البنك المركزي الروسي يعقد اجتماعا طارئ بعد هبوط الروبل إلى أدنى مستوى له في 16 شهرا
كتبت : آلاء البدري
أعلن البنك المركزي الروسي أنه سيعقد اجتماعًا استثنائيًا يوم الثلاثاء لمناقشة مستوى سعر الفائدة الرئيسي بعد أن انخفض الروبل إلى أضعف نقطة له في 17 شهرًا تقريبًا وكانت العملة تفقد قيمتها بشكل مطرد منذ بداية العام
ضعف الروبل بنسبة 26٪ هذا العام نتيجة لانهيار عائدات التصدير وزيادة الإنفاق العسكري مما يجعلها ثالث أسوأ عملة عالمية أداءً في عام 2023 وأدى الانخفاض إلى دعوات من كبار مسؤولي الكرملين لرفع تكاليف الاقتراض وقال البنك المركزي إنه لا يرى أي تهديد للاستقرار المالي لروسيا من انخفاض الروبل وألقى باللوم في انخفاض قيمة العملة على انخفاض حجم الصادرات وتنامي الطلب الداخلي على الواردات ومع ذلك أصدر بنك روسيا إعلانًا مفاجئًا بأن مجلس إدارته سيجتمع يوم الثلاثاء لمناقشة سعر الفائدة مع قرار ينشر في الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت موسكو
.
شهد الروبل فترة من الاضطرابات منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 حيث انخفض إلى مستوى قياسي بلغ 150 دولارًا للدولار بعد أسبوعين من بدء الحرب قبل أن يتعافى بشكل حاد بعد أن فرض البنك المركزي الروسي قيودًا صارمة على رأس المال حدت من التدفق من المال خارج البلاد وبحلول الصيف الماضي انتعش الروبل إلى أعلى مستوى في سبع سنوات حيث ساعد ارتفاع أسعار النفط والغاز جزئياً نتيجة للغزو روسيا على زيادة عائدات التصدير بينما انخفضت واردات المستهلكين وانخفضت عائدات النفط الروسي بشكل كبير منذ فرض القيود الغربية على الأسعار والحظر بينما تعافت الواردات وأنفقت الحكومة المليارات على صناعة الدفاع لمواصلة الحرب في أوكرانيا مع استمرار وصول العديد من السلع الأساسية من الخارج
تسارع انخفاض الروبل بعد الانتفاضة التي أجهضت في يونيو من قبل يفغيني بريغوزين ومجموعته من مقاتلي المرتزقة فاجنر مما دفع الروس إلى تحويل الأموال إلى حسابات أجنبية وقالت الدكتورة جانيس كلوج الباحثة التي تركز على الاقتصاد الروسي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية وهو مركز أبحاث لا يزال الروبل الروسي يبحث عن سعر صرف مناسب طويل الأمد لعقوبات الحرب بدون ضوابط رأس المال و كان المضاربون سيقدرون التوقعات السيئة العام الماضى واعترف أحد كبار مساعدي الكرملين بأن ضعف الروبل كان له تأثير سلبي على الدخل الحقيقي للسكان لكنه قال إن موسكو تتوقع أن تعود العملة إلى الارتفاع قريبًا
في الأسبوع الماضي اتخذ البنك المركزي الروسي خطوات لتحقيق الاستقرار في الروبل وأوقف مشترياته من العملات الأجنبية حتى عام 2024 لتقليل التقلبات لكن هذه الخطوة لم توقف على الفور انخفاض العملة مما أثار مخاوف صانعي السياسة الروس من احتمال ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل ملحوظ وعلى المدى القصير يمكن أن يساعد ضعف الروبل السلطات في تمويل إنفاقها الحربي الهائل و تبيع روسيا نفطها بالعملة الأجنبية وستشتري البورصة الحالية المزيد من الروبلات في الداخل وأظهرت وثيقة حكومية راجعتها رويترز هذا الشهر أن موسكو ضاعفت هدف الإنفاق الدفاعي لعام 2023 إلى أكثر من 100 مليار دولار (79 مليار جنيه إسترليني) وهو ثلث إجمالي الإنفاق العام