أخبار وتقارير

جنازة رسمية ضخمة وتنكيس العلم واعلان يوم حداد وطنى لبرلسكونى تغضب الإيطاليين

صوت المصريين - The voice of Egyptians

كتبت : آلاء البدرى

أثارت الجنازة الرسمية التى اقيمت لرئيس الوزراء الإيطالى السابق الجدل في إيطاليا حيث غضب الكثيرون من منح هذا الشرف لرئيس وزراء ثلاث مرات وقطب إعلامي شوهته الفضائح بما في ذلك العربدة الجنسية الشهيرة Bunga Bunga ومع ذلك تجمع عشرات من أنصار برلسكوني في ساحة الدومو امام الكاتدرائية التاريخية لمشاهدة الإجراءات على الهواء مباشرة على شاشات عملاقة وصفقوا عندما تم حمل النعش على الدرج وعبر أبواب الكاتدرائية وحضر 2300 شخص آخر بما في ذلك عائلته وزعماء العالم والحلفاء الرئيسيين وغيرهم من المعارف البارزين إلى الدومو قبل الدفن اليوم حتى كاد ان يصبح حداد وطني لإحياء ذكرى وفاة الرجل الذي يعتبره معظم الإيطاليين الشخصية الأكثر نفوذاً في إيطاليا خلال العقود الأخيرة

جنازة العائلة

كان قطب الإعلام ورجل أعمال كرة القدم ورئيس الوزراء السابق ثلاث مرات الذي كان يعشقه ويكرهه الإيطاليون بنفس القدر مريضًا لعدة سنوات على الرغم من أنه ظل الرئيس الرسمي لحزبه اليميني فورزا إيطاليا وكان إرث برلسكوني إيجابيًا أو سلبيًا محل نقاش ساخن بين الإيطاليين في الفترة التي سبقت الحدث
الإيطاليون منقسمون حول ما إذا كان رئيس الوزراء السابق يستحق كل الضجة والاحتفال الذي سيعرض في ميلانو
حيث أقامت عائلته جنازة خاصة يوم الثلاثاء في إحدى فيلات برلسكوني بالقرب من ميلانو المدينة التي جنى فيها المليارات كرئيس لإمبراطورية إعلامية قبل دخول السياسة في عام 1994 وشوهدوا معًا مرة أخرى داخل دومو اليوم
لم تستطع مارتا فاسسينا
النائب و اخر عشيقة لبرلسكوني كبح دموعها اثناء التشيع وفاسينا اابالغة من العمر 53 عام لم يتزوجو قط رسميًا لكنهما أقاموا حفلًا زواج مزيف في عام 2022 مما جعله زوجته الثالثة  كما أن زوجاته السابقات كانوا حاضرات داخل الكاتدرائية دومو أيضًا وكذلك وابنتيه الأكبر مارينا 56 عامًا وبيير سيلفيو 53 عامًا في المقدمة والوسط خلال الجنازة مارينا التي من المفترض أنها الوريثة الأساسية لإمبراطورية برلسكوني الإعلامية التي تقدر قيمتها مؤخرًا بحوالي 7 مليارات دولار

عظة رئيس الأساقفة

وقفت أكاليل كبيرة من الزهور بألوان العلم الإيطالي على طول مقدمة كاتدرائية الدومو حيث بدأت الجنازة في الساعة 3:00 مساءً 1400 بتوقيت جرينتش
وترأسها رئيس أساقفة ميلان ماريو دلبيني وكانت الكاتدرائية مكتظة لكن الكثيرين تجمعوا في الميدا لم يتستر دلبيني على إرث بيرلسكوني المعقد في تأبينه ونعاه بكلمات غريبة لكنها حقيقية جدا قائلا إنه رجل أعمال حقق النجاح والفشل وسياسي انتصر وخسر وشخصية سيئة السمعة كان لها معجبون ومناقضون الذين يصفقون له والذين يكرهونه
واضاف عندما يكون الرجل سياسيًا فإنه يحاول الفوز  فهناك من يمجده ومن لا يطيقه
عندما يكون الرجل بطل الرواية فهو دائمًا على خشبة المسرح عنده من يصفق له ومن يمقته
لكن في لحظة الوداع والصلاة هذه ماذا يمكننا أن نقول عن سيلفيو برلسكوني لقد كان رجلاً رغب في الحياة رغب في الحب رغب في الفرح والآن يلتقي بالله

 
الحضور من الرؤساء والملوك

حضر عدد من رؤساء الدول والامراء والملوك والشخصيات العامة من بينهم كان الرئيس المجري فيكتور أوربان وأمير قطر الحاكم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس العراقي عبد اللطيف راشد من بين كبار الشخصيات الأجنبية الحاضرة
وحضرت ميلوني التي حصلت على أول تجربة حكومية لها كوزيرة في ائتلاف برلسكوني إلى جانب زعيم العصبة ماتيو سالفيني الذي كان حزبه متحالفًا منذ فترة طويلة مع حزب فورزا إيطاليا بزعامة بيرلسكوني وكان هناك أيضًا الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بينما مثل الاتحاد الأوروبي مفوض الاقتصاد باولو جينتيلوني إلى جانب السياسيون المعارضون حاضرين أيضًا لإظهار الاحترام لشخصية سياسية تشاجر معها كثيرون فشوهد أسطورة ميلان ومدرب إنجلترا السابق فابيو كابيلو وهو يصل إلى الكاتدرائية
ومن بين الحشود خارج كاتدرائية دومو كانت لوسيا أديلي عضوة في فريق فورزا إيطاليا برلسكوني والتي سافرت ما يقرب من 1000 كيلومتر من منزلها في ألتامورا جنوب إيطاليا لتوديع سياسيها المفضل

المقبرة ومكان الدفن

انتهى حفل التأبين بعد حوالي ساعة ونصف من بدئه حيث شوهد التابوت وهو يغادر الكاتدرائية في طريقه لحرق جثته وقال مصدر مقرب من عائلة برلسكوني إن رفات برلسكوني ستنقل إلى ضريح الأسرة في أرض الفيلا التي يملكها في بلدة أركور الشمالية
وبعد الجنازة سيعاد التابوت إلى فيلا سان مارتينو بالقرب من ميلانو في انتظار حرق الجثة الذي سيجري في معبد فالينزيانو بانتا ري المحرقة بالقرب من مدينة أليساندريا
و كان برلسكونى قد استأجر النحات الشهير بيترو كاسيلا لبناء الضريح في أوائل التسعينيات قام ببنائه في الأصل لدفن نفسه وأفراد عائلته وأصدقائه لكنه اكتشف بعد ذلك أن القانون لا يسمح إلا بدفن الجثث في مقابر عامة حسبما قال صديقه الناقد منذ فترة طويلة فيتوريو صغاربي لوكالة أنباء AdnKronos
ومع ذلك يمكن وضع الرماد في الضريح وصفته وسائل الإعلام الإيطالية بأنه هيكل من الرخام الأبيض به مدفأة تحت الأرض يوجد تابوت مصنوع لبرلسكوني في المنتصف وإفريز يمثل سلاسل منقوشة على الجدران وتعتبر الحلقات المربوطة رمزًا لاتحاد الأسرة.

الاعتراض على الجنازة

غضب المعارضون السياسيون ليس فقط في قرارات حكومة رئيس الوزراء جيورجيا ميلوني بإقامة جنازة رسمية وهو شرف يمكن منحه لجميع رؤساء الوزراء السابقين ولكن أيضًا لإعلان يوم حداد وطني
وهذا امر نادرًا ما يتم التذرع بأيام الحداد الوطنية  كما تم تنكيس و إنزال الأعلام إلى نصف سارية في جميع المباني العامة اعتبارًا من يوم الاثنين تكريماً لقائد امتد تأثيره إلى ما هو أبعد من السياسة بفضل اهتماماته التلفزيونية والصحيفة والرياضية الواسعة
تم تعليق البرلمان لمدة ثلاثة أيام وأعلنت الحكومة يوم حداد وطني يوم الأربعاء وهي المرة الأولى لرئيس وزراء سابق
لكن القرار تعرض لانتقادات من منتقدي برلسكوني وقال السناتور أندريا كريسانتي إنه يعارض بشدة ‘ مثل هذه التكريمات الوطنية لـ شخص لا يحترم الدولة مشيرًا إلى إدانة برلسكوني النهائية بتهمة الاحتيال الضريبي في عام 2013زوقالت روزي بيندي الرئيسة السابقة للجنة أنتيمافيا إنه “غير مناسب” بالنسبة إلى شخص مثير للانقسام مثل برلسكوني وقالت صحيفة ريبوبليكا اليومية إن “الإغلاق المؤسسي” كان متطرف وقارنته بالبروتوكول البريطاني لوفاة الملكة إليزابيث الثانية
حيث قام برلسكوني بتقسيم إيطاليا وأهان الخصوم لمدة 30 عامًا وجرم القضاة ولم يعترف بالقوانين عن ماذا نتحدث الصحفي ماركو ترافاليو ناقد برلسكوني منذ فترة طويلة ومؤسس مشارك لصحيفة il Fatto Quotidiano اليومية قال لقناة La7 TV الخاصة يوم الاثنين يُعرف برلسكوني على نطاق واسع بأنه مقدمة لنوع السياسة الشعبوية مثل التي ستجلب دونالد ترامب لاحقًا إلى السلطة في الولايات المتحدة مره اخرى واستخدم كلاهما مكانتهما البارزة كرجال أعمال للانطلاق إلى الساحة السياسية مما أدى إلى قلب السياسة كالمعتاد على طول الطريق


بينما يستشهد مؤيدو إرث برلسكوني بنجاحه في توحيد يمين الوسط الإيطالي بعد انهيار المشهد السياسي بعد الحرب بفضيحة فساد “الأيدي النظيفة” في التسعينيات كما أنهم يرون سنواته كقائد على أنها فترات استقرار بعد سنوات من تناوب الحكومات بسرعة مع الإعجاب بخرقه الجريء للقواعد وعدم احترامه ربما بشكل خاص في مواجهة قادة العالم الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى