقارنةً بمهام أبولو في الستينيات والسبعينيات
وتستخدم الهند صواريخ أقل قوة بكثير مما استخدمته الولايات المتحدة في ذلك الوقت وبدلاً من ذلك دار المسبار حول الأرض عدة مرات لاكتساب السرعة قبل الشروع في مساره القمري الذي يستمر لمدة شهر إذ سارت الأمور كما هو مخطط لها فسوف تخرج مركبة جوالة تسمى براغيان وهي الكلمة السنسكريتية التي تعني الحكمة من بطن مركبة الهبوط على منحدر ثم تتجول حول سطح القمر لمدة أسبوعين وقد تم تصميمه لالتقاط الصور وإجراء التجارب حول جيولوجيا الأرض وأصولها والتحقيق في وجود الجليد المائي
وإذا تم العثور على الجليد المائي بكميات كبيرة فقد يسمح لبعثات الطاقم المستقبلية بإنشاء قاعدة هناك حيث يمكن استخدامه لاستخراج الأكسجين والوقود ويعتقد بعض العلماء أن القطب الجنوبي المخفي عن رؤية الأرض والمليء بالحفر والخنادق قد يكون الموقع الواعد لقاعدة مستقبلية
ويأتي هبوط الهند الناجح بعد أيام من إعلان روسيا أن أول مهمة لها على القمر منذ 47 عاما، والتي استهدفت أيضا القطب الجنوبي قد فشلت بعد أن خرجت المركبة الفضائية لونا-25 عن السيطرة وتحطمت وأرجع رئيس شركة الفضاء الروسية روسكوزموس التي تسيطر عليها الدولة الفشل إلى نقص الخبرة بسبب التوقف الطويل في الأبحاث القمرية التي أعقبت آخر مهمة سوفيتية إلى القمر في عام 1976وحقق الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة والصين بالفعل هبوطاً سلساً على سطح القمر ولكن في منطقة أخرى بالقرب من خط استواء القمر.
ومع بروز الهند المسلحة نووياً كخامس أكبر اقتصاد في العالم في العام الماضي فإن حكومة مودي القومية حريصة على إظهار مكانة البلاد المتصاعدة كقوة تكنولوجية وفضائية وتتوافق مهمة القمر الناجحة مع صورة مودي للهند الصاعدة التي تؤكد مكانتها بين النخبة العالمية وستساعد في تعزيز شعبيته قبل الانتخابات العامة الحاسمة العام المقبل
وارتفعت توقعات الهبوط الناجح بعد محاولة روسيا الفاشلة ومع سعي الصين المنافس الإقليمي للهند إلى تحقيق إنجازات جديدة في الفضاء وفي شهر مايو أطلقت الصين طاقمًا مكونًا من ثلاثة أشخاص لمحطتها الفضائية التي تدور حول الأرض وتأمل في إرسال رواد فضاء إلى القمر قبل نهاية العقد
