مقال
د/ عصام عبدالصمد
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمتين في العضل
الأخوة والأخوات
{ لقاء شوارعي }
قابلني في الطريق وهو شخص لا اعرفه و دار هذا الحوار بيننا :
هو ؛ سلام عليكم يا دكتور .
أنا ؛ عليكم السلام أهلا وسهلا .
هو ؛ أنا اسمي ****** { لا اتذكر الاسم } ومن المصريين في الخارج واعمل واعيش في روما ، عندك مانع أتكلم معاك كلمتين ؟
أنا ؛ اتفضل .
هو ؛ انت اول من طلب أن يكون لنا وزارة ، هل عجباك هذه الوزارة ؟
أنا ؛ بالطبع لا ! احنا فعلا اول من طالب بهذه الوزاره منذ سنوات واخيرا السيد رئيس الجمهورية عندما كنا في برلين وفي محل اقامته في فندق أدلون مشكورا لبي الطلب ، ولكن للأسف الشديد كان أداء السيدة الوزيرة السابقة ليس على مايرام ، وأحنا كنا في منتهى السعادة عندما سمعنا خبر تغير السيدة الوزيرة السابقة بوزيرة جديدة ، لسببين :
السبب الأول هو التخلص من الوزيرة السابقة باي شكل من الاشكال ، الوزيرة التي نعتقد انها نسيت انها وزيرة ، وتوهمت انها احدي فنانات العصر الحديث ، وتخيلت انها نجمه سينما ، وتشرنقت ببعض الطبالين ، ماسحي الجوخ ، اللي أكلوا وشربوا على كل الموائد بإيعاز من البعض ، وأنا في الحقيقه لا استطيع ان أجزم هل تصرفات السيدة الوزيرة السابقة كانت بحسن نية أم متعمدة .
والسبب الثاني عندما علمنا ان الوزيرة الحاليه عندها خبره عن اوروبا لأنها كانت سفيرتنا في جمهوريه آيرلندا ، ولكن للأسف الشديد وجدناها مثل سابقتها ، ولأني كنت أول من نادى بالوزاره فأنا ألان أول من ينادي بزوالها .
هو : هل تقابلت مع السيده الوزيرة السابقة ؟
أنا : بالطبع اجتمعت معها عده مرات ، وعرفت عنها كل ما يخطر علي بالك ، وزيرة لم تكن تعلم أن المصريون في الخارج هم كنز التنمية المفقود ، وركزت على تلميع نفسها ، وعلى الحفاظ على كرسيها الوثير ، وعلى سماع ثرثره بعض المغرضين ، وعلى اخذ آراء بعض المنتفعين ، وعلى صرف الأموال في داعي وبدون داعي ، وعلى التفرغ للتصريحات الشكلية وليست العملية ، تصريحات لا مكان ولا زمان ولا لزوم لها في عصرنا الحديث ، هذه كانت الوزيرة السابقة ( وزيرة البلوك ) .
هو : ما الفرق بينها وبين الوزيرة الحالية ؟.
أنا : لا فرق بين الاثنين ، الوزيرة الحاليه للأسف الشديد صوره طبق الاصل من سابقاتها .
هو : بس الوزيرة الجديدة يادكتور تكلمت في مواضيع مهمه مثل { تحويلات المصريين } ، { وقصه دخول سيارات المصريين بدون جمارك } ، { والكلام عن انشاء شركة للمصريين في الخارج } ، { وقرار تخفيضات شركة مصر للطيران } ، وحاجات كثيره زي كده ! يعني المواضيع دي كلها مفروض تحسب لها .
أنا : كل هذه المواضيع لا تحسب لها اطلاقا ، بل تحسب عليها ، نحن يا حبيبي لنا الظاهر وليس الباطن لإن الباطن في علم الغيب ، يعني الكلام ده كله للإعلام ولأخذ اللقطة زي سابقاتها ، والظاهر لنا هو كلامها وده موش كفايه ، وايضا لم يكن من حسن طالع الوزيرة ان كل موضوع تناولته حدث عكسه ، فعندما تحدثت عن تحويلات المصريين { وجدنا التحويلات في النقصان ٢٥٪ علي اقل تقدير عن العام الماضي } ،
وتصريحاتها بشأن سيارات المصريين بدون جمارك { الموضوع اخذ منحني اخر غير مجدي للمصريين في الخارج وغير مجدي للدوله علي حد سواء ، حيث ان مجموعه صغيره من مصريو الخارج سجلوا الكترونيا للإستفاده من المبادرة ، وسيتم الافراج عن حوالي ١٠٠٠ سيارة مستوردة بضوابط القانون واستفادة للدولة لحوالي نصف مليار دولار فقط ، وهو مبلغ زهيد جدا وغير متوقع للمبادره } ،
وحكاية شركة المصريين في الخارج { في يوليو ١٩٨٤ علي مااتذكر أسست شركة للمصريين في الخارج وسميت ” شركة المصريين في الخارج للاستثمار والتنميه ” ، وادرجت في البورصة المصرية بعدها بسنتين ، وكنت أنا مهتم بهذا الموضوع ، وكانت الشركه في شارع شارل ديجول بالجيزة ، ورئيس مجلس الإدارة كان مشهور احمد مشهور ، وبعدها وزير الصناعة الاسبق إبراهيم فوزي ، اتذكر أيضا أن الشركة أنبثق منها أو غيرت اسمها إلى “شركة أودن للاستثمارات المالية ” ، وكانت شركة مساهمة مصرية تعمل من الحي المالي في القرية الذكية بالجيزة ، ومن مدة طويلة عرفت أن الوزيرة السابقة ( وزيرة البلوك ) حاولت أن تعيد هذه الشركة من جديد وآنا نسيت التفاصيل ، وكان الموضوع كله كالعادة لزوم تلميع السيدة الوزيرة السابقه والموضوع فشل ، يعني إذا كان الخبر صحيح فهو ليس اكثر ولا اقل من إعادة تدوير صفحة من صفحات الكتالوج الموجود على مكتب الحرس القديم } ،
وعندما اعلنت عن تخفيضات شركة مصر للطيران { نحن في اتحاد المصريين في أوروبا كان لنا تجربة في هذا المجال عندما وقعنا بروتوكول تعاون بين اتحاد المصريين في أوروبا ، ووزارة الطيران ، وشركة مصر للطيران ، وحصلنا من الشركه علي التخفيض المتفق عليه لكل المصريين في الخارج طوال العام ، وكان ذلك في ٢٩ مايو سنه ٢٠١٤ ، أثناء فترة الكساد التي واجهت شركة مصر للطيران ، وذلك عندما بدأنا بحملة كبيرة تحت عنوان اركب طائرة بلدك أي قبل إعلان هذا الخبر من السيدة الوزيرة في يوم ٢٠٢٢/٩/٢٧ بحوالي ٨ سنوات من حملتنا الناجحة ، وأسعار التذاكر ألان في ازدياد بعد تصريح السيدة الوزيرة ، واعطيك مثل ؛ أنا حاولت شراء تذكرة لحفيدي وعمره ١٤ سنة لقضاء اجازته المدرسيه ولمده ٩ ايام في القاهرة ووجدت ثمن التذكره من لندن الي القاهرة ذهاب وعوده ٥٠ الف جنيه مصري بالتمام والكمال ، وطبعا وجدت السعر عالي وحفيدي بالطبع لم يحضر ، وعندما ناقشت شركه مصر للطيران على تليفونهم رقم ١٧١٧ ، كان الرد : هذه الأسعار للمصريين في الخارج والداخل علي السواء ، ولم تصل لنا اي معلومات بخصوص هذا الموضوع } ! .
هو : من قرائاتي انك حاولت الاتصال بالوزيرة الجديدة ، صح يادكتور ؟
أنا ؛ بالطبع حاولت ولعدة مرات ، ولكن لم ترد على مكالماتي او على مراسلاتي ، مع إني كنت ارسل لها ومساعدها السفير عمرو عباس تقرير شبه يومي عما نقوم به نحن في اتحاد المصريين في أوروبا حتى تكون على علم ودرايه تامة بما يدور في الاتحاد ، وكنت اريد مقابلتها لشرح ٧ موضوعات متعلقة بالدوله ، وخاصه الوطن يمر بمرحله شبه حرجه ، ومحتاج كل الافكار وكل المساعدات من المصريين في الداخل والخارج علي السواء .
هو : هل تستطيع إعطائي مثل واحد او مثلين من هذه الموضوعات ؟
أنا : مثل موضوع الاستثمار وجلب الدولار المحبوس بفكر خارج الصندوق ، والاستثمار في التعليم والصحة ، وموضوع جلب المواطنين الأوروبيين من كبار السن إلى مصر ولمده خمس شهور من كل سنة هربا من برد شتاء أوروبا القارس كما تفعل جنوب إفريقيا وتونس والمغرب وجزر الكناري الاسبانيه وغيرها من الدول ، وأنا شخصيا تحدثت في هذا الموضوع مرارا وتكرارا مع السيدة الوزيرة السابقة بلا جدوى ، وبالطبع كل الدول الأوروبية ترحب بهذا المشروع توفيرا للطاقة اللازمة لتدفئه هؤلاء المواطنين والتي تكلف الدولة أموالا طائلة وفقدان في الأرواح حيث يموت في بريطانيا وحدها ليس اقل من ثلاثه آلاف مواطن من كبار السن كل شتاء بسبب البرودة .
وكان في احتفالية أردت أن ادعوها بالحضور وهي مبادره ( ١٠٠ بطل أوليمبي ، بنحب مصر بجد ) انطلاقا من المبادرة الرئاسية لرعاية الموهوبين ، برعاية اتحاد المصريين في أوروبا ، وبمشاركة اتحاد الكيك بوكسينج المصري ، والهيئة العليا لرياضة الشوندكاي ، وأمانة التنمية البشرية المركزية بحزب حماة الوطن ، وقد أرسلت لها دعوه للحضور أكثر من مرة ، كما فعلت نفس الشيء للسيد المساعد السفير عمرو عباس ، وكتبت في الدعوة رجاءًا الرد سواء بالسلب او الإيجاب ، ولم اتلق أي رد بالإيجاب أو بالسلب ، وهذا شيء محزن جدا ، وغير منطقي ، وغير مفهوم ، وخال من أدني مسؤليه مهنيه او وطنيه او انسانيه او ادبيه ، وقد تم الحفل في وجود جمهور غفير ، وبحضور كبير من براعم رياضية صغيرة ، وأولياء أمور مصممون على تنشئة جيل جديد رياضي واع يريد أن يرفع رايتنا خفاقة ، ويريد أن يرى الجميع وقوف عند عزف السلام الجمهوري المصري ، وقد قمنا بتكريمهم ، كما كرمنا أبطال لنا عظماء من الكبار في السن ، وتم كل هذا وبالاسف الشديد بدون وجود السيدة وزيرة الدولة للهجره وشؤون المصريين في الخارج والتي كان من المفروض أن تستقبل معي هذه الجموع ، ولكن للأسف الشديد لم يحدث ، ولا ادري لماذا وفي نفس الوقت لا اريد أن اعرف السبب …
هو ؛ أنا قرأت لك مقالة بعنوان أنا حزين ، لماذا كل هذا الحزن ؟
أنا ؛ أنا بطبيعتي إنسان مرح جدا وبحب الضحك ومغرم بالفكاهة ، ولكن المقالة التي كتبتها بعنوان { أنا حزين } كان جزء من حزني على الوزيرتين الحالية والسابقة ، لانه كان بإمكانهم دخول التاريخ من أوسع أبوابه ويضعون أنفسهم في المكان المناسب ، ولكن للأسف الشديد دخلوا من الباب الغلط وسيظلون داخله إلى الأبد في المكان الغلط ، وأنا بعد يومين فقط من نشر هذا المقال وجدت أنهم لا يستحقون حزني عليهم ولذلك رفعت المقالة واسترحت .
هو ؛ طب ما العمل ألان ؟
أنا ؛ العمل عمل ربنا .
هو ؛ يعني ايه ، وضح شويه ؟
أنا ؛ ان شاء الله ستمر الازمه عندما نسمع بعض ، عندما نكون صرحاء مع بعض ، عندما نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، عندما يضيع الخوف منا ، عندما نطبق نظرية الأولويات ، عندما نتقشف وننسي البهرجة ولو لمدة قصيره حسب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ٦٩ بشأن ترشيد الإنفاق في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية والذي نشر في يوم الإثنين ٩ يناير ٢٠٢٣ ، عندما ننسي ثقافة الفهلوة ، عندما يصبح عندنا إعلام حقيقي ، عندما نسترد ذكريات الماضي ونعي أننا دولة غير تابعة لأحد بل يتبعها الاخرون ، عندما نتذكر اننا كنا دائما القاطرة التي تجر خلفها دولا كثيرة ، عندما ندرك ان مصر دولة مؤسسات ، دولة عظيمة ، دوله حضاره من آلاف السنين ، عند إذن ستزول الغمة ويأتي الفرج .
هو ؛ الله عليك يا دكتور !!
أنا ؛ الله عليك انت لآنك ضيعت وقتك في سماع كل هذه الهلاوس ، والله عليك كمان لو قلت لي مع السلامة لأني تأخرت عن ميعادي .
هو ؛ أنا شاكر جدا يادكتور وقوفك معي في الشارع ، وعلى كلامك الهادف المحترم ، وادعو لك بالصحة والسعادة والعمر الطويل ، ونشوفك على خير بإذن الله .
في هذه اللحظة وجدت سائقي إسلام الذي أحبه كأحد أبنائي واقفا بجانب السيارة وينظر إلي بنظرة { يلا يا دكتور بقى احنا تأخرنا } ، وعليه قررت الانصراف الفوري …
عانقني الضيف المتواضع الكريم ، وانتهى اللقاء وذهب إلى حال سبيله ، وأنا ركبت سيارتي ورحلت .