كتبت آلاء البدري
من المعروف أن ليفين وبن غفير هما رئيسا وزراء إسرائيل بحكم الأمر الواقع لكن المسؤولية الكبرى عن الهاوية العميقة التي يغرق فيها الكيان الإسرائيلى تقع على عاتق نتنياهو وحده
كشفت الأسابيع الأخيرة عن الوضع السياسي المتردي فى اسرائيل حيث كشفت الاحداث ان رئيس الوزراء الحالي نتنياهو أصبح مجرد شخص يملأ كرسى فقط وايضا تفاقم العنف المجتمعي بين مؤيدى الحكومة الحالية ومعارضيها حيث خرجت مظاهرتان كبيرتان تجمع أنصار الإصلاح القضائي في تل أبيب للتظاهر لصالح الحكومة فيما تجمع معارضو الانقلاب القانوني في القدس للتظاهر ضدها وكانت هناك حركة نشطة على السلالم محطات القطار في القدس من جهة صعد معارضو الحكومة ومن جهة أخرى نزل أنصارها وكلهم يحملون الأعلام بأيديهم ويتوعدون لبعضهم البعض
منذ حوالي 30 أسبوعا خرج أكثر من مليوني شخص إلى الشوارع وقاموا بإلقاء الخطب والصراخ وتعطيل السير وإقامة الخيام ونشر الرسائل وتوقيع العرائض و التحذير من أنهم سيتوقفون عن الحضور لخدمة الاحتياط والتطوع فى الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الأخرى لم تقتنع الحكومة ان التداعيات الأمنية والاقتصادية والسياسية للانقلاب القانوني على وشك أن تفرض كارثة في البلاد زأدرك رئيس الوزراء نتنياهو ذلك بالفعل في مارس في الجولة الأولى من الانقلاب القانوني وبالتالي أوقف قانون لجنة الاختيار القضائية قبل طرحه للتصويت مباشرة وذهب إلى منزل الرئيس لإجراء مفاوضات و بعد أربعة أشهر وعاد إلى نفس المكان بالضبط هذه المرة لم يتوقف وبعد وقت قصير من خطاب نتنياهو دهس سائق متظاهرين على الطريق السريع 531 واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ومياه الشرب في تل أبيب والقدس واحتاج العشرات من المتظاهرين وضباط الشرطة إلى علاج طبي واطلقوا النار فى الهواء وقامو بالإعتداء على المتظاهرين وانقلب الداخل الإسرائيلى رأس على عقب وتلاشت الوحدة الإسرائيلية التي تحدث عنها نتنياهو في خطابه والذى قال فيه الواقع ان كل إسرائيل إخوة وان حالة الفوضى والعنف تزيد الضرر اللاحق بالنسيج الاجتماعي والتماسك الاجتماعي في إسرائيل عمقا مما يبعث على السرور لدى أعدائنا حيث علق حسن نصر الله هذا الأسبوع يبدو أن إسرائيل في طريقها إلى الانهيار الصورة الحقيقية للأسبوع تلك التي لم يذكرها نتنياهو في خطابه كانت من الدراما التي تكشفت أمام الكاميرات أثناء التصويت الطويل على معقولية القانون المعياري في الجلسة الكاملة حيث حاول وزير الدفاع يوآف جالانت عدة دقائق لإقناع وزير العدل ياريف ليفين بالموافقة على تخفيف أو تأجيل التشريع من أجل التواصل مع المعارضة لمحاولة الوصول إلى اتفاق ووقف أزمة الاحتياط المتفاقمة في الجيش الإسرائيلي و بمساعدة جالانت المقرب من نتنياهو و وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر انطلق في محاولة لتقديم مقترحات تسوية وعارض ليفين بشدة كل منهم وبين الاثنين جلس رئيس الوزراء نتنياهو فى مقعد المتفرج لا صلة له بالموضوع حتى بالنسبة لبعض مؤيديه كان مشهدًا مفجعًا يعكس بدقة الديناميكيات في الحكومة ومن يتخذ القرارات ويتحكم في الأمور وعلى أطراف المائدة و خارج الإطار المركزي تلقى ليفين التهليل من قبل رئيس عوتسما يهوديت وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي عزز باستمرار عناد وزير العدل ليفين وبن غفير سويًا أحبطوا المحادثات في مقر الرئيس الشهر الماضي عندما دفعوا نتنياهو إلى عدم الالتزام بالاتفاق وتأجيل انتخاب ممثل الائتلاف في لجنة الاختيار القضائية وعندما أعلن زعماء المعارضة يائير لبيد وبيني غانتس ردًا على تعليق المحادثات كان ليفين وبن غفير هم من دفعه لتجديد التشريع من جانب واحد وفي هذا الأسبوع أحبطوا بشكل مشترك جهود الرئيس إسحاق هرتسوغ وغيره من الوسطاء المهمين وكبار المسؤولين للتوصل إلى حل وسط في اللحظة الأخيرة و كان نتنياهو محقًا في إعلان تجميد كبير لمواصلة الإصلاح وصياغة مخففة لمعيار المعقولية من شأنه أن يكسب دعم المعارضة و لكن ليفين لم يوافق على التعليق لأكثر من بضعة أشهر ودعمه بن غفير بمعارضته للتسوية عندما هدد بحل الحكومة وحتى اللحظة الأخيرة شكلوا جبهة محصنة ضد حملة جالانت للتوسل ومنعوا حتى أدنى تغيير من شأنه أن يبني بعض الثقة في المستقبل ويساعد على تهدئة الاحتجاج وأثبت الجدل العاصف بين وزير الدفاع ووزير العدل الذي دار بشكل حرفي حول رأس رئيس الوزراء على وجه اليقين من هم الرؤساء الحقيقيون في الحكومة اليمينيةو كانت صورة تساوي ألف كلمة
حاول نتنياهو التقليل من الأضرار في بيانه لرئاسة الوزراء الذي عقده بدون صحفيين كما جرت العادة هذه المرة حتى لا يجيب على الأسئلة الصعبة المحيطة بإخفاء معلوماته الطبية عن اجراء عملية القلب والأوعية الدموية الأخيرة التي تعرض لها واقترح بعد القانون إعادة فتح المحادثات مع المعارضة وتحديد موعد نهائي لشهر نوفمبر وهو جدول زمني من شأنه أن يسمح للائتلاف بتجديد التشريع وتغيير تشكيل لجنة الاختيار القضائي من جانب واحد في الجلسة المقبلة رفضت المعارضة موضحة أنه تبين لكل من شارك في محاولات التوصل إلى اتفاقات واسعة إن بنيامين نتنياهو ليس رئيس وزراء إسرائيل في الواقع وأنه مجرد سجين لفين وروثمان بن جفير