السلطات الإيطالية تقبض على أربعة تونسيين بتهمة القرصنة
ألقت السلطات الإيطالية القبض على أربعة تونسيين بتهمة القرصنة، وزعمت أنهم كانوا يعترضون قوارب المهاجرين وسط المتوسط ويسرقون محركاتها، ثم يتركون القوارب ومن على متنها لمصيرهم.
اعترضت السلطات التونسية قارب صيد في المياه الدولية وسط المتوسط في 24 يوليو، وألقت القبض على أربعة تونسيين كانوا على متنه، أثناء محاولتهم بلوغ السواحل الإيطالية، حسبما أوردت صحيفة “الجارديان” البريطانية.
عثرت السلطات حينها على مئات اليوروهات وهواتف على متن القارب، إضافة إلى ثلاثة محركات قوارب. وأشارت الصحيفة إلى وضع المتهمين رهن الاحتجاز في سجن جزيرة صقلية الإيطالية، في حين تستمر التحقيقات لمعرفة ما إذا كان المتهمون يعملون وحدهم أم بأمر من شبكات تهريب المهاجرين.
وكشفت التحقيقات آلية عمل قراصنة قوارب المهاجرين، وزعمت بأن الرجال الأربعة رصدوا قوارب مهاجرين انطلقت من سواحل تونس باتجاه أوروبا، واعترضوا تلك القوارب ما إن دخلت المياه الدولية، ثم سرقوا أموال وهواتف المهاجرين على متن القوارب إضافة إلى المحرك.
ونقلت “الجارديان” قول مهاجر شهد سرقة محرك قارب كان على متنه “اعترضوا القارب ثم صعدوا على متنه، كانوا مسلحين بالسكاكين وهددو بإيذائنا إن لم نعطهم المحرك، فلم يكن لدينا خيار آخر”.
لكن في شهادات أخرى، اتهم مهاجرون خفر السواحل التونسي باعتراض مركبهم وسرقة المحرك. وكشف شاب يدعى كاليلو عن تعرضه لذلك قائلا “اعترض خفر السواحل قاربنا، وأخذوا ما لدينا من وقود (بنزين) وطلبوا من القبطان إزالة المحرك. ليس لدينا خيار سوى الامتثال لأوامرهم، لا سيما وأنهم مسلحين. بعدما أخذوا المحرك غادروا، وتركوا قاربنا ينجرف”.
شهادات تؤكد ازدياد محاولات قرصنة قوارب المهاجرين
أكد المدعي العام في “أجريجينتو، سالفاتوري فيللا” وعي السلطات بوجود لصوص المحركات مضيفا “لاحظنا أن نحو نصف أعداد قوارب المهاجرين المنطلقة من تونس وصولا إلى أوروبا، كانت من غير محركات”.
وتساءل المدعي العام عن سبب سرقة هذه المحركات قائلا “ربما أرادوا إعادة بيعها، ولكن لا يمكننا التغاضي عن احتمال عملهم لدى شبكات التهريب في صفاقس التونسية، حيث تنطلق معظم قوارب المهاجرين باتجاه أوروبا”. مضيفا “أن محركات تلك القوارب أثمن ما فيها. من الممكن أن يكون القراصنة سرقوا المحركات لإعادة استخدامها في تشغيل قوارب أخرى”.
وكانت أفادت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” بنجاة 36 مهاجرا من حادث غرق مركبهم قبالة مالطا في 27 يوليو، بعدما حاول شخص على متن سفينة صيد سرقة محرك قاربهم. وفقد في الحادث نفسه خمسة مهاجرين بينهم طفل وقضت امرأة من ساحل العاج.
وقضت فتاة تبلغ أربع سنوات غرقا في البحر، نهاية شهر أبريل الماضي، إثر اقتراب طاقم سفينة صيد تونسية من قارب كانت على متنه مع مهاجرين آخرين، لمحاولة سرقة محرك القارب.
للمزيد مفوضية اللاجئين واليونيسف تشيدان بإدارة الهجرة في “لامبيدوزا”
وسجلت أول شهادة تفيد بسرقة محرك قارب في 26 مارس الماضي، بعد العثور على سفينة طولها سبعة أمتار، تحمل 42 شخصا، قال معظمهم إن أفراد طاقم قارب صيد تونسي صعدوا إلى قاربهم، وسرقوا محركه