اليونسكو ستضع مدينة أريحا ضمن مناطق التراث العالمى
كتبت آلاء البدرى
من المتوقع أن تدرج لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو موقع أريحا القديمة والتي أصبحت الآن حديقة أثرية تقع في المدينة الفلسطينية الحديثة التي لا تزال تحمل نفس الاسم
وتقع المدينة في جزء من وادي الأردن المعروف أيضًا باسم المنطقة أ من الضفة الغربية والتي تخضع لإشراف السلطة الفلسطينية
ويعتبر الموقع واحد من 53 موقعًا طبيعيا وثقافيا ستصوت لجنة التراث العالمي لإدراجها في قائمتها العالمية عندما تجتمع في سبتمبر في المملكة العربية السعودية واعترفت اليونسكو بفلسطين كدولة منذ عام 2011 ومنذ ذلك الحين قامت بتسجيل ثلاثة ممتلكات أخرى في الضفة الغربية لها كنيسة المهد في بيت لحم في عام 2012 وتراسات بتير الأثرية عام 2014 والبلدة القديمة في الخليل بما في ذلك الحرم الإبراهيمي عام 2017
وقدمت السلطة الفلسطينية طلبات للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو للاعتراف بـ 13 موقعًا آخر خلال الاجتماعات المستقبلية وتشمل سبسطية موقع العاصمة السابقة لشمال إسرائيل القديمة وكهوف قمران حيث تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت كما سجلت لجنة التراث العالمي تسعة مواقع في الاراضى الفلسطينية المحتلة التابعة لإسرائيل كان آخرها كهوف ماريشا في حديقة بيت جبرين ماريشا الوطنية في عام 2014 وتعقد إدراج مواقع إسرائيلية إضافية في برنامج التراث العالمي بسبب الاعتبارات السياسية
أوقفت كل من إسرائيل والولايات المتحدة المستحقات السنوية لليونسكو في عام 2011 احتجاجا على اعتراف المنظمة بفلسطين كدولة و خسر كلا البلدين حق التصويت في المنظمة نتيجة لذلك في عام 2013 انسحبا في نهاية عام 2018 احتجاجا على تحيز المنظمة المناهض لإسرائيل وهي الخطوة التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2019 وعادت الولايات المتحدة للانضمام إلى اليونسكو هذا الصيف وسافرت السيدة الأولى جيل بايدن إلى مقر المنظمة في باريس في يوليو للاحتفال بتجدد العلاقات الأمريكية مع المنظمة
لم تدل إسرائيل بأي تصريحات علنية حول نيتها العودة إلى اليونسكو و إن غيابها عن المنظمة يعقد أي عمل على الإدراج المحتمل لمواقع التراث العالمي ومع ذلك قام وزير الخارجية إيلي كوهين بزيارة مقر اليونسكو في باريس الشهر الماضي والتقى هناك بالمديرة العامة أودري أزولاي
وقالت اليونسكو إن الاجتماع عقد بناء على طلب كوهين وأنه أثار مسألة عودة إسرائيل إلى اليونسكو دون الخوض في التفاصيل و أضاف أن أزولاي ذكرته بدعوة اليونسكو العالمية وقال إن قرار العودة يعود إلى السلطات الإسرائيلية وبعد أن قالت وزارة الخارجية إن كوهين طلب من أزولاي أن تعمل اليونسكو مع إسرائيل للحفاظ على المواقع اليهودية القديمة في الضفة الغربية على الرغم من أن اليونسكو تعتبر تلك المنطقة جزءًا من حدود دولة فلسطينية وقال كوهين لقد اتصلت بالأمين العام لليونسكو واقترحت عليها التعاون مع إسرائيل ودول أخرى في الحفاظ على مواقع التراث اليهودي في إسرائيل وحول العالم وقالت لأزولاي تعرضت مواقع التراث اليهودي في يهودا والسامرة للتدمير والنهب وعلى اليونسكو المسؤولة عن الحفاظ على المواقع التراثية في جميع أنحاء العالم أن تعمل على منع الأضرار التي لحقت بالمواقع التي تمثل تاريخ شعب إسرائيل وفعل كوهين ذلك بعد أن خصصت الحكومة 120 مليون شيكل العام الماضي للشروع في خطة واسعة النطاق لحماية المواقع الأثرية اليهودية القديمة في المنطقة ج بالضفة الغربية التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي والمدنية
على الرغم من أن إسرائيل لم تنضم إلى اليونسكو إلا أن مسؤوليها ما زالوا مدعوين لحضور اجتماع لجنة التراث العالمي لأنها لا تزال دولة طرف في اتفاقية التراث العالمي
ورغم انه لا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ومع ذلك وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية الدولة المضيفة مع اليونسكو الشهر الماضي التزمت فيها رسميًا بالسماح لجميع الدول الأطراف في الاتفاقية بالحضور بما في ذلك إسرائيل وإذا ذهب المسؤولون الإسرائيليون إلى المملكة العربية السعودية فإنهم سيفعلون ذلك في وقت تناقش فيه واشنطن والرياض صفقة أمنية من شأنها أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل
تتكون لجنة التراث العالمي من 21 عضوا لهم حق التصويت الأرجنتين و بلجيكا وبلغاريا ومصر وإثيوبيا واليونان والهند وإيطاليا واليابان ومالي والمكسيك ونيجيريا وعمان وقطر وروسيا ورواندا وسانت فنسنت وجزر غرينادين والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتايلاند وزامبيا
وتفخر أريحا بكونها أقدم مدينة مأهولة في العالم حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 10000 عام ولأنها تقع في أدنى نقطة تحت مستوى سطح البحر في أي بلدية اشتهرت بالقصة التوراتية التي هدم فيها يشوع وبنى اسرائيل جدرانها بالتجول حولها ونفخ أبواق الكباش
وكتبت السلطة الفلسطينية في طلبها المقدم إلى اليونسكو والذي قدمته في عام 2020 يروي تاريخ أريحا الطويل والمتنوع قصة 10.000 سنة من الحضارة الإنسانية بلا منازع و لقد شهدت بعض أهم المعالم الثقافية في تاريخ البشرية وهي واحدة من أقدم المدن على وجه الأرض ولا مثيل لها في كل تاريخ البشرية وأريحا هي مثال فريد للمستوطنات الموثقة جيدًا لمراحل التطور المختلفة للحضارة الإنسانية
وتدير وزارة السياحة في السلطة الفلسطينية حديقة أثرية في موقع أقدم بقايا المدينة